المشاركات

عرض المشاركات من مايو ١٩, ٢٠١٣

في ماضيهم مستقبلك

صورة
ربما فوّتت فرصة ذهبية لتحصيل شهادة جامعية عليا، بمنحة في بلد أجنبي، في وقت لم يجرؤ أحد على أن يفكّر أو حتى يحلم بها.... لأن هذا تزامن مع تكوّنك في داخل رحمها، فأنت كان لك الأولوية الأولى في ذلك الوقت، قدومك للحياة كان الهدف والمهمّة. ربما تنازلت عن وظيفة مرموقة، لأن ذلك كان يعني ترك أطفال في منزل مع أحد أفراد العائلة أو مع جليسة أطفال لا يمكن الوثوق بإمكانياتها بشكل كامل. أخذت القرار الصعب واختارت الخيار الأصعب. ربما قالت "لا" لبعض الأنشطة الترفيهية أو التعليمية أو الثقافية، كل هذا لأن هناك نداء أقوى، أهم، أولوية بالنسبة لها، أنت. ربما لا تعلم ما هو الماضي، ولكن عليك أن تدرك أن في ذلك الماضي مستقبلك. ربما لو لم تفوّت تلك الفرصة، لانحدر مستواك الأكاديمي، وكنت في مكان آخر غير ما أنت عليه الآن. وربما لو لم تتنازل، لنزل راتبك الذي تحصّله الآن لانخفاض مؤهلاتك. وربما لو قالت نعم، لقلت أنت "نعم" لكثير من الأمور التي كان من الممكن أن تجعل مستقبلك أحلك. فاعلم أن في ماضيهم مستقبلك، فارفع تحية للماضي وقل لهم شكرًا على المستقبل.  

ليس كل ما يلمع ذهبًا

صورة
تذكّرني هذه العبارة في كل مرّة أتحدّث مع أحدهم! فوراء كبرياء ذاك وعجرفته وظنه أن العالم يتمحور حوله وأنه هناك على الكرة الأرضية متربعًا وحده، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. ووراء انتقاداته المتكرّرة وكلامه السلبي وهجومه على الآخرين بلا سبب، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. ووراء رغبتها المتكرّرة في السيطرة وإتمام الأمور بحسب طريقتها فقط واعتمادها على ذاتها المبالغ به، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. ووراء خجله وعدم مشاركته في الحديث ووراء انسحابه واعتذاره المتكرّر بدون سبب، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. فلا تحكم حسب الظاهر "فليس كل ما يلمع ذهبًا." استمع بقلبك قبل أن تستمع بشفتيك، فالقلب ينطق ما تعجز الشفتين عن النطق به. 

اجتماعي افتراضي

صورة
لطيفة، لا تفارقها الابتسامة، عندما تتكلّم تخلق شعورًا طيبًا حولها، في لحظات تبني صداقة، وبعد بضعة لقاءات تجدها تحتسي القهوة مع إحدى الصديقات، حياتها مليئة بالدعوات واللقاءات وعلى هاتفها تستقبل العديد من الاتصالات. هي اجتماعية، تسمتع لفلان وتهنيء فلانة، مشغولة بالآخرين، ودائمًا تجد لهم الوقت، لديها الكثير من الأمور غير المنجزة لأنها تستمتع بقضاء وقت مع غيرها، هي تخشى الوحدة ولا تستمتع بالبقاء بدون حوار وكلام وحديث مع الأصدقاء وحتى الغرباء. وهناك على الجانب الآخر، لطيفة نشيطة، ترحّب بالجميع وتبدي إعجابها بالكل، وتعبر عن رأيها وتتفاعل مع ما يقوله الآخرون، تتابع أخبار الجميع وتعبّر عن فرحتها ومحبتها لهم، بقوة وجرأة وحماس وعاطفة جياشة.... أما الفرق بين هذه وتلك، هذه اجتماعية في عالم حقيقي، وتلك في عالم افتراضي. عالم من السهل السيطرة عليه، تشعر بالأمان في العلاقات فيه لأنك تنتقي من ترغب في تعميق العلاقة، وتتجنب من يزعجك أو لا يروق لك. عالم مريح فأنت تختار متى تتواصل ومتى تسكت، ومتى تجيب ومتى تمتنع عن الإجابة، يمكنك التجاوب السريع أو المماطلة والتأجيل. تشعر بالراحة فالأمور تحت سيطرتك. أن

يا "فاشل" ويا "سكّرة"

صورة
سمعها عدّة مرات "أنت فاشل"، فكان الفشل يلاحقه في كل ما يعمل. وقيل لها: "يا ريتك كنتي ولد، هو احنا ناقصنا بنات" فكرهت أنوثتها، وحقدت على الرجال، وعاشت في تمرّد مدى أعوام. قيل له: "نكد أبوك طالع فيك" فعاش في نكد، ونكّد على زوجته وأولاده في المستقبل. أما تلك فقيل لها: "يا سكّرة" فكبرت جميلة وخلّفت أبناء غاية في الجمال، كلامها كالسكر، وعيونها كالسكر، وتجلس معها فتشعر أن الحياة حلوة. وهو قيل له: "بطل، ما أشطرك" فعاش حياته كالبطل، بطل في حياة زوجته وبطل لأبنائه، لا يخشى الفشل فهو البطل. عزيزي، عزيزتي... ما تقوله لأبنائك يغدو في حياتهم معياراً يسلكون بحسبه، وخلفية لتصرفاتهم وأعمارهم. فاملأ جعبتهم بالتشجيع والكلام اللطيف، ركّز على نقاط قوتهم وقم بإبرازها، انظر لهم بأمل، وانتق كلامك بعناية فالكلام ليس مجرد موجات صوتية تطير في الهواء إنما هي سهام تخترق القلب وتبقى قابعة في التفكير.