المشاركات

عرض المشاركات من مايو ١٢, ٢٠١٣

مواقفنا تصبغ حياة أبنائنا

صورة
سمعتها تتحدّث بحماس، تهتم بمن حولها وتقدّم لهم الطعام، صغيرة لم يتجاوز عمرها السبع سنوات..... وأخرى محبطة لا تقو على الكلام، تنتقد كل ما حولها بكلام أقوى من السهام..... لم أعلم لما هذا الفرق ولكن عندما تعرّفت على والديهما، حصلت على بعض الفهم والاستنتاج. لا أقصد هنا تعميم، وصورة نمطية بأن الأولاد هم نسخة من الآباء, ولكن ما شعرت به أن مواقف الآباء تصبغ حياة الأبناء وتظهر جليًا في سلوكياتهم. فالطفل الذي غمره الحنان، ينبع حناناً لمن حوله من الأصدقاء، ويتعامل بلطف مع الكبار والصغار، أما الطفل الذي رضع الانتقاد والسلبية مع الحليب فسيغدو شاباً "لا يعجبه العجب". فأحيانًا نبذل جهودًا في تربية أبنائنا، ونقرأ كتبًا، ونحضر دورات، و..... نستفيد منها بالطبع ونحصل على بعض الدعم والأفكار الجديدة. ولكن الأهم فوق كل هذا هو أن نكون نحن كآباء صورة ومثال حي، ونجعل مواقفنا الإيجابية هي التي تصبغ حياة أطفالنا. 

همّ البنات للممات

صورة
لم أدرك أنني همّ، هل أنا همّ لأنني وصلت إلى هذه الحياة، هل أنا همّ لمجرد أني فتاة، أنثى، امرأة؟ همّ على من؟ همّ على أهلي؟ همّ على زوجي؟ همّ على أبنائي؟ همّ على المجتمع؟ آه كم هو مؤلم أن ينظّر لي هكذا! أن أختصَر كلّي بجملتي إلى صفة واحدة! "لو كان عنّا كمان بنت زيك"، "لو في زيك عشرة في الصف"،...... جمل سمعتها في بيتي والمدرسة، كلمات أشعرتني أنني مقبولة، محبوبة، مرحّب بي في هذا العالم الشاسع الواسع، وأنني موجودة.  لكن في المقابل تدمع عيني، ويتألم قلبي عندما...... بكت أمها لحظة ولادتها وقيل لزوجها: الله يعينك أبو البنات ويعوّض عليك بالصبي، ظنت أن المهمة قد تنتهي مع الطفل الخامس، ولكن مع البنت الخامسة لا بد من حمل من جديد وتجربة إلى أن يأتي الصبي. قرّر الأب نقل البنت إلى مدرسة أخرى "أرخص" كي يستثمر المال في دراسة "ابنه الذكر" الجامعية. زوجوها وعمرها 16 سنة، ودعا الجميع لأخواتها بالنصيب، رفعت الأم رأسها للسماء وشكرت الله لأن "همّ" واحد في حياتها "انزاح". قال لها: "اقعدي في الدار أحسنلك، ما في عنا نسوان تشتغل"

زوجي صديقي

صورة
هذا ما تحلم به كل فتاة، زوج صديق، زوج تشارك قلبها معه. زوج تضحك أمامه وتقهقه، أمامه تكون "هي" على طبيعتها دون تصنّع، تحكي له دون   أن تخشى سوء فهمه، ودون أن تتوقّع حكمه عليها، لا تفكّر بأنه سيعاتبها أو يحاسبها على ما قالته في المستقبل، ولن يحفظ كلماتها في سجل محاسبته الخاصة، هو الصديق الذي يحب ويقبل بلا شروط. معه تنسى الماضي وكل ما به من جروح ومتاعب ومصاعب، فمعه تعلم أن هناك مستقبل، ولأن الله هو الذي جمعهما، فلا بد أنه مستقبل أفضل. لا تخشى ملاحقة الماضي فمعه لا تنظر إلا إلى الأمام فهما معًا يسيران الدرب، الدرب الطويل الذي لا يخشيان ما به من عثرات وسقطات لأنه هو من جمعهما. معه تعيش اللحظة ومتعتها، وهي تعلم أن اللحظة التي تأتي لا تعود مرّة أخرى، هي تعلم أن الحياة معه مختلفة، فهما معًا حتى يفرق بينهما الموت. فلحظات مسك الأيدي ونظرات العيون وكلمات الغزل ولهفة اللقاء، ولحظات الوقوف أمام المدعويين والزفة والزغرودة، ولحظات تجهيزات البيت الجديد، ولحظات خلافات العروسين، ولحظات الحياة فقط كاثنين، ولحظات الحمل وانتفاخ البطن، ولحظات عدم النوم مع المولود الصغير، ولحظات تعزيل البيت

على عجلة من أمري

صورة
أريد أن أكتب، أسطر سطرًا واحدًا فقط،  فأنا كالجائع الذي يريد التهام لقمة سريعة من مائدة شهية، فهو على عجلة من أمره، هو يريد اللحاق بالحافلة، هو يريد الوصول إلى وجهته بالسرعة والوقت اللازم. وأنا كذلك، تغرقني المسؤوليات الكثيرة، وتخنقني المشاريع العديدة، تبعدني عن شغف قلبي. أنتظر ذلك اليوم الذي فيه أجلس معك أنت وحدك يا قلمي لنسطر سطورًا طويلة لكل متألم بائس، فيها نقدّم له كلمة تشجيع، شفاء، دفعة وحماس للأمام، ونكتب عبارات قصيرة يأخذها القارىء كما يأخذ الطالب ساندويشته ليتناولها وقت الاستراحة. إلى أن يأتي ذلك اليوم سأسطر معك يا عزيزي سطوري القليلة.