وظيفة النقود أم وظيفة بلا قيود
ألهذا كل التعب ولمدة شهر كامل؟ أهذا هو ما تطمح له وتسعى لأجله؟ مبلغ من المال يودع في حسابها في نهاية كل شهر؟ ألهذا درست وتعبت؟ تلك هي الأسئلة التي تدور في ذهن الموظفة الجديدة الطموحة بعد بضعة شهور من عملها. هل هذا ما كانت تريده؟ وظيفة من أجل النقود، وظيفة هدفها ودافعها وطموحها فيها هو الراتب في نهاية الشهر.
أم هي الوظيفة التي لا تعرف الحدود، الوظيفة التي لا يكون أولويتها القصوى الحضور على الوقت وغياب المغادرات والإجازات المرضية والتأخيرات من ملفها الوظيفي؟ هي الوظيفة التي تسعى نحو الإبداع وتعتبر المكان الذي تعمل فيه مكانها وتشعر بانتماء لا حدود له، هي الوظيفة التي لا يحدّها أوقات العمل بل التي تنشغل بها خلال وقت العمل وخارجه. هي الوظيفة التي لا تكتفي بإتمام قائمة الأمور الواجب إنجازها بل تذهب إلى ما وراء ذلك بتفكير خارج الصندوق وإبداع ما هو جديد. هي الوظيفة التي لا تعتبرها وظيفتها بل تعتبرها مكانها حيث تنمو وتتطور وتتقدّم لما هو أفضل كي تقدّم ما هو أفضل. هي المكان الذي تتصرّف فيه على طبيعتها وتشعر بسلام وهدوء يكتنفها. هي الوظيفة التي لا تشعر أنها موظفة تعمل لحساب أحدهم بل هي المكان الذي تشعر أنه مكانها وهي شريكة فيه، تشعر بانتماء له ورغبة في أن يكون مكاناً مرموقاً ينظر له الجميع بافتخار.
عزيزي رب العمل يمكن أن تجد بسهولة موظفي النقود وهم من النوع السهل، ومنهم الملتزم الذي يأتي على الوقت ويتأخر تلك الخمس دقائق الأخيرة من دوامه كي يبدو أنه كان يعمل حتى النهاية، لكن النوع الثاني هو الأصعب، إنه من النوع الذي يعمل بلا قيود، تمسك به فإنه من النوع النادر الوجود، وإن خسرته فأنت الذي تخسر، أما هو فهناك في اللاحدود سيجد له مكاناً أفضل.
تعليقات
إرسال تعليق