ازدحام
إنه ليس ازدحامًا في إحدى شوارع عمّان، مع أننا نواجهه كل يوم، إنما هو ازدحام في أفكاري، فكرة تسير في اتجاه وتقابلها أخرى من الجانب الآخر، تلتقيان وتقف فكرة أخرى من جهة جانبية، تعلو الأصوات. أعلن الحاجة إلى الهدوء، فتصمت جميعًا، وأسمع موسيقى هادئة وأحياناً أسمع الصمت، فما أجمل صوت الصمت في مثل هذه الحالات! ويعود الازدحام مجدّداً لمجرد أنني قرّرت أنني بحاجة إلى بعض العصف الذهني للبحث عن البدائل، يبدو أنه ليس مجرد عصفًا إنما هي عاصفة ذهنية. بدأت أشعر بصداع. فقرّرت الهدوء. فسكنت الأفكار وبدأ السير في ذهني هادئًا منظمًا. وهنا بدأ الملل، الجمود، لم يعد للإبداع مكانًا فيما أعمله. فعلمت عندها أنه لا بد من الازدحام. فالازدحام في ذهني إنما هو دليل على حياة فعّالة تجري هناك، وأني سأجني قريبًا ما هو جديد. فأهلاً بالازدحام!