المشاركات

جديد كلمات وأكثر

عالسريع

صورة
  من جديد   العقل مزدحم بالأفكار، ومشغول بعمليّات العصف الذهني والتقييم والتحليل. المشاعر مغمورة، ومتشابكة. الكثير من الأمور المتعلّقة بالعائلة والعمل والرعاية الذاتيّة والأحلام المستقبليّة والواجبات الاجتماعية والعلاقات المتنوّعة تشغل البال وتأخذ حيّزًا من الأفكار. أما بعد! فالوقت يُخطَف عنوة، وأحيانًا عن قصد نتلفه ونضيّعه. ماذا بعد؟ قف، فكّر، ابدأ من جديد. أعد ترتيب الأولويات، جد للطعام الصحّي والرياضة والأحلام المؤجّلة مكانًا في جدول الأعمال، ووسط كلّ هذا جدْ مكانًا كعشّ الحمام تجلس فيه براحة وارتياح.  مشكلة!  أحيانًا نواجه المشاكل، فنشعر بالضغط والقلق والتوتّر وحمل الهمّ، ونشعر أنّ الدنيا ظلمة والطريق مسدود. أما بعد! نحتاج أن نسأل أنفسنا. هل هذه المشكلة دائمة؟ هل لها حلّ؟ هل سيكون لها تأثير بعد بضعة سنوات؟ هل تستحقّ كل هذا التوتّر؟ هل مررت في الماضي بمشكلة مشابهة، ومرّت بسلام وربّما كانت لخير لم أتوقّعه، وهل اكتشفت بعد سنين أنّها لا تستحقّ كل هذا القلق؟ ماذا بعد؟ استثمر وقتك وجهدك وطاقتك في التعامل مع المشكلة بدلاص من القلق بشأنها.   في جلسة هادئة مع "أنا" أفهم "أنا&

كلمات لها معنى

صورة
تعلّمت أن كلامي مهم ولكنّ الأهم كيف أعيش ما أقوله. فالناس ترى الأفعال أكثر مما تسمع الأقوال. هذا إنّما حفّزني لأجعل ذلك التناغم بين أقوالي وأفكاري. إنها عملية مستمرة من الجهد والفحص المستمر، والمراجعة مع النفس، والتأمّل والتفكّر والجلوس بهدوء. دون هذا كلّه نكون في ارتباك جالبين الارتباك لمن نتعامل معهم.  تعلّمت أن ذكريات الماضي قد تكون مصدر ألم لي أو دروسًا تعلّمت منها، لي الخيار! فالماضي مضى وليس لي أي سيطرة عليه ولكن الحاضر هو ما بين يديّ فلأصنع من حاضري ما سيكون ماضيًا أفضل ممّا مضى، ولأتعلّم مّما مضى فهذا ما يجعل الأمور تحت السيطرة.  تعلّمت أن الامتنان يجعلني أشعر بالاكتفاء بما لديّّ، والشكر يزرع فيّ الفرح. لذا أجلس في هدوء وأتذّكر وادوّن كل تلك النعم والخيرات شاكرة في كل حين على كلّ شيء، فمن هنا تبدأ السعادة.  

نفس الشخص… اختلاف المكان

صورة
تلك العبارة التي قالها ابني عندما انتقلنا إلى الولايات المتحدّة بينما كان يراجع تصرّفاتنا وتصرّفات غيرنا. نعم صدق ما قال، نفس الشخص واختلاف المكان. فالشخص المرح الإيجابي "الفرفوش" سيكون كذلك إن نقلته إلى مكان آخر، قد يتغيّر أو تتغيّر بعض سلوكياته، لكن الجوهر الأساسي في شخصيّته سيبقى ذلك المرح الإيجابي. أما الشخص الطموح النشيط فسيبقى كذلك وسيجد الفرص في أصعب الظروف ليصل إلى ما يريده. هكذا الحال مع الاجتماعي والانطوائي والحذر والكريم و… فمن الواضح أن قيمنا الأساسية هي التي تحرّكنا وتشكّل شخصياتنا وتبقى معنا أينما كنّا.   بدأت تلك العبارة تصبح كالشيفرة السرية التي نرددّها في كثير من المواقف، وخاصّة في تصرّفات معيّنة تبدر عنّا، أو عن غيرنا. إن أردت أن تتغيّر، تغيّر ولا تعتقد أن تغييرك مشروطًا بتغيير مكانك. 

