المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس ٧, ٢٠١١

القلب الذي يتسع الكثير

صورة
أدهشتني تلك الأمومة، الأمومة التي تملك قلباً كبيراً. ذلك القلب الذي يتسع أكثر مما نتخيل. يتسع لطفل صغير لا يعرف إلا أن يأكل وينام، وليس لديه وسيلة للتعبير غير البكاء. ويتسع كذلك لمراهق يتغير ويبدو أنه شخص غريب الأطوار يود لو أنه يرحل إلى الفضاء. إنه القلب الكبير. القلب الذي ابتدأ بمحبة زوج، والاهتمام بأمره. ومع أطفال ثمرة هذا الزواج، تجد ذلك القلب يكبر ويتسع، أهذه معجزة تترافق مع عملية الولادة والرضاعة أم أنها شيء في أعماق الأنثى منذ أن تولد ولكنه يظهر فيما بعد؟ لست أدري، ولكن ما أعرفه أنها تملك ذلك القلب الكبير. القلب الذي يمكنه أن يتغاضى عن كل تعب الجسد ويتجاهل احتياجاتها الأساسية ليقدّم ويعطي. إنه القلب الذي يمكنه أن يمنح أكثر بكثير مما يأخذ، إنه القلب الذي يقدّم دون توقّع المقابل. إنه القلب الكبير. ولكن المعجزة في الموضوع ليس ذلك القلب الكبير إنما القلب الأكبر الذي منح ذلك القلب كل ما عنده، أنه قلب الله المحب. إنه الذي يمنح تلك الأم الغريزة والمشاعر والعواطف. إنه من يدفعها إلى الأمام لتبذل نفسها دون مقابل. إنه من يمنحها القوة والطاقة، إنه من يسمع صلاتها وبكاءها وأنات قلبه

لست وحدك

صورة
أراهم يقضون العديد من الساعات في الإطلاع على المجلات التي تحتوي على صور حفلات ومناسبات، وأراهم يقضون ساعات أطول على المواقع الإلكترونية التي تعرض أخبار من يعرفونهم وليس ذلك فقط بل هم يستخدمون كل الوسائل الحديثة للتحاور مع من يعرفونهم ومن لا يعرفونهم. يفعلون ذلك من وراء الكواليس. من مكان خفي في غرفة نومهم أو من مكاتبهم أو مراكز عملهم أو حتى من المطاعم أو المقاهي الإلكترونية. إن ذلك إنما هو دليل على ذلك الشوق والتوق والرغبة الشديدة في داخل كل إنسان. إنه الرغبة في العلاقات. فحياتنا جميعاً إنما هي سلسلة طويلة لا تنتهي من العلاقات. فالزواج علاقة زوج وزوجة، والأمومة علاقة أولاد مع أمهم، ولولا تلك العلاقة لما كانت الأم أماً ولا الأب أباً. عندما نستعرض العلاقات في حياتنا نراها تمتد منذ أن نولد إلى أن تنتهي حياتنا. فعلاقة الطفل الرضيع بأمه التي تعتني به إلى علاقة الطالب مع مدرّسته في المدرسة إلى الصداقة القريبة التي قد تستمر إلى سنين طويلة ومن ثم نوع جديد من علاقة الابن مع والديه بعد أن يكبروا ويشيخوا. ولكن لماذا يحدث كل هذا في الخفاء ومن وراء الكواليس؟ ما علينا إلا أن نقول إننا نحتاج،

