"أحسنت"

كنت أستمع لابني بينما يلعب، فهو له عالمه الخاص، لديه العديد من الشخصيات البلاستيكية الصغيرة والتي يتحدّث معها وتتحدث هي معاً. فعندما تراقبه، ولكن من بعيد ودون أن يشعر بك، تكاد تصدّق أن ذلك حقيقة. في بعض الأحيان أشعر برغبة بأن أكون جزءاً من هذا العالم لأعرف كيف يفكر. ولكنني سمعت تلك الكلمة تتكرّر وهو يلعب "أحسنت". لا بد أن تلك الكلمة كانت تستعملها المعلّمة بالصف. لا بد أنها كلمة محببة له ويحب سماعها. لقد جربت معه وقلت تلك الكلمة له بعد أن أسرع بالاستعداد للنوم وقلت له: "أحسنت". ابتسم ولمعت عيناه.
ألا تبتسم أنت وتلمع عيناك عندما يُقال لك أحسنت. أليست كل "أحسنت" تُقال لك تدفعك للمزيد من العمل؟ ألا يحب كل واحد منا كلمات التشجيع؟ نظن أحياناً أن التشجيع يجب أن يوضع في وعاء خاص ومعه قطارة مثل تلك التي تستعمل مع قطرات العيون. استعمله بحرص وبكميات محددة، إياك أن تفرط به، فهو ثمين ونفيس. قد يفسد الأولاد. أحقاً يمكن للتشجيع أن يفسد الأولاد؟ هل عندما يقال للولد أنه فعل حسناً، رغم أن ذلك ليس الأحسن، فإن ذلك يجعله ينتفخ وكما يُقال "يكبر راسه"؟ هل يجب أن نكتفي بإشعار أولادنا بأنهم لم يفعلوا كما يجب وأنهم مقصرون. نعم، هذا دافع لهم لكي يتقدموا للأمام وليكونوا أفضل. أليست هذه فلسفة الكثير من الآباء والأمهات؟
وأنت ألا تحب كلمات التشجيع؟ ألا تدفعك نحو المزيد؟ وتحميك من أن تبقى منطوياً وحزيناً وتشعر كأنك وحيد؟ ألا تحب أن يقال لك أنت أيضاً "أحسنت"، فأنا أقول لك "أحسنت" أتعرف لماذا؟ لأنك أكملت المقال إلى نهايته.

man wearing blue crew-neck shirt

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع