موظفون مدربون
عندما تأتي إليه يستقبلك بابتسامة ويسعى لإرضائك وتقديم أفضل خدمة لك، إنه يريدك أن تخرج من المكان وفي داخلك رغبة كبيرة في العودة مرة أخرى، وفي ذهنك وقلبك ذكرى جميلة عن المكان. يدهشني هذا النوع من الموظفين، فهم موهوبون، يجعلونك تشعر بالراحة وأنت تتسوق، ويتسببون في رابط قوي مع ذلك المكان مما يجعلك تقاوم الشراء من أي مكان آخر، وإن كنت تتناول القهوة فلها طعم مميز، والطعام له نكهة خاصة، وحتى المال الذي تدفعه مقابل خدمة أو سلعة فتدفعه وأنت مسرور حتى وإن ارتفعت الأسعار قليلاً. عندما أتسوق في أماكن أخرى أو أتناول الطعام أو أجلس مع صديقة لشرب القهوة فإنني أجد الفرق الشاسع، ودائماً ترن في ذهني كلمة "التدريب" كإجابة على تساؤلي ودهشتي، فلا بد من أن هذا النوع من الموظفين قد نالوا تدريباً مميزاً، ولم يترَكوا هنا في المحلات وحدهم دون أي تأهيل، ولن يمروا بمثل ما مررت به مع موظف عندما سألته عن مكان صنع تلك المدفأة أجابني: لا أعلم فإن هذا أول يوم لي وأنا وحدي، أو تلك الفتاة التي سألتها عن موعد بدء سرد القصة دهشت وقالت لقد وصلت للتو للعمل هنا وليس لي أدنى فكرة إن كان هنا ما تقولين عنه سرد قصص، أو الموظف الذي ترك "الكاش" عندما وصل دوري وقال إن موعد استراحته قد بدأ. يدهشني أنواع التدريب الكثيرة هذه الأيام، فبريدي الإلكتروني مليء بكل تلك الأنواع، تدريب على تقبل مشاكل الحياة، تدريب على التعامل مع الناس، وطرد السلبية، ..... وتنوعت وتعددت إلى درجة التطرف في بعض الأحيان. إلا أنه لا بد من أن يكون هناك "الحد الأدنى" على الأقل من التدريب للموظفين قبل أن يتم "الإلقاء" بهم في أماكن عملهم وبالتالي تعرضهم لمواقف محرجة، وتسببهم في غضب و عدم رضا الزوار، وعكس صورة سلبية عن المكان الذي يعملون فيه.
تعليقات
إرسال تعليق