في ماضيهم مستقبلك
ربما فوّتت فرصة ذهبية لتحصيل شهادة جامعية عليا، بمنحة في بلد أجنبي، في وقت لم يجرؤ أحد على أن يفكّر أو حتى يحلم بها.... لأن هذا تزامن مع تكوّنك في داخل رحمها، فأنت كان لك الأولوية الأولى في ذلك الوقت، قدومك للحياة كان الهدف والمهمّة. ربما تنازلت عن وظيفة مرموقة، لأن ذلك كان يعني ترك أطفال في منزل مع أحد أفراد العائلة أو مع جليسة أطفال لا يمكن الوثوق بإمكانياتها بشكل كامل. أخذت القرار الصعب واختارت الخيار الأصعب. ربما قالت "لا" لبعض الأنشطة الترفيهية أو التعليمية أو الثقافية، كل هذا لأن هناك نداء أقوى، أهم، أولوية بالنسبة لها، أنت. ربما لا تعلم ما هو الماضي، ولكن عليك أن تدرك أن في ذلك الماضي مستقبلك. ربما لو لم تفوّت تلك الفرصة، لانحدر مستواك الأكاديمي، وكنت في مكان آخر غير ما أنت عليه الآن. وربما لو لم تتنازل، لنزل راتبك الذي تحصّله الآن لانخفاض مؤهلاتك. وربما لو قالت نعم، لقلت أنت "نعم" لكثير من الأمور التي كان من الممكن أن تجعل مستقبلك أحلك. فاعلم أن في ماضيهم مستقبلك، فارفع تحية للماضي وقل لهم شكرًا على المستقبل.