ابني العزيز
أرسل لك رسالتي بعد أن حضرت احتفالات تخرّجك ورأيتك بروب التخريج وأنت تسير مع الموكب نحو المنصة، وهذا ما أودّ أن أقوله لك. لا تضحك عليّ، ولكنّي في جميع الاحتفالات كنت بعيوني أبحث عنك، وأنتظر أن أسمع صوتك، وبكاميرتي أحاول التقاط صور لك، ومن الصور الملتقطة أقوم بتكبير الجزء الذي تظهر فيه وأخزّن هذا المشهد وحده. أعلم أن هذا مضحك فالاحتفال لا يرتكز عليك، والتخريج ليس لك وحدك، ولكن هذا ما كنت أراه. وددت في مخيّلتي تسريع أسماء جميع الحروف التي تسبق حرف اسمك والذي هو للأسف من الحروف الأخيرة في الأحرف الهجائية، لأصل لاسمك وأصفّق وأصرخ وأزعج كل من حولي بصوتي الحاد وزغرودتي الخالية من أي حس موسيقي. مللت من جميع الكلمات والخطابات والأغاني ما دمت أنت ليس محورها. تمنّيت لو قلت كلمة الأهل وتحدّثت عنك، وأخبرت الجميع عن أمانتك والتزامك وحماسك واجتهادك وسط الحجر والمرض والظروف الصعبة المتنوّعة التي مررت بها، وددت أن أقول للجميع أنني تعلّمت منك كيف أحببت الحياة وتأقلمت معها رغم صعوبتها، ركضت حول المنزل لأنك لم تتمكّن من الوصول إلى تمرينات كرة القدم، ولعبت الشطرنج على الموبايل لأن المراكز مغلقة، وأنهيت