يوم من تلك الأيام
يوم جديد بدأ مع ذلك الصوت المعتاد، الصوت الذي ينقلني من حالة مريحة من اللاوعي من نحو ما يدور حولي إلى حالة اليقظة التي تذكّرني بالدنانير المخصومة من راتبي بسبب تأخري تلك الدقائق الأولى الثمينة في حياة الشركة التي أعمل بها٠ فأنهض بل و(أفط) في لحظة من سريري بعد سماعي صوت المنبه المعتاد.
أنهض في تثاقل كالعادة، أنهض وأُنهِض معي مللي الذي يرافقني كل يوم على مدى تلك السنوات الطويلة. أكلّ هذا لأنني حُرمت من التعليم الجامعي لظروف اخترتها وأخرى لم أخترها، ولأسباب كان لي دور بها دون وعي مني وأخرى بسبب ذلك "الحظ" السيء. على أي حال فها أنا أعمل وهذا أفضل من حال الكثيرين العاطلين عن العمل بل الشاعرين بملل أكثر مما أشعر به. بدأت رحلة السرعة في الاستعداد لأن "حظي" اليوم لا يمكن أن أتكهن به. فقد تكون الإشارات كلها حمراء أو قد تتأخر جميع الحافلات أو قد يرفض كل سائقي التكسيات إيصالي إلى منطقة عملي المعروفة بأزمتها الخانقة.
ويبدأ يوم جديد، وها العشر ساعات تمر ببطء شديد، وما لي إلا أن أسلي نفسي بتغيير رنات الموبايل أو تفقد رسائلي النصية أو ببعض المكالمات مع صديقاتي الشاعرات بالملل في عملهن. هذا العمل الجديد الذي لا أفعل به أي شيء سوى أن أنتظر أن تطلب مني إحداهن مفتاح الخزانة لتضع أغراضها الشخصية قبل انطلاقها لممارسة الرياضة في النادي الرياضي. آخذ مفتاحاً وأعطي مفتاحاً طوال تلك العشر ساعات. يا للملل الشديد! متى أخرج من كل هذا؟ اعتقدت أنه عمل أفضل من عملي السابق والذي كان في محل للأزياء حيث ما كان علي إلا أن أعلّق الملابس التي يجرّبها الزبائن ولا تعجبهم. كنت أجلس بين أكوام من الملابس وأقوم بالتعليق طوال النهار. كنت أسلي نفسي بترديد كلمات الأغاني أو التفكير ببرنامجي بعد الانتهاء من العمل والتخطيط له. على أي حال ها قد تخلّصت من تعليق الملابس ووصلت إلى تسليم واستلام المفاتيح. أعتقد أن هذا أفضل من عمل زميلنا الذي يعمل على البوابة حيث ما عليه إلا أن يفتح البوابة لتدخل السيارات ويغلق البوابة بعد دخول السيارات. هذا مع بعض حرارة الشمس الحارقة في الصيف وقطرات المطر المتساقطة حول مظلته الواقية في الشتاء. على أي حال فهذا هو نصيبي في العمل.
very nice ya shereen
ردحذف