المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر ٢٢, ٢٠١٣

على ناصية بيتي وعلى الناصية الأخرى

صورة
أراه في كل صباح. مهما خرجت باكرًا من منزلي، فهو هناك قبلي. يقف ويشتم رائحة الكعك الساخن، يشكر الله على هذه النعمة، يستمتع ببعض الدفء الخارج منه، ينتظر زبائنه المعتادين، ويأمل ببعض الجدد منهم. يرحّب بهم وينظر إليهم بابتسامة مع "صحتين" متأملاً أن يكون هذا الطعام قوة لهم في هذا اليوم الجديد، يضع نقوده القليلة ويشكر الله على النعمة، ومع الزعتر يقدّم لزبونه المعتاد "طبشة البيّاع" أي القليل الإضافي تعبيرًا عن كرمه. وهناك على الناصية الأخرى، لم أره ولكنني رأيت الكثيرين العاملين عنده بل وله ولخدمته، لم أزره ولكنني شممت رائحة أمواله النتنة، سمعت تذمره على كل صغيرة وكبيرة، سمعت عن حساباته البنكية واستثماراته ومدى الرفاهية التي عاش ويعيش بها، وكذلك سمعت صراخ العاملين معه، رأيت تعبهم مقابل القليل، سمعت عن حقوقهم المهدورة. رأيته يدفع أجور العاملين عنده، وهو يتألم مع كل قرش يخرج من جيبه! وما زال يحاول بشتى الطرق أن يزيد من حساباته البنكية واستثماراته ومع كل استثمار يكون هناك ضحايا ومتضرّرون. وما زال ذاك على الناصية الأخرى يستمتع ببعض الدفء الخارج من كعكه الساخن.  

فصول حياتي

صورة
  يأتي فصل ويرحل معه آخر، تتساقط الأوراق ثم تنبت من جديد، تبتل الأرض ثم تجف وتحرقها حرارة الشمس المرتفعة، تكتسي الأرض ببساط أخضر ثم تصبح جرداء فارغة. وما بين فصل وآخر نجد أننا نعيش معه ونستمتع بكافة تفاصيله، عالمين أنها ستنتهي كلّها وسيأتي فصل آخر بتفاصيل أخرى جديدة. قد نحنّ لتلك القديمة وقد نجد صعوبة في تقبل والتأقلم مع الجديدة، ولكنه واقع نقبله ونعجز أن نتواجه معه بالرفض. نقبله ونتأقلم معه ونحاول أن نستمتع بلحظاته. هكذا هي فصول حياتي، منها فصول جرداء خاوية وأخرى مبهجة مفرحة وأخرى مبشّرة بالخير..... فصل يتبعه آخر، مع كل فصل شيء جديد أتعلّمه وتحدّ جديد أواجهه ومخاوف وأحلام وطموحات والكثير الكثير. إنها فصول حياتي التي أخطّ البعض منها في صفحات كتاباتي.