بكفّي تدافع


في المدرسة: "ابني يا مس مش فاهم الدرس." 

ابنك اللي ما بنتبه.


في السوبرماركت: "خبطت بالباب مش مبيّن إنه باب." 

الشباب ركبوه غلط هون.

 

في لجنة الحي الاجتماعية: "يا ريت لو تزيدوا الأنشطة الرياضية في الحيّ." 

أكثر من هيك أنشطة، هذا أفضل حيّ في هذا المجال.

 

نواجه كلّ يوم مثل هذه الحوارات، وبالمقابل تنهال علينا بل ترتشق في وجوهنا مثل تلك الإجابات بل وأكثر. ردود فعل وإجابات مثل هذه أصبحت أمرًا معتادًا بل وكما يُقال "تريندينج"، وقد واجهت وأواجه الكثير منها، وبالأخص مع ذلك العشق الكبير بيني وبين صندوق الاقتراحات، وعقليتي تلك التي دائمًا تفكّر بالتطوير والتحسين والبحث عن طرق توفير الوقت والجهد، وشغفي بالإنتاجية أو ما يُقال عنها البرودكتيفيتي. لذا فقد أسميتها "متلازمة الدفاعية". 


بدأت مؤخّرًا أفكر كثيرًا في الموضوع، وبالأخص عندما لاحظت أن الأمر شائع كثيرًا. وهنا سأقوم بتحليل الأسباب والتعمّق في تلك المتلازمة. 

تسود هذه المتلازمة العلاقات بكافة أنواعها وبيئاتها فقد تكون ضمن الأسرة أو بين الأصدقاء أو في بيئة العمل أو بين الأهل والمدرسة وغيرها. 

يبدو لي أن منبع تلك المتلازمة نابع بالشعور بالتهديد أو الإحساس بالتوتر أو الحساسية الزائدة أو عدم الشعور بالأمان، وهذه كلّها أمور شائعة في مجتمعنا وفي أنفسنا، فهي تلك الأمراض النفسية الشائعة كزكام البرد الذي يصيب الجميع في فصل الشتاء. 


يميل أصحاب تلك المتلازمة بإنكار الخطأ، فعندما تواجههم بخطأ ارتكبوه تجدهم يرفعون راية: لست مخطئًا. وقد يتخّذون وسيلة أخرى بتحويل مجرى الحديث وإسقاط الخطأ عليك ففي نهاية الحديث تغدو أنت المذنب المخطىء وهم بالطبع الأبرياء. فسياسة الحكم على الآخرين أو لوم الآخر سياسة فعّالة بالنسبة لهم لحمايتهم وصيانتهم من أي لوم. فدفاعيتهم تلك هي وسيلة لحمايتهم. ففي الوقت الذي يكون الكلام بالنسبة لهم فيه جرح لهم أو يجلب لهم الخوف أو أن هناك من يحاول السيطرة عليهم، فدفاعهم عن أنفسهم تمكّنهم من استعادة السيطرة والإحساس بقدرتهم، وهذا بالطبع يجعلهم يشعرون بأنهم يريحون أنفسهم. 


ولكي تتمكّن من التخلصّ من مواجهة هذا الأسلوب فحاول ما يلي: 

  • ركّز على أنا وليس أنت، فعندما تركّز على ما تشعر أو ما تحتاج، هذا يجعل الأمر متعلّق بك فيقلّ الدفاع. 

  • ركزّ على الوصف وطلب المعلومات والمزيد من الاستيضاح بدل الحكم أو الاتهام. 

  • استبدل الرغبة بالسيطرة أو توجيه سلوك الآخر بأن تمنحه المزيد من السيطرة بحيث تقول له: عندي طلب، أو هل يمكن أن تساعدني. 

  • مارس الاحترام والتعاطف مع الآخر بطلب الإذن منه بسؤال مثل: هل تمانع، ولا تحاول أن تمارس الألاعيب والدوافع الخفية لتحصل على ما تريد. 

  • تجنب إشعار الآخر بالفوقية، بل استخدم المساواة بأن تقول له: هل يمكن أن نعمل هذا معًا. 


هذا يساعد في التخلّص من الحوار السلبي غير المشبع غير الكافي وبالتالي نقل الرسالة بوضوح دون تراشق الدفاع والتلويم. 


كل التوفيق في تواصلك مع الآخرين!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع