زي اللي رقصت عالسلم لا ياللي فوق سمعوها ولا اللي تحت شافوها
هذا المثل يذكّرني بقصة لشخص كان يعيش على حدود بلدتين وكل بلدة كان لها لون محدد، أما هو فقد احتار أي لون يختار، فقرّر أن يلبس البنطال بلون بلد والقميص بلون البلد الأخرى. وفي أحد الأيام حدثت حرب بين البلدتين، فصديقنا هذا شعر بالأمان والارتياح فهو صديق للبلدتين. ولكنّ توقعاته خابت. فالبلد الأولى رأت لون قميصه وبدأت بالتصويب عليه، أما البلد الثانية فرأت بنطاله وبدأ بالتصويب عليه كذلك. وهكذا غدا مهاجَم لا في أمان. هكذا نحن ففي كثير من الأحيان لا يكون لنا موقف ثابت، ولا قرار محدّد، فنعرج بين فرقتين. نتلوّن حسب الموقف، ونقدّم الرأي المناسب لمن هو أمامنا، ونغيّر هذا الرأي في موقف آخر ليتناسب هناك. هذا إنما يجعلنا مهمشين ويضعنا في زاوية الحاضرين الغائبين، أي الموجودين لكن بلا تأثير. فكيف لا نرقص على السلم، فنغدو لا مع القمة ولا في القاع! قد نظن أن خير الأمور الوسط، ونبحث عن الاتجاه المحايد. لكن قد نصل لمرحلة فيها نفقد من نحن، وننسى ما هي مهمتنا ورسالتنا في الأرض. فلنكن أشخاصًا واضحين عارفين اتجاهنا، وفاهمين ومدركين أفكارنا ومشاعرنا، فلا نعرج بين فرقتين، ولا نرقص على السلم، بل نعرف من نحن،