وتبقى لنا الذكريات

صورة
  قالت لي يومًا تلك العبارة التي لم ولن أنساها: "وتبقى لنا الذكريات". كنّا نقضي كل يوم معًا، وبعد العودة إلى منازلنا نقضي الكثير من الوقت المتبّقي في بعض الأحاديث الهاتفية. لم نتوقّع يومًا معاً أن تفرّقنا الحياة وتُبعدنا بتلك المسافات البعيدة. لكن هذا ما حدث. وبقيت الذكريات، ذكرياتنا معًا.  وها أنا الآن انطلق لألتقي معها لقاء سريعًا نسترجع فيه ذكرياتنا لأنطلق إلى رحلة أبعد، وفراق أكبر وضمن دائرة أوسع. ويبقى صدى تلك العبارة يتردّد في فكري وقلبي: وتبقى لنا الذكريات.  أقدّم لكل من يقرأ هذه التدوينة الصغيرة كل الحبّ والاحترام، شاكرة كل ذكرى حلوة كانت لنا معًا.  من الصعب أن تودّع أو تفترق عن مَن تحبّ، ولكنّ يهون الوداع والفراق لأن في القلب الكثير من الذكريات الجميلة التي ترسم ابتسامة على الشفاه ودغدغة في القلب وبعض الضحك فهناك الكثير من المرح والفرح في ذكرياتي معكم.  كل الحبّ كُتبت من ستاربكس الأردن - المطار 

أفكاري في موسم جديد

صورة
أ ستمتع بالتعزيل، والتخلّص من الأشياء التي لا أستخدمها أو لا أحبّها أو التي يحتاجها غيري أكثر مني، أستمتع بخلق مساحات فارغة أكثر، وأستمتع باقتناء مقتنيات أقل.  هكذا الحال مع فكري وأفكاري، فأنا أستمتع بصفاء ذهني، ووجود مساحات واسعة للإبداع.  ولكي أتمكّن من هذا فإنني أحاول دائمًا إجراء هذا الحديث الداخلي مع نفسي، وأشجّع نفسي على اتخّاذ خطوات عملية، وتطوير عادات تدوم ومتمحورة حول التالي:  الاستماع أكثر، وطرح الأسئلة أكثر من تقديم الحقائق، والسعي للفهم.  تجنّب تقديم النصح والاقتراحات والخبرات السابقة والأمثلة من الحياة الشخصيّة في غير محلّها، ودون أن يُطلَب منّي ذلك.  الاستماع بحيث أكون أكثر تأييدًا وأكثر تفكيرًا وأكثر تحليلًا لما يُقال، وأكثر تقديمًا لتغذية راجعة مدروسة.  تطوير عادة رعاية ذاتي، والجلوس مع نفسي أكثر، وتهدئة الضوضاء الداخلية، ووضع أهداف واضحة لحياتي. السعي لنمط حياة أبطأ، وعمل أقلّ لكن إنجاز أكثر. ووسط مشغوليات الحياة أمارس الكتابة، فأكتب لأتواصل ولأتذكّر ولأفرّغ ولأخطّط ولأؤرّخ ولأتابع مخطّطاتي وتطوّري ولأشكر ولأشجّع نفسي.

