همّ البنات للممات
لم أدرك أنني همّ، هل أنا همّ لأنني وصلت إلى هذه
الحياة، هل أنا همّ لمجرد أني فتاة، أنثى، امرأة؟ همّ على من؟ همّ على أهلي؟ همّ
على زوجي؟ همّ على أبنائي؟ همّ على المجتمع؟ آه كم هو مؤلم أن ينظّر لي هكذا! أن
أختصَر كلّي بجملتي إلى صفة واحدة!
"لو كان عنّا كمان بنت زيك"، "لو في زيك
عشرة في الصف"،...... جمل سمعتها في بيتي والمدرسة، كلمات أشعرتني أنني
مقبولة، محبوبة، مرحّب بي في هذا العالم الشاسع الواسع، وأنني موجودة.
لكن في
المقابل تدمع عيني، ويتألم قلبي عندما......
بكت أمها لحظة ولادتها وقيل لزوجها: الله يعينك أبو
البنات ويعوّض عليك بالصبي، ظنت أن المهمة قد تنتهي مع الطفل الخامس، ولكن مع
البنت الخامسة لا بد من حمل من جديد وتجربة إلى أن يأتي الصبي.
قرّر الأب نقل البنت إلى مدرسة أخرى "أرخص" كي
يستثمر المال في دراسة "ابنه الذكر" الجامعية.
زوجوها وعمرها 16 سنة، ودعا الجميع لأخواتها بالنصيب،
رفعت الأم رأسها للسماء وشكرت الله لأن "همّ" واحد في حياتها
"انزاح".
قال لها: "اقعدي في الدار أحسنلك، ما في عنا نسوان
تشتغل"، وضاعت أحلامها بعد أن تزوجت مَن اعتقدت أنه فارس الأحلام، صاحب الفكر
الواسع والداعم والمؤيد للمرأة.
ماتت، وعند تابوتها، عزوها وبدأوا يدعون له بتعويض، زوجة
أخرى، لأن الوحدة قاتلة، وهو "ما زال شاباً في السبعين ويستحق أن يحيا من
جديد".
تعليقات
إرسال تعليق