الكلمات السحرية

يتعلّم أبناؤنا كلمات يسمونها الكلمات السحرية وهي: شكراً، آسف، لو سمحت. ولكن عندما يكبر الصغار تجدهم أحياناً ينسون تلك الكلمات، فلم تعد "الماما" تقول لهم: لن أعطيك هذه اللعبة إلا إذا تذكّرت الكلمة السحرية، والتي بعدها يقول الولد شكراً ويأخذ اللعبة ويجري مسرعاً. الكبار ينسون تلك الكلمات بل وينسون مدى أهميتها وسحرها.
الأم التي تجري وراء طفليها التوأم وتحاول تسليتهم وتخفيف الأضرار الناتجة عن حركتهم بأكبر قدر ممكن، تحتاج لكلمة سحرية: شكراً على تعبك، شكراً على سهرك، شكراً لأنك تضعين نفسك أولاً لدرجة أنك تنسين نفسك، شكرا ً لأنك تختصرين الكثير من ساعات نومك لتمنحي عائلتك نوماً هادئاً وحياة هانئة.
الطفل الذي يدرس وتتعب يده وهو يكتب واجباته المدرسية يحتاج أيضاً لشكراً على تعبه، وشكراً على اجتهاده وبذله كل جهده، حتى لو كانت العلامة التي حصل عليها أقل من توقعاتنا نحن الأهل المثاليين الذين نريد أن يكون أبناؤنا الأوائل والمتفوقين على الدوام، فنحن كنا كذلك، وإن لم نكن في الحقيقة فإننا نريد أن نعوّض هذا في أبنائنا، فلنقل لهم شكراً وكفى.
وماذا عن وجبة طعام شهية نأكلها كل يوم، أو بيت مرتب اعتدنا عليه هكذا، أو ميزانية منظمة عشنا بها على مدى سنوات، أو مصروف الجامعة الجاهز في وقته، أو التوصيلات على كل أنواع الأنشطة وأعياد الميلاد والرحلات والمشاريع المخطط لها والمفاجئة، وماذا عن حديث ودي أو رسالة قصيرة مشجعة أو هدية لطيفة، ألا نقول شكراً وكفى؟
وماذا عن الصحة، والجو اللطيف ، والسلام من حولي، والحماية من مخاطر رأيتها وتلك لا أدركها، وماذا عن عيوني التي أرى بها، ونعمة السمع، ونعمة النسيان، وأنني ما زلت حياً حتى هذه اللحظة، ألا نقول شكراً لمن يسود الكون ومن هو الرب والسيد والقادر على كل شيء، ألا نقول له شكراً وكفى!

white and black striped textile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع