المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس ٢٨, ٢٠١١

في دنيا المسميات

صورة
في جولة مع عالم متخصص في النباتات أدهشتني قدرته الفائقة في تسمية النباتات التي كنا نمر بها، كان يذكر أسماءها باللاتينية من مقطعين وكان يتبعها ببعض المعلومات السريعة التي يتوقف عندها ليذكر اسم النبتة التالية التي مرّ بها. وفي جلساتي مع أشخاص متعددين أدهشني كذلك قدراتهم الفائقة في إطلاق المسميات. فلان بخيل وفلانة متكبرة وذاك النكد وتلك هاوية المشاكل. يدهشني كيف يلّخصون حياة إنسان بما فيها من نجاح وفشل، وما بها من تحديات وإخفاقات في مجرد كلمة واحدة. يدهشني كيف تطلَق الأحكام ويعلَن الصمت بعد الحكم تأييداً للحكم من كافة الأطراف المعنية وغير المعنية. يدهشني هذا فأصمت وأتذكّر عالم النباتات وقدرته الفائقة التي جاءت بعد سنوات من الدراسة تشهد لها شهاداته العديدة المعلّقة على حائط مكتبه المتواضع. أما هم فمن أين لهم تلك المؤهلات؟ ومن منحهم الحق في إطلاق الأحكام؟ وهل من أدلة على تلك المسميات التي يطلقونها؟ فما كان لي غير الصمت. الصمت في دنيا المسميات، والتي لربما وضع لي البعض مسمى يلخص حياتي. فعلاً إنها دنيا المسميات.

ماذا يوجد في شنطتك؟

صورة
أثارت فضولي تلك الشنطة التي كان يحملها، فقد كنت أراه منذ عدة سنوات وهو يحمل شنطة بنفس الحجم وبنفس اللون، والتي ربما كان يستبدلها بأخرى جديدة بسبب اهترائها بعد عدّة سنوات من الاستخدام. كنت دائماً أتساءل ماذا يوجد في هذه الشنطة. كنت أرى الكثير من علامات الاستفهام حول الشنطة وكنت أتخيّلها محاطة بهالة من الغموض. هذا ذكّرني بأستاذ منذ أيام المدرسة، كان يدخل إلى الصف وهو يحمل شنطة، لم نرَ ما في الشنطة طول السنوات التي كان يدرّسنا فيها. كنت أنظر دائماً إلى الشنطة وأتساءل ما الذي يمكن أن تحتويه. كان الفضول وعلامات الاستفهام يحيطان بها. لكل واحد منا "شنطته" الخاصة التي يراها الجميع وعلى مدى سنوات عدة من التعامل معه، "شنطة" مثار استغراب، و"شنطة" محاطة بهالة من الغموض ومجموعة كبيرة من علامات الاستفهام. تلك "الشنطة" هي التي تجعل الآخرين ينظرون لنا باستغراب، وتجعلهم يفكرون كثيراً بالطريقة التي بها يتعاملون معنا. ولكنني قررت وسألته: ماذا يوجد في الشنطة؟ بدأ يفرغ محتوياتها وضحكت فتلك مجموعة كبيرة من المفاتيح والتي جعلت من المنطقي أن يحمل شنطة ليضعها