المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر ١١, ٢٠٢٢

زي اللي رقصت عالسلم لا ياللي فوق سمعوها ولا اللي تحت شافوها

صورة
  هذا المثل يذكّرني بقصة لشخص كان يعيش على حدود بلدتين وكل بلدة كان لها لون محدد، أما هو فقد احتار أي لون يختار، فقرّر أن يلبس البنطال بلون بلد والقميص بلون البلد الأخرى. وفي أحد الأيام حدثت حرب بين البلدتين، فصديقنا هذا شعر بالأمان والارتياح فهو صديق للبلدتين. ولكنّ توقعاته خابت. فالبلد الأولى رأت لون قميصه وبدأت بالتصويب عليه، أما البلد الثانية فرأت بنطاله وبدأ بالتصويب عليه كذلك. وهكذا غدا مهاجَم لا في أمان.  هكذا نحن ففي كثير من الأحيان لا يكون لنا موقف ثابت، ولا قرار محدّد، فنعرج بين فرقتين. نتلوّن حسب الموقف، ونقدّم الرأي المناسب لمن هو أمامنا، ونغيّر هذا الرأي في موقف آخر ليتناسب هناك. هذا إنما يجعلنا مهمشين ويضعنا في زاوية الحاضرين الغائبين، أي الموجودين لكن بلا تأثير.  فكيف لا نرقص على السلم، فنغدو لا مع القمة ولا في القاع! قد نظن أن خير الأمور الوسط، ونبحث عن الاتجاه المحايد. لكن قد نصل لمرحلة فيها نفقد من نحن، وننسى ما هي مهمتنا ورسالتنا في الأرض.   فلنكن أشخاصًا واضحين عارفين اتجاهنا، وفاهمين ومدركين أفكارنا ومشاعرنا، فلا نعرج بين فرقتين، ولا نرقص على السلم، بل نعرف من نحن،

تحدّي جمع الريش

صورة
قال الرجل لصديقه وفي يده سلّة من الريش الملوّن: احمل هذه السلّة وضع ريشة على باب كل بيت من بيوت القرية. انطلق الرجل وجرى بين بيوت القرية واضعًا ريشة ملوّنة أمام كل باب. جاء المساء فدعا الرجل صديقه مرّة أخرى، وقال له: اذهب واجمع القشّ مرّة أخرى.  كيف يمكنه عمل ذلك! فقد هبّت عاصفة قوية، جعلت الريش يتناثر في اتجاهات عدّة. كما أن البيوت متباعدة والريش كثير العدد.  تلك هي قصّة رمزية لما يجري معنا ربمّا كل يوم. فعندما نتحدّث عن شخص أمام شخص آخر، وينقل الشخص الآخر كلامنا لآخر ومنه لآخرين، يغدو الكلام كالريش المتطاير الذي لا تعرف مصدره ومن أين أتى وإلى أين يتجّه. بينما ينتقل الكلام إلى العقول وينغرس في القلوب، فإنه يمرّ في مراحل من التحوّر والتطوّر والتشكيل التي ربما تجعله قضية أو مشكلة ومعضلة تحتاج إلى حلّ. ليس ذلك فقط فبينما ينتقل الكلام فإنه يغيّر في منظور الأشخاص من نحو غيرهم من الأشخاص، فتبنى الحواجز، وتتغيّر ديناميكية العلاقات. وفي أحيان كثيرة تذوب الدوافع النقية في دوامة النميمة فيغدو الشخص متهمًا في قفص الاتهام، كما ويتحوّل أصدقاؤه وزملاؤه وأحباؤه إلى مناهضين له.   يُقال أن "الاغت

عمية بتحفف لمجنونة، وطرشة على الباب بتتنصت.

صورة
هذا المثل يصف امرأة تعمل على تزيين امرأة مجنونة، وامرأة أخرى فاقدة لحاسة السمع أي طرشاء تحاول أن تتنصت على الباب وتستمع إلى الأحاديث.  إنه مثل مضحك للغاية، ولو تمكّنت من تخيّله ستشعر بروح الفكاهة فيه. ولكنّه واقع. فماذا يعني؟  إنه يعني أن العمياء لا ترى فكيف تعمل في تزيين امرأة أخرى، ليس ذلك فقط بل هي تزيّن امرأة مجنونة أي غير مؤهلة لاستقبال ما يقدّم لها. أما المرأة الثالثة فهي لا تسمع فكيف لها أن تحاول أن تتنصت!  هكذا حالنا نحن البشر، نقحم أنفسنا في أمور لا نفقه بها. فعند الحديث عن الأمراض تجدنا كالطبيب المحترف، وعندما يأخذ الحديث مجرى الاستثمار نصبح من خبراء الاستثمار، وإن شاركت إحداهن مشكلة زوجية تجدنا نعمل كعمل المشيرين، أما في أمور التربية فلو كان لنا طفل صغير تجدنا نفقه في أمور المراهقين ومشاكل الأنساب والأحفاد.  أما إن رأينا أحدهم يواجه مشكلة، نعتقد بل يبدو أننا متأكّدون أن الحلّ لدينا. وإن واجهنا سوء تفاهم نقدّم كل الحلول ونبتكر كل التحليلات المنطقية، فنحن أصحاب المعرفة التي لا مثيل لها.  فكي لا أكون مثل تلك العمياء التي تحفف وتلك الطرشاء التي تتنصت، أحتاج أن:  أسأل لأعرف أكثر.

ذم الواحد مدح الآخر، ومدح الواحد ذم الآخر

صورة
هل تشعر بالغيرة عندما ينال أحدهم المديح أو عندما نرى الأنوار مسلّطة والأنظار موجّهة نحو شخص ما؟ هل هذا يجعلك تشعر أنك أقلّ منه، أو أنك فاشل، أو أن الحياة ليست عادلة معك؟  هل تسعى لذمّ غيرك أو تسليط الضوء على نقائصه وضعفاته أو التنقيب عن أخطائه أو ربما التقليل من قيمة إنجازاته؟ هل تشعر بأن هذه الطريقة تجعلك تشعر أنك أهم وأفضل، أو أنك قد تفوّقت على الآخرين؟  كثيرًا ما نشعر بمثل هذه المشاعر، أو نفكّر هذه الأفكار. ليس ذلك فقط ولكن التربية ونظرة المجتمع والأحاديث الاجتماعية العادية تعزّز هذه المفاهيم. المقارنة تقتل، المقارنة تدمّر. اعلم أنه إن نجحت فأنت ناجح بنفسك ولنفسك، ونجاحك له معيار ومقياس أنت تضعه، نجاحك ليس حسب معايير الآخرين ولا حسب نظرة المجتمع. وهكذا إن فشلت. إن أردت أن تستخدم المقارنة، فقارن نفسك اليوم مع الأمس، وقارن ما عملته اليوم مع ما ستعمله في الغد.  لكل منا رحلة نجاح خاصة فلنسيرها بثبات، ولنقاوم سم المقارنة الذي يفسد نكهة نجاحنا.