"زهقان".

إذا كنت أباً أو أماً وكان لديك أبناء في عمر المدرسة، فلا بد أنك سمعت هذه الكلمات مرات كثيرة، ومرات أكثر خلال الثلاثة الشهور التي مضت في العطلة الصيفية. الفشل في إيجاد ما يمكن أن يملأ وقتنا ويستغل لحظاتنا هو الذي يجعل أبناؤنا يشعرون بالملل.
أهو بسبب أننا نقودهم ونرشدهم للأمور التي يجب أن يفعلونها، وعندما لا يكون لدينا ما نقدّمه لهم بسبب غياب الواجبات المدرسية فهم يشعرون بالملل؟ أم هو لأننا لا نحمّلهم مسؤوليات واضحة عليهم القيام بها، ونفوّضهم التفويض الكامل فيها، فليس أمامهم أي شيء يفعلونه؟ أم لأننا مثالهم الأعلى بـ"الزهق" فلا يسلّينا غير التلفزيون الذي نجلس أمامه في ارتخاء ونتابع مسلسلاته وبرامج مسابقاته والكثير مما يقضي على وقت فراغنا الممل؟ أيشعرون بـ "الزهق" لأنهم اتخموا من كثرة الألعاب والمسليات في المنزل حتى أنهم لم يعودوا يستمتعون بها؟ أم لأننا نحن وهم قد فقدنا الإبداع في اكتشاف مواهبنا واستغلال إمكانياتنا بما لدينا من وقت؟
ماذا نفعل مع مشكلة "الزهق" هذه؟ أعتقد أننا نحن وأبناؤنا كذلك بحاجة إلى بناء عادات تصبح أسلوب حياة لدينا. فللرياضة وقت وللأصدقاء وقت وللتسلية التكنولوجية وقت وللتلفزيون وقت، وماذا عن وقت خاص مع نفسي بهدوء، وهل ننسى وقتنا مع الله الذي خلقنا والذي يحبنا ويهتم بنا، أننساه وسط زحمة الحياة وهو مانح الحياة لنا ؟ وماذا عن الكتاب أهو صديق لنا ولأبنائنا؟ وهل منا أو منهم من يفكر في كتابة مذكراته أو التعبير عن أفكاره؟ وهل من حرفة أو أشغال يدوية فيها نبدع ونتميز؟ وهل للموسيقى مكان في جدولنا اليومي؟ وماذا عن وقت عائلي حقيقي، بعيداً عن التلفزيون أو عن طاولة الطعام، وقت فيها العائلة تلعب وتمرح معاً وتحلم وتخطط ويتعلم الواحد من الآخر. وماذا عن الألعاب العائلية التي فيها يستمتع الأولاد بمشاركتهم الوقت مع أهلهم وفي تعلم مهارات جديدة وفي جو المنافسة والمرح؟ أليست تلك القائمة تكفي. وما زال هناك المزيد، وماذا عن بعض الرحلات في الهواء لرؤية الزهور والفراشات والربيع أو رؤية الآثار أو حتى تسلق جبل من الجبال؟ نحتاج أن نفكّر قليلاً بإبداع، ونعلّم أبناءنا كذلك، لنخرج من تلك الدائرة المغلقة ونتخلص من تلك "الزهقان" التي تستفزنا في كل مرة نسمعها.

monkey laying on wall

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع