المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر ٢٣, ٢٠١١

وظيفة النقود أم وظيفة بلا قيود

صورة
ألهذا كل التعب ولمدة شهر كامل؟ أهذا هو ما تطمح له وتسعى لأجله؟ مبلغ من المال يودع في حسابها في نهاية كل شهر؟ ألهذا درست وتعبت؟ تلك هي الأسئلة التي تدور في ذهن الموظفة الجديدة الطموحة بعد بضعة شهور من عملها. هل هذا ما كانت تريده؟ وظيفة من أجل النقود، وظيفة هدفها ودافعها وطموحها فيها هو الراتب في نهاية الشهر. أم هي الوظيفة التي لا تعرف الحدود، الوظيفة التي لا يكون أولويتها القصوى الحضور على الوقت وغياب المغادرات والإجازات المرضية والتأخيرات من ملفها الوظيفي؟ هي الوظيفة التي تسعى نحو الإبداع وتعتبر المكان الذي تعمل فيه مكانها وتشعر بانتماء لا حدود له، هي الوظيفة التي لا يحدّها أوقات العمل بل التي تنشغل بها خلال وقت العمل وخارجه. هي الوظيفة التي لا تكتفي بإتمام قائمة الأمور الواجب إنجازها بل تذهب إلى ما وراء ذلك بتفكير خارج الصندوق وإبداع ما هو جديد. هي الوظيفة التي لا تعتبرها وظيفتها بل تعتبرها مكانها حيث تنمو وتتطور وتتقدّم لما هو أفضل كي تقدّم ما هو أفضل. هي المكان الذي تتصرّف فيه على طبيعتها وتشعر بسلام وهدوء يكتنفها. هي الوظيفة التي لا تشعر أنها موظفة تعمل لحساب أحدهم بل هي المكا

الكلمات السحرية

صورة
يتعلّم أبناؤنا كلمات يسمونها الكلمات السحرية وهي: شكراً، آسف، لو سمحت. ولكن عندما يكبر الصغار تجدهم أحياناً ينسون تلك الكلمات، فلم تعد "الماما" تقول لهم: لن أعطيك هذه اللعبة إلا إذا تذكّرت الكلمة السحرية، والتي بعدها يقول الولد شكراً ويأخذ اللعبة ويجري مسرعاً. الكبار ينسون تلك الكلمات بل وينسون مدى أهميتها وسحرها. الأم التي تجري وراء طفليها التوأم وتحاول تسليتهم وتخفيف الأضرار الناتجة عن حركتهم بأكبر قدر ممكن، تحتاج لكلمة سحرية: شكراً على تعبك، شكراً على سهرك، شكراً لأنك تضعين نفسك أولاً لدرجة أنك تنسين نفسك، شكرا ً لأنك تختصرين الكثير من ساعات نومك لتمنحي عائلتك نوماً هادئاً وحياة هانئة. الطفل الذي يدرس وتتعب يده وهو يكتب واجباته المدرسية يحتاج أيضاً لشكراً على تعبه، وشكراً على اجتهاده وبذله كل جهده، حتى لو كانت العلامة التي حصل عليها أقل من توقعاتنا نحن الأهل المثاليين الذين نريد أن يكون أبناؤنا الأوائل والمتفوقين على الدوام، فنحن كنا كذلك، وإن لم نكن في الحقيقة فإننا نريد أن نعوّض هذا في أبنائنا، فلنقل لهم شكراً وكفى. وماذا عن وجبة طعام شهية نأكلها كل يوم، أو بيت م

