المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٩, ٢٠١٢

على الجانب وعلى الجانب الآخر.....

صورة
دخّن آخر سيجارة في علبة السجائر، سار بضع خطوات نحو حاوية قريبة وألقى هناك علبة السجائر الفارغة. يقف في طابور لإنجاز معاملة رسمية، يرفع رأسه، يمدّ يده إلى جيبه ويخرج باكيت سجائره. لحظات تجده محاطاً بضباب رفيق دربه الذي معه ينسى كل من وما حوله. قهوة أمريكية بنكهة البندق من ستاربكس.............. قهوة مغلية سادة على الفحم من على الطريق. سيارات تصطف بشكل لائق، لا اصطفاف مزدوج، نظام ليس له مثيل، وهناك على الجانب الآخر دراجة نارية وشرطي ودفتر أوراقه زهرية. موزة وبعض الفراولة، تمر وزبيب ولوز، قطعة من التوست مع لبنة....... وهناك على الجانب الآخر باكيت شبس وعلبة بيبسي وبعض القضامة والفستق. سكرتيرة "مكّشرة" وتجيب بطريقة فضّة، تبدو وكأنها قنبلة على وشك الانفجار، وفي المقابل أخرى تمنع الزبائن المستائين من الانفجار غضبًا بابتسامتها الرقيقة. 

حدث في يوم ما...

صورة
غيّرت صورتها في الوقت الذي فيه كان أون لاين، تمنّت أن يكون أول من يضع لايك لها، ولكن حرارته المرتفعة أنسته أن يغلق كمبيوتره. وقفت تحت المطر تنتظر تكسي بعد أن تعطّلت سيارتها، كادت أن تندب حظها، إلا أنها رأت ابتسامة التراب ولهفة جذور الأشجار وضحكات أوراق الشجر فقالت: الحمدلله. مرّت سنوات عديدة، رأته فنظرت في عيونه وهُيأ لها أنها تعرفه، وعندما قرأت الاسم تذكّرته، آه كم تغيّرنا الأيام دون أن ندرك ذلك. إنه صاحب هذه المبادرة الرائعة، آه كم تتكدّس في دواخلنا من إمكانيات وقدرات لا تفجّرها إلا الأيام.  أخذ بعض ألواح الخشب، غاب بضعة أيام، وعاد ومعه مكتب خشبي. على المكتب كتبت رواية، والرواية نقلت في سيارة ووزعت على عدّة محلات. اشترت الرواية. قدّمتها لوالدها في عيد ميلاده. وضع الرواية في منجرته علّه يجد الوقت لقراءتها. 

احتياجاتي واحتياجاته

صورة
العلاقات، تلك لا يمكننا أن نحيا بدونها، فنحن بشر خلقنا الله لا لنكون وحدنا بل لنكون معاً، لا لنكون "أنا" فقط بل لنكون "نحن" معاً. نفقد إنسانيتنا ونفقد معنى وجودنا ونفقد قيمة الحياة إن بقينا هناك وحدنا كجزيرة في وسط البحر، لا تصلح أن تكون الأمور هكذا، بل لا بد من أن نتواصل ونتحدّث ونشعر ونكون معاً. وفي علاقاتنا معاً يجمعنا أمر واحد وهو "الحاجات" فكل واحد منا لديه حاجات. لا أحد يمكن أن يقول أن ليس له حاجات، صحيح أنها تتفاوت من شخص لآخر، لكنها موجودة، وهي لدى الجميع.  كلنا يحتاج الاحترام، ولكن منا من يحتاجه أكثر من غيره، يحتاج أن تسأله وتأخذ برأيه، تعتبره موجوداً ولا تستثنيه، وتلتفت له قبل أن تتصرف أي تصرف قد يؤثر عليه. فأمور صغيرة تعبر عن احترامك له ترفعه وتشّجعه بل وتقرّبه منك وتجعله في علاقة منسجمة أكثر معك، وعدم احترامك له قد يجرحه ويؤذيه فيبني حاجزه العاطفي الخاص الذي يحميه ويفصلك عنه. ومن منا لا يحتاج المواساة، فلكل منا آلامنا، فالصغير الذي فقَد لعبته المفضلة، والمراهق الذي أخفق في أن يرضي أصدقاءه، والفتاة التي تألمت للون شعرها الجديد، والشاب ا