"قدّيش ظايل؟"

"قديش ظايل؟" أي "كم تبقى؟" إنه السؤال الذي أتعرّض له عدة مرات في اليوم، فكريم البالغ من العمر 7 سنوات، هو الذي يطرح هذا السؤال. يسأله عدة مرات ونحن نقوم بعمل الواجبات المدرسية، فهو في لهفة للانتهاء كي يقفز من مكتبه لينال وقته الحر سواء في اللعب أو مشاهدة التلفاز أو محاولة الاتصال بالأصدقاء لدعوتهم للعب معه، كما ويطرحه عدة مرات في أثناء الانتقال بالسيارة لمسافات طويلة أو وسط الازدحامات المرورية التي تطيل مدة الرحلة القصيرة. أحياناً أملّ من السؤال لأنني لا أجد له الإجابة، فخمس دقائق مثلاً أو "عدّ للمئة" أو "بعد شوي" أو ... هي بعض الإجابات ، وإنني في بعض الأحيان أعجز عن أن آتي بإجابات أخرى أكثر إبداعاً.
أما نحن "الأكبر سناً" و"الأنضج" و"الأكثر علماً" و"أصحاب الخبرة" فما زلنا نسأل نفس السؤال "كم تبقى من الوقت "للتقاعد؟" أو "للحصول على ترقية؟" أو "للحصول على معاملة الهجرة؟" أو "لتخرّج الأولاد؟" أو "لسداد القرض؟" أو لـ............ قائمة طويلة من الأمور الأخرى. لا نعرف ما نفعل: هل نعد للمئة؟ هل ننتظر؟ هل نستمر في السؤال؟ وإننا في كثير من الأحيان نمل من السؤال، وما نمل منه أكثر هو الانتظار. فماذا الحل؟ هل نخسر متعة اللحظة وحلاوتها والذي أروع ما فيها أننا ما زلنا هنا موجودين وأحياء وفي صحة وقوة ونشاط؟ هل نجعل تفكيرنا بما هو قادم ينسينا أننا ما زلنا هنا وما هو آت لم يأت بعد؟ هل نجعل المستقبل يخطف متعة الحاضر؟ هل نشغل أفكارنا بـ "قديش ظايل؟" وننسى أن نستمتع بوقتنا؟ يشغلنا "غداً" فننسى "اليوم"، ونفقد متعة اليوم التي تحجبها ظلال الغد.

brown-and-white clocks

تعليقات

  1. مقال جميل ويعبر عن موضوع ذي (ذو ذا !)صلة بما نختبره في هذه الحياة وكلً منا على عجلة من امره بانتظار ما ياتي ! بالمناسبة , قديش ظايل حتى المقالة التالية !

    ردحذف
  2. عد للمية.... شجعتني، وضحكتني من قلبي :)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع