زوجي صديقي
هذا ما تحلم به كل فتاة، زوج صديق، زوج تشارك قلبها معه.
زوج تضحك أمامه وتقهقه، أمامه تكون "هي" على طبيعتها دون تصنّع، تحكي له
دون أن تخشى سوء فهمه، ودون أن تتوقّع
حكمه عليها، لا تفكّر بأنه سيعاتبها أو يحاسبها على ما قالته في المستقبل، ولن
يحفظ كلماتها في سجل محاسبته الخاصة، هو الصديق الذي يحب ويقبل بلا شروط.
معه تنسى الماضي وكل ما به من جروح ومتاعب ومصاعب، فمعه
تعلم أن هناك مستقبل، ولأن الله هو الذي جمعهما، فلا بد أنه مستقبل أفضل. لا تخشى
ملاحقة الماضي فمعه لا تنظر إلا إلى الأمام فهما معًا يسيران الدرب، الدرب الطويل
الذي لا يخشيان ما به من عثرات وسقطات لأنه هو من جمعهما.
معه تعيش اللحظة ومتعتها، وهي تعلم أن اللحظة التي تأتي
لا تعود مرّة أخرى، هي تعلم أن الحياة معه مختلفة، فهما معًا حتى يفرق بينهما
الموت. فلحظات مسك الأيدي ونظرات العيون وكلمات الغزل ولهفة اللقاء، ولحظات الوقوف
أمام المدعويين والزفة والزغرودة، ولحظات تجهيزات البيت الجديد، ولحظات خلافات
العروسين، ولحظات الحياة فقط كاثنين، ولحظات الحمل وانتفاخ البطن، ولحظات عدم
النوم مع المولود الصغير، ولحظات تعزيل البيت وإزالة كل ما قد يخطر على أطفال
السنتين للتنبيش فيه، ولحظات................ حتى لحظات زواج الأولاد والعودة في
عش خال معًا من جديد، كلها لحظات لا تتكرّر.
فما لك يا عزيزتي إلا أن تبتسمي، وتستمتعي بتلك اللحظة
"التي لن تتكرّر" وامسكي بيد صديقك وحلقي كفراشة في حقل من الزهور.
تعليقات
إرسال تعليق