لماذا أكتب؟

صورة
أكتب لأنني أحتاج إلى رفيق في رحلة حياتي، قلمي هو رفيق، ورفيق مخلص.  معه يمكنني أن أفرّغ مشاعري وأشعر بالراحة، وأعبّر عن أفكاري فأشعر بالرضا، وأرسم أحلامي وطموحاتي فيملأني شعور الأمل.  ففي الكتابة نمو وتطوّر وتغيير، وفي الكتابة شفاء وانطلاق.  أكتب لأفهم أكثر من أنا.  أكتب لأفكّر وأجد الحلول لما أواجه.  أكتب لأتمّكن من الخروج من القوقعة ورؤية الأمور من منظور جديد.  أكتب لأفهم وأدرك أكثر، وأتمكّن من التغيير واتخاذ خطوات جديدة.   أكتب لأنني أستمتع بهذا، ولأنني بكلماتي أصنع حفله بها أشعل الاحتفال.  أكتب لأكتشف قصّتي الداخلية.  أكتب لأضيف النكهة لما لديّ، ولأشارك ما يُلهم غيري.  أكتب لأترك إرثًا لمن بعدي.  أكتب لأعمل على تعزيل أفكاري ومشاعري، فأتخلّص مما لا ينفع.  أكتب لأنني أحتاج لتلك المساحة الخاصّة بي.  أكتب لأكتم بعض الأصوات وأجلس في هدوء.  أكتب لأعيد التوازن في أعماقي، ولأنال المزيد من الوعي في داخلي.  أكتب كنوع من التنفيس والفضفضة.  أكتب لأن نفسي بحاجة إلى هذا الحديث الخاص.

أنا وأخوي على ابن عمّي، وأنا وابن عمّي على الغريب

صورة
  يبدو أن هناك متعة ما في كون اثنين ضدّ واحد، وفي وجود عدوّ ما لنا نوجّه أسهمنا ضدّه ونحاربه ونقاومه، وفي وجود حليف لنا نتفّق معًا على شيء ما. أعتقد أن الدافع الأساسي وراء كوني في تحالف مع أخي ضد ابن عمّي، أو أن أكون في تحالف مع ابن عمّي ضد الغريب هو الشعور بالانتماء، والإحساس بالقوة، لأن هناك قضية نتفّق بشأنها، وعدوّ نحارب ضدّه.  أشتم في كل مرّة مثل تلك الرائحة من "متعة التحالف" هذه في علاقات وحوارات وعبارات تدور حولي وأسمعها، وربّما في بعض الأحيان أختبرها. قد تكون على سبيل الدعابة أو المرح ولكنّها مبطّنة بمتعة التحالف.  أقف أمام هذا المثل، وأحزن لأنه يجعلني أرى البشر من حولي بوجهين، وإن كنت أفعل هذا، فأجد نفسي منافقة. أدعو نفسي والآخرين لحماية أنفسنا من متعة التحالف تلك حتى لو كانت على سبيل الدعابة. فهذه الدعوة هي نقطة انطلاق لمحاربة ما نراه من تنمّر وعلاقات تخترقها السموم. 

بِلزَم

صورة
  كانت تلفت نظري بكميّة الأشياء التي تحتفظ بها، وليس فقط الكمية ولكن مدى الوقت الذي كانت تُبقي الأشياء عندها، فيمكنك من خلال التجوال في منزلها أن تجد ما قد تجده لدى الكثيرين في سلّة المهملات. لا أدري ما السبب، ولكن أعتقد أن الأمر يعود إلى قناعة راسخة بأن كل ذلك "قد يلزم يومًا ما." هذه القناعة هي التي تدفع الكثير منا إلى الاحتفاظ بأمور غير مفيدة، وهذا بالنسبة لي هو ما يصعّب الحياة ويزيد من الفوضى بها. نظن أننا نوفّر أو أننا اقتصاديين، ولكنّنا ندفع الثمن الكبير، ونخسر الكثير. فاحتفاظنا بأشياء لا تلزمنا يأخذ من المساحة، والوقت والجهد، فنحن ننشغل بتلك الأشياء وترتيبها وإزالة الغبار عنها والتفكير بها، ولكنّنا وبمجرّد التخلّص منها فإننا نخلق مساحة أفضل لمزيد من الحرية والتي تقودنا إلى الراحة والإبداع.  تمكّنت مؤخّرًا من خوض تلك الرحلة من تقليل ما لديّ من مقتنيات والعيش ببساطة، وهذا جعلني أكثر راحة وسعادة، وبمستوى أعلى من التركيز والإنتاجية والفعالية. لم يعد لديّ تعلّق بالمقتنيات ولم تعد هناك فوضى تحيط بي أو تكبّلني. كانت المساحة الواسعة الفارغة موسيقى مريحة لمسمعي.  وامتدت تلك الرح

رسالة إلى رجل شرقيّ

صورة
  رامي، عزيزي، مرّت سنوات عديدة ولكنّ ذكرياتها ما زالت محفورة في فكري وقلبي. ما زلت أتذكّر اليوم الذي انتقلنا فيه إلى بلدتكم وسكنّا بالقرب من منزلكم. سمعت أنك الابن الوحيد، وسمعت عن أبيك وأمك أبو رامي وأم رامي، وكم كنت محبوبًا على قلبيهما، وما جعلني أتحمّس للانتقال عندما علمت أن لديك أخوات ستة منهن مَن أعمارهن قريبة من عمري. كنتَ أنتَ الأصغر فينا جميعًا. وما زالت أتذكّر ضحكة أمي عندما سألتها: "كيف وحيد؟ عنده ست أخوات؟" كنت الصغير المدلّل المحبوب محور الاهتمام للجميع. كم كانت طفولتي مميّزة بسبب كوننا جيرانًا! لم أشعر أنب طفلة وحيدة فكان لي أخوات عدّة، وهنّ أخواتك. تعلّمت الكثير منهنّ، وبشكل أخص نشاطهن في الأعمال المنزلية. حتى والدتي التي نشأت في بلاد الغربة كان يُدهشها المهارات التي تعلمتها بسبب عائلتك، فرأتني أقوم بلفّ ورق العنب وأحشو الكوسا وأنظف السجّاد وغيرها الكثير. ليس ذلك فقط ولكنّني كنت أقدّم لوالدي كوب الشاي وأقول له: "اجلس لا تتحرّك، أنت ملك البيت!" هكذا كما كانت أمّك وأخواتك تقولان لك. كنت في أعماقي "أحسدك" على هذا الدلال، ولكنّني أُسكِت هذا ال

تبدّل

صورة
  هالمرة رح أكتب بطريقة مختلفة، رح أكتب زي ما بحكي. رح أكتب غير عن العادة، فعادة بكتب بلغة عربية بدافع شغفي وحبّي للغتي، وانطلاقًا من رسالتي في الحياة إنه أقدّم للعالم من قلبي وبقلمي محتوى عربي. رح أحكيلكم عن رحلة حلوة مشيتها، وهالرحلة بدأت في أصعب وقت مرّ عالبشرية، حظر الكورونا. الوقت اللي عشنا ساعات طويلة على الزوم، ومن ضمن هالساعات بالنسبة الي كانت ساعة في لقاء مع ثنك بارتر. أول ما سمعت كلمة بارتر، عقلي ترجمها للعربي بالمقايضة. وهيك رجع فيّ الزمن لأيام المدرسة لما حكولنا كيف كان الناس في القديم بستخدموا مبدأ المقايضة، فالشخص اللي عنده قمح كان ببدّله عند الشخص اللي بربّي جاج، واللي عنده جاج لما يحتاج جلود أو أقمشة ممكن يبدّلها من عند التاجر. وهيك الكلّ بحصل على اللي بحتاجه، والكل بنفّق بضاعته زي ما بنحكا.  عجبتني الفكرة كتير، وحسّيت إنه بقدر أقدّم أكتر من أي وقت تاني، وبقدر أتعامل مع عدد أكبر من الناس، وبقدر أوصل لعملاء أكثر. انضميت لثنك بارتر، وانضمت أفكاري لفكرهم، وهدفي لهدفهم وصرنا بنشتغل مع بعض، كل واحد بهمّه مصلحة التاني، هم مبسوطين ييجيني شغل وأنا مبسوطة إنه أستفيد منهم وأفيدهم