طبخاتي وطبخات أمي وحماتي

صورة
ه ذا هو الجدول الأسبوعي لطبخات أمي وحماتي: السبت: مقلوبة زهرة، الأحد: كوسا وورق (يتم لف الورق وحفر وحشي الكوسا في اليوم السابق)، الاثنين: مجدرة لأنه يوم التعزيل وهذه أكلة سهلة، الثلاثاء: ملفوف، الأربعاء: باميا، الخميس: صيادية، الجمعة: منسف. أما جدولي فهو: الجمعة: مدعوين على منسف أمي أو كوسا وورق حماتي، الأحد: تسخين التبرويرات التي أحضرناها من العزيمة، الاثنين: مجدرة، الثلاثاء ونسميه يوم الراحة من الطبخ: بيتزا (من أعزائي خدمة التوصيل المجاني)، الأربعاء: نجت الدجاج أو أي من المنتجات الأخرى (دائماً أدعو له بالخير السيد نبيل على هذا الاختراع)، الخميس: ملوخية. لماذا كل هذا الاختلاف بين جداولنا، لست أدري؟ الكوسا والورق أعتقد أن تلك الأكلة ستنقرض عن قريب، وما يضحكني أن ابني البالغ من العمر 7 سنوات والذي يعشق الملوخية يظن أن الورق هو ملوخية ملفوفة! جيد أنه يعشق الملوخية ولا يعشق الورق. وماذا أقول عن المطاعم، إنه المشروع الذي لا يمكن أن يفشل، فالكثير من الناس هذه الأيام يأكلون في المطاعم أكثر مما يأكلون في منازلهم. أهو عصر السرعة أم هو الجيل الكسول أو "النايط" كما يصفنا الجيل

مبروك الشارع

صورة
"لحظة، بس ثانية أجيب ربطة خبز من المخبز." هكذا يفكَر من تجده قد ركن سيارته تقريباً في نصف الشارع. إياك أن تظن أنه اشترى الشارع حديثاً وتقول له: مبروك الشارع. إنها مجرد لحظة، لحظة لشراء ربطة الخبز. قم بإلقاء نظرة في الشارع وتأمل ما حدث فتلك السيارة العالقة وراء صاحبنا قد قررت التجاوز، وهناك في تلك البقعة يمكنك أن تجد أن السيارات قد علقت، فتلك تحاول الاتجاه يميناً في نفس المكان الذي فيه تحاول أخرى الخروج من موقفها، كل هذا بسبب ربطة الخبز. وها قد جاء ورأى "الهيصة" فرفع يده ومعه ربطة الخبز ودخل سيارته مسرعاً. واندفع بسيارته مسرعاً تاركاً الهيصة وراءه. "مش قادر أفتح عيوني، بس أجيب فنجان قهوة من هالمحل." هكذا فكّر من تجده قد ركن سيارته وراء سيارتك. وعندما تخرج من عيادة الطبيب مستعجلاً للذهاب لشراء الأدوية كي تتمكن من التخلص من ذلك الفيروس المزعج الذي عطّل مشاريعك وأضعف من إنجازك، فإنك تفاجأ بأنك محاصر من الخلف ولا يمكنك التحرّك، كل هذا بسبب فنجان القهوة. ماذا تقول له عندما يأتي ومعه فنجان القهوة وهو يرفع يده معتذراً، أو أحياناً رافعاً صوته: "شو صار خربت

حلوة أم محلاة

صورة
والحلوة هي التي حلاوتها كامنة فيها وليست مضافة لها، أما المحلاة فحلاوتها تأتيها من خارجها وتضاف لها. هكذا نحن الصبايا والشابات منا من هي حلوة، حلوة في ابتسامتها، أو حلوة في بساطة تعاملها، أو روحها المرحة، أو محضرها المريح أو كلماتها المشجعة، حلوة في علاقتها مع زوجها وأمها وحماتها وأطفالها وأولاد الجيران وحتى الحفاة عند الإشارات الضوئية. ومنا من هي المشغولة بإضافة الحلاوة، فتلك تقضي الساعات الطويلة في بيتها وعند مصفف الشعر وخبيرة البشرة والطبيبة الجلدية وغيرهم ممن يعملون معاً لجعلها تبدو في أحسن حال، وتحتل كل تلك المحليات بنداً كبيراً في ميزانيتها. ليس هذا فقط بل إن كل هذا إنما يستحوذ على فكرها ويأخذ معظم وقتها ويجلب التوتر لأهل بيتها فتمتزج الأولويات ويختل التوازن في حياتها وما هو مرتبط بها. نحن الصبايا والشابات واللواتي ودّعن الشباب من سنوات عمرهن ولكن ليس من قلوبهن، نحن جميعاً لنا من الحلاوة نصيب. وليس هناك من هو محروم منها. ولكن المهم هو أن نعرف ما الحلاوة التي فينا بالضبط، فنستمتع بها ونفتخر بها ونشكر الله عليها، ونتأكد أنها ما تميزنا دون مقارنة أنفسنا بغيرنا كي لا نشعر بالفوقي