الشخابيط
في بعض الأحيان أحتاج أن أشخبط تلك الشخابيط قبل أن أبدأ بالكتابة، الشخابيط التي تدخلني في عالم الكلمات والحروف، عالم المشاعر والأحاسيس الصادقة، العالم الذي فيه تكون على حقيقتك، العالم الذي لا تحتاج إلى قناع كي يقبلك الآخر، أو إلى عرض إمكانياتك المادية أو العلمية كي تجد لك مكانًا في الزحام مع بني البشر الذين ينظرون لأنفسهم كعظماء. تلك الشخابيط تنقلني إلى الكلمات التي تقول الحقيقية، العبارات التي تصف الواقع، والفقرات التي لا تخجل في أن تعلن الحق..... وماذا أقول أنا إنسانة، أستمتع بالرمل الذي يلامس أطراف أصابعي على الشط الواسع، وأفرح في كل مرة أجد صدفة جميلة أو حجرة ملونة. أضحك لنكتة قد تبدو سخيفة، وأتذكّرها مرة أخرى فقط لأضحك مجدّدًا. أحب الورود البرية والفراشات والعشب الأخضر قبل أن تلفحه الشمس الحارقة. أحب الاستماع لأحاديث الأطفال، ولسواليف الشيوخ الكبار، فمع الصغار أجد البراءة والنظرات المتفائلة للحياة، ومع الكبار أجد الحكمة والمنظور الواقعي للحياة. وأستمتع في كل يوم أن أعود وأشخبط سعيًا لاكتشاف جديد ينعش بداية يومي.