جيل دعدع: يوكل ما يشبع، اتحاكيه ما يسمع، ابروح ما يرجع
ما زال هذا المثل يرن في أذنّي، فقد كانت جدّتي تقوله، ولم تنطق هذا المثل بشكل اعتيادي إلا إنها كانت تغيّر نغمة صوتها وتميّل رأسها وتحرّك يديها. كان ذلك يتم في قمّة لحظات غضبها وعدم رضاها على تصرّفات جيلنا. فما الذي كان يستفز جدّتي لتقول هذا المثل؟ عندما ترى صحون الطعام مملوءة بالطعام ولا يؤكَل إلا القليل منه ويتم رمي الباقي، عندما ترى ملابس كثيرة جميلة جديدة يتم التخلّص منها، وعندما ترى الأطفال والمراهقين والشباب يحيدون عن قيم الجيل الأكبر من حيث اللباس المحتشم والكلام الرزين واحترام الكبير سواء بالتحية أو بالتنازل عن الكرسي لجلوس الكبار! آه يا جدّتي لو تزورينا زيارة خاطفة وترين هذا الجيل، لست أعلم أي مثل ستقولين؟! جيل يتكلّم من خلال أصابع يديه، ويعبّر عن مشاعره من خلال "ايموجي" مرسومة وجاهزة يقوم باختيارها أو ابتكار البعض منها. جيل يرى العيون من خلال شاشة هاتفه ويسمع الآذان من خلال مسجات مسجّلة ويشعر بالفرح والابتهاج من خلال زيارات الأصدقاء ولايكاتهم على صفحاته المتنوعة وتغمره فرحة النجاح بزيادة متابعيه. ولكن إن كلّمتيه فبالكاد يسمعك، وإن مررت بجانبه بالكاد يراك، وإن إردت أن