هناك على فراش الموت

صورة
هناك على فراش الموت، هناك في ذلك المكان الذي لم تفكر في حياتها لحظة أنها ستكون فيه، لم يخطر على بالها أنها لن تتمكن من السير مجدداً، ولم تتوقع أن تحتاج لمن يخدمها ويلبي لها أبسط احتياجاتها، صرخت في أعماقها: أنا..... هل يمكن أن أصل إلى هذه الحال، انا الذي اعتنيت بأطفالي جميعاً، أنا التي قمت بكل ما قمت به إلى الآن، حتى هذه اللحظة. أيعقل أن أصل إلى ما وصلت إليه؟ هناك أدركت أن الحياة قصيرة، ومن هناك بدأت من جديد. أعلم أنه يبدو أنه قد فات الأوان ولكن لا يهم فما زال هناك بعض الوقت. آلو مرحبا، وهكذا كلمت الصديقات القدامى، أنعشت كل تلك الذكريات القديمة، تلك التي أهملتها وسط زحمة حياتها، زحمة حياتها التي ملأها ما هو مهم وما هو تافه إلى الدرجة التي لم تتمكن من التمييز بينهما. دعت الجميع حولها، كلمات الشكر والثناء، كلمات التعزية والشعور مع الأحزان، كلمات التشجيع، وأحياناً التوبيخ والتحذير، كلها نطقت بها ..... من هناك من المكان الذي لم تتوقع أن تصل إليه يوماً ما. لا لم يفت الأوان، أرتدت تلك الملابس الجميلة ودعت صديقتها لتسريح شعرها وتزيين بشرتها، أريد أن أبدو في مظهر جميل. لا لم يف

أبناء من نوع جديد

صورة
أبعد كل تلك السنوات، أبعد الشيخوخة، أبعدما غزا الشيب شعرها وبعدما ازدادت التجاعيد في وجهها، وضعف صوتها ووهنت قوتها، وتلف الكثير من أسنانها؟ وهو، أبعدما فقد معظم شعره وأصبح ما تبقى منه أبيض اللون، أبعدما فقد قدرته على قيادة السيارة، وبعدما تقاعد وترك عمله كمدير شركة، أبعد هذا العمر يكون لها أبناء من جديد؟ نعم، ولكنهم أبناء من نوع آخر. إنهم الأحفاد. لا بد أن العلاقة بين الأحفاد والأجداد هي من نوع فريد، فهي تختلف عن علاقة الآباء والأمهات الذي يرغبون الأفضل لأبنائهم، ويحملون معهم قائمة من القوانين، و"لا" و"ممنوع" و"ليس الآن" والكثير الكثير. ومع كل تلك المحبة والاهتمام والحرص يفقدون المرح والمتعة، ويلغون المزاح والضحك في كثير من المواقف. وبهذا يجدون المزيد من العناد في المقابل. وتختلف تلك العلاقة عن علاقة هؤلاء الأجداد مع أبنائهم منذ سنوات عدّة. فكانت تلك العلاقة ليس مجرد علاقة فحسب إنما كانت محاطة بالعديد من التحديات، فالعلاقات الاجتماعية والمشاكل المالية والاحتياجات والتحديات والمخاوف و.... كلها أحاطت بالعلاقة وضغطتها وشكلتها بهيئة جديدة. ولكن الآ

من البسطة إلى البسطة

صورة
من هناك من البسطة بدأ. وكيف يمكنه أن يفعل أكثر من ذلك؟ وما الذي يمكنه أن يقوم به مع تلك الإعاقة التي أصابته منذ صغره؟ ماذا يفعل وهو يفتقد للشهادة التي يمتلكها الكثير من أقرانه؟ فها قد حُرم كذلك من تعليمه وليس ذلك فقط ولكنه كان يشعر دائماً بأنه أقل من الآخرين ونفسه أمام نفسه هي دون. إحساس لم يتمكن أن يتخلص منه ولا حتى أن يهرب منه، شعور لاحقه سنوات عديدة، إلا أن جاءه الفرج، فقد فتح الدكان في كراج المنزل. لقد تخلص أخيراً من البسطة وها هو يجلس على كرسيه المتحرك ويجمع الأموال. كانت الحركة جيدة فطلاب المدارس المجاورة يهوون الشراء بعد انتهاء الدوام المدرسي، كما أن الأهالي كانوا يتناولون بضع الحاجيات التي راحت عن بالهم أثناء تسوقهم في المتاجر الكبيرة. صحيح أن الدكانة كانت صغيرة والبضائع المعروضة كانت قليلة إلا أنه كان يشعر بسعادة غامرة وهو يرى الطلاب. ومرت سنين عديدة، فها الأولاد يكبرون ويتغيرون، كان يراهم ويفرح قلبه، فذاك الطفل الذي كان يأتيه منذ عدة سنوات ها هو الآن بشارب، كم جميل هو الشعور. أحبه الجميع وهذا كان يُشعره أن تلك الدكان هي مكانه الذي كان يقضي فيه نهاره الطويل والذي ينتقل

بابا وماما والتكنولوجيا

صورة
منذ بضعة سنوات تبدّل الحال، فأصبحت تهنئة عيد ميلادي وذكرى زواجي تصلني برسائل نصية، ودعوات لقاء العائلة الكبيرة على الغداء تصل لنا من خلال رسائل على "السكايب". ليس ذلك فقط فالفيس بوك أصبح مهماً بالنسبة لنا كعائلة، فلا بد من أن هناك ما هو جديد، صور وتعليقات وأخبار. كل هذا كان من والدي الذي بحسب ما يُقال أنه من "كبار السن" فها هو على أبواب الثمانين. ولكن عدد سنوات عمره لم تقف عائقاً أمامه لكي يتعلّم ما هو جديد فيما يتعلّق بالتكنولوجيا. فبدّل جهاز الكمبيوتر بآخر محمول، والكاميرا الرقمية أصبحت ضرورة بالنسبة له، وطابعة وسكانر وفاكس وغيرها من الأجهزة بدأت تملأ البيت، لا تملأ البيت فقط ولكن تملأ وقته في تجربتها والإبداع في استخدامها. فها صور زواجه والكثير من الصور القديمة، تلك التي بالأبيض والأسود، حيث كان محظوظاً في تلك الأيام مَن كان يملك كاميرا، ها تلك الصور تتحول إلى عرض على الكمبيوتر. ويمكنك أن تجد البعض منها بين الحين والآخر على صفحته الخاصة على الفيس بوك. إن هذا ما دفع أخي إلى عمل صفحة للمعجبين به على الفيس بوك، فها عدد الـ " Fans " في ازدياد. وأكثر

إلا أنها تبقى ........

صورة
لقاءاتهم معاً، تلك ما كان يجعلهم ينسون كل همّ وكل ما يشغل بالهم، ففي جمعتهم معاً كانوا يقضون أحلى الأوقات. لم تكن تلك لقاءات مخطَط لها ولم تكن ضمن برنامج واضح ومنظم، فقد كانوا في كثير من الأحيان يذهبون للسير وتناول الساندويشات أو حضور فيلم سينما أو الجري في ملعب كرة القدم الكبير. إلا أنها كانت لقاءات لا يمكن أن تنسى. ومرت الأيام وتغيرت الأحوال إلا أن تلك اللقاءات لم تنتهِ بل استمرت ودامت، ولكنها مع مرور الوقت اتخذت طابعاً جديداً وشكلاً مختلفاً. وهناك من انسحبوا بعيداً فمنهم من سافر إلى خارج البلاد لدراسة أوعمل، ومنهم من جذبته الحياة بمشغولياتها ودخل في دائرة أخرى مختلفة. إلا أن هؤلاء رغم أن عددهم قلّ قليلاً عما قبل لكنهم ما زالوا معاً وها هم يذهبون معاً لتناول القهوة هذه المرة أو لسماع عازف العود في جلسة في أحد المطاعم، وفي جلساتهم تلك كانت الأمور تختلف عما سبق فالبعض منهم نال بضعة كيلوغرامات إضافية تركزت نسبة كبيرة منها في منطقة البطن، وآخر رغم محاولاته المتكررة لمنع حدوث ما يحدث إلا أنه حدث وذلك ما كان يخشاه فقد بدأت عدد الشعرات التي تسقط في ازدياد وازدادت معها تلك الرقعة الفا