المشاركات

عرض المشاركات من يوليو ٣١, ٢٠١١

"أحسنت"

صورة
كنت أستمع لابني بينما يلعب، فهو له عالمه الخاص، لديه العديد من الشخصيات البلاستيكية الصغيرة والتي يتحدّث معها وتتحدث هي معاً. فعندما تراقبه، ولكن من بعيد ودون أن يشعر بك، تكاد تصدّق أن ذلك حقيقة. في بعض الأحيان أشعر برغبة بأن أكون جزءاً من هذا العالم لأعرف كيف يفكر. ولكنني سمعت تلك الكلمة تتكرّر وهو يلعب "أحسنت". لا بد أن تلك الكلمة كانت تستعملها المعلّمة بالصف. لا بد أنها كلمة محببة له ويحب سماعها. لقد جربت معه وقلت تلك الكلمة له بعد أن أسرع بالاستعداد للنوم وقلت له: "أحسنت". ابتسم ولمعت عيناه. ألا تبتسم أنت وتلمع عيناك عندما يُقال لك أحسنت. أليست كل "أحسنت" تُقال لك تدفعك للمزيد من العمل؟ ألا يحب كل واحد منا كلمات التشجيع؟ نظن أحياناً أن التشجيع يجب أن يوضع في وعاء خاص ومعه قطارة مثل تلك التي تستعمل مع قطرات العيون. استعمله بحرص وبكميات محددة، إياك أن تفرط به، فهو ثمين ونفيس. قد يفسد الأولاد. أحقاً يمكن للتشجيع أن يفسد الأولاد؟ هل عندما يقال للولد أنه فعل حسناً، رغم أن ذلك ليس الأحسن، فإن ذلك يجعله ينتفخ وكما يُقال "يكبر راسه"؟ هل يجب أن نكتف

في عيد الأم- نشرت في مجلة نكهات عائلية

صورة
الأم، فالألف هي الأيام التي تستثمرها في حياة أبنائها، واللام هي اللذة التي تشعر بها كأم رغم كل ما تمر به من آلام ومتاعب ومصاعب في رحلتها، والألف هي الابتهالات التي لا تتوقف من أن ترفعها للسماء من أجل أبنائها، والميم هي مئات الأمهات الذين قدّموا للبشرية أبناء يُحدثون فرقاً.  كما أنه لا يمكننا أن نحصر الأم وكل ما هي وكل ما تفعل وكل تأثير لها في بضعة حروف، هكذا لا يمكننا أن نحصر تقديرنا وإكرامنا لها في يوم واحد في السنة، فالأم أعظم وأسمى من أن نتذكرها فقط في عيد الأم، وما فعلته وما تفعله لا يكفيه الشكر بهدية مهما بلغت قيمتها.  رغم كل هذا فيبقى عيد الأم هو اليوم الذي فيه نتوج تقديرنا ومحبتنا وإكرامنا الذين نقدّمهما لها كل يوم على مدار السنة، يوم نعبر فيه بطريقة مختلفة، ومميزة نوعاً ما.  فكل يوم وأنتم بخير يا أمهات كل يوم من أيام السنة، ومع وردة حمراء وقطعة من الحلوى في عيد الأم نقول لكل الأمهات كل عام وأنتم بخير. 

ابتسم أنت أمام الكاميرا - نشرت في مجلة نكهات عائلية

صورة
الصور، وهي ما لدى كل واحد منا. فلا بد أن الجميع يحتفظون بصور لهم في طفولتهم. ولا بد أن كل أب يسعى جاهداً لالتقاط أكبر عدد من الصور والتي من خلالها يحتفظ بذكريات أبنائه في كل مرحلة من مراحل حياتهم. إنه اختراع مميز، اختراع لم يتوقف عند حد فمن الصور بالأبيض والأسود إلى الملونة إلى الالكترونية إلى المتحركة إلى غيرها الكثير الكثير. ومع مرور الأيام تنوعت الكاميرات وتعدّدت وتطورت وأصبحت في يد معظم الناس. وبدأت في هذه الأيام مرافقة لهم معظم الأوقات. يستمتع كل منا بالنظر إلى الصور والتي فيها يرى نفسه في عدة مراحل من حياته والتي فيها يرى أصدقاءه وأحباءه. فالصور تجسد أمامك لحظات ولقطات من حياتك ومن حياة آخرين، وتلك الصورة تصبح فيما بعد تذكرة لما حدث في السابق. فهي ليست مجرد قطعة كرتونية ملونة تنظر إليها ولكنها تحرك شيئاً ما في أعماقك، وتطلق ذكريات أو مشاعر أو مخاوف، وتحرك أفكار عندك. إنها تذكرك بمن نسيتهم، وهي تحركك لتتذكر من لا تتذكرهم. فكم منا وهو يقوم بعملية "تعزيل" لأوراقه القديمة ويرى صوراً من أيام المدرسة أو الجامعة، ألا يسعى جاهداً ليعرف من هؤلاء؟ ألا يرغب في أن يتذكرهم؟ إن لل

الشيب الذي قال للشباب وداعاً

صورة
لم يكن الشيب الذي كان يعلو رأسها هو ما لفت نظري، ولا تلك التجاعيد الكثيرة التي كانت في وجهها مع أنني لم أرَ مثلها في حياتي. إنما ما أدهشني هو كيف كانت تتكلم. فما رأيته بعيوني هو عجوز لا تقوى على المسير، وظهر منحنٍ لا يستند إلا عند الجلوس على مقعد مريح، وتجاعيد وشيب ليس له مثيل في عالم الماكياج والأصباغ وعمليات التجميل الحالية. ولكن ما رأته عيوني التي في أعماقي هو أكثر من مجرد تجاعيد وشيب وشيخوخة ولكنها رأت تاريخاً وخبرات واختبارات وحكمة وروايات وقصص ممتعة كتلك القصص التي سمعتها منذ كنت طفلة. وقفت أنظر إلى وجهي في المرآة، وفي هذه المرة وجدت نفسي أزيد مقدار كريم الوجه وما تحت العيون دون أن أشعر بذلك، إنه ذلك الخوف الذي أصابني، الخوف من التجاعيد. لا بد من الوقاية وأخذ الاحتياطات اللازمة منذ سن صغيرة. هذا ما قلته لنفسي وأنا أقوم بوضع المزيد من الكريم المرطب على وجهي. وماذا أيضاً هل من نظام غذائي خاص وهل من رياضة تنشط الجسم والعضلات؟ لا بد من أن تلك الأمور ضرورية وهامة، ولكن أهذه الأمورهي كل ما في الحكاية. رأيتها تتحدث، ثقة عالية بالنفس يمكن أن تلاحظها بين كلماتها وعباراتها المرتبة. كما أ

من ذكريات الصغير في فصل جديد- نشرت في مجلة نكهات عائلية

صورة
بدأنا بتلك المهمة الصعبة التي حاولت تأجيلها قدر الإمكان، ولكن حرارة الطقس العالية وبعض الفوضى التي تزعجني أنا التي أحب النظام والترتيب هو ما دفعني بالبدء بها. تلك هي المهمة المنزلية التي تأتي مع قدوم فصل جديد وانتهاء فصل آخر. وها قد بدأ العمل بفتح الصناديق والأكياس وإعادة الترتيب، وطبعاً لا يمكنني أن أتغاضى عن ردة فعل ابني الصغير وعمره خمس سنوات، فيمكنك أن تلاحظ نظرات عيونه وانفعالاته وهو يرى الملابس الصيفية، وها هو الآن بدأ بتجربتها، هذا صغير وهذا جميل وهذا قديم، أضحكني وبنفس الوقت بدأت أشعر بأن المهمة لا يمكن أن تنتهي بسهولة مع فرحته تلك وانفعاله بملابسه. بدأنا بوضع الملابس الصغيرة جانباً، ورأينا مجموعة من تلك الجديدة التي لم يتمكن من استخدامها السنة الماضية لكبر حجمها، فها هي الآن على مقاسه. كم تمر الأيام بسرعة، إنه يكبر. وها هو يسأل أسئلته الكثيرة، كيف؟ ماذا؟ لماذا؟ من؟ أين؟ متى؟ أحاول الإجابة قدر الإمكان وتغيير الموضوع عند اللزوم وكل الطرق كي نتمم المهمة بأكبر قدر من الاستمتاع وأقل قدر من الخسائر. ماما سألبس هذه الملابس، ياي ياي. أجبته: نعم يا حبيبي أنت تكبر. وهنا يأتيني بفكرة