عمية بتحفف لمجنونة، وطرشة على الباب بتتنصت.

هذا المثل يصف امرأة تعمل على تزيين امرأة مجنونة، وامرأة أخرى فاقدة لحاسة السمع أي طرشاء تحاول أن تتنصت على الباب وتستمع إلى الأحاديث. 

إنه مثل مضحك للغاية، ولو تمكّنت من تخيّله ستشعر بروح الفكاهة فيه. ولكنّه واقع. فماذا يعني؟ 


إنه يعني أن العمياء لا ترى فكيف تعمل في تزيين امرأة أخرى، ليس ذلك فقط بل هي تزيّن امرأة مجنونة أي غير مؤهلة لاستقبال ما يقدّم لها. أما المرأة الثالثة فهي لا تسمع فكيف لها أن تحاول أن تتنصت! 


هكذا حالنا نحن البشر، نقحم أنفسنا في أمور لا نفقه بها. فعند الحديث عن الأمراض تجدنا كالطبيب المحترف، وعندما يأخذ الحديث مجرى الاستثمار نصبح من خبراء الاستثمار، وإن شاركت إحداهن مشكلة زوجية تجدنا نعمل كعمل المشيرين، أما في أمور التربية فلو كان لنا طفل صغير تجدنا نفقه في أمور المراهقين ومشاكل الأنساب والأحفاد. 


أما إن رأينا أحدهم يواجه مشكلة، نعتقد بل يبدو أننا متأكّدون أن الحلّ لدينا. وإن واجهنا سوء تفاهم نقدّم كل الحلول ونبتكر كل التحليلات المنطقية، فنحن أصحاب المعرفة التي لا مثيل لها. 


فكي لا أكون مثل تلك العمياء التي تحفف وتلك الطرشاء التي تتنصت، أحتاج أن: 

  • أسأل لأعرف أكثر. 
  • أستمع أكثر مما أتكلّم. 
  • أتعاطف أكثر مما أحاسب. 
  • أدعم وأشجّع أكثر من أن أحاول الاستفادة من الآخر. 
  • أخرج من دائرة نفسي وأعتبر أن هناك وجود للآخر. 
  • أحتفظ بأسرار الآخرين ولا أفصح بها. 
  • أواجه إن أخطأ أحد في حقّي، واعتذر إن أخطأت. 
  • لا أفسّر أكثر من السطور التي أمامي، ولا أفترض افتراضات لست على يقين منها. 
  • لا أتدخّل في شؤون غيري. 
  • أحترم الآخر، وأحترم أولاً نفسي. 
  • لا أبحث في أمور الآخرين فضولاً ورغبة بالمعرفة. 
  • لا أتظاهر أنني أعرف ما لا أعرف. 
  • لا أخجل أن أقول: لا أعرف. 
  • لا أستغلّ المواقف لأشبع رغباتي بالسيطرة على غيري. 
  • لا أسعى لأن أظهر أنني أفضل من غيري. 
  • لا أفتخر بمن أنا وما أنجزت وما أعمل.  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع