من دخل عالمك؟
اسأل نفسك هذا السؤال، وعد بذاكرتك إلى الوراء واسترجع أيام طفولتك وتوقف هنا، في تلك اللحظة بالذات؛ اللحظة التي فيها دخل أحدهم عالمك. دخل عالمك ولعب معك ليس فقط ليشغلك ويخفف من "نكدك" بل تفاعل معك ونزل إلى مستوى تفكيرك وقوتك العضلية ومزاجك وأفكارك. تذكر من هو هذا الشخص؟ هل أختك الكبرى التي كانت تقرأ لك كل يوم قصة، كل يوم ولم تفوت أي يوم. أم هي خالتك التي جلست معك على السجادة ولعبت معك "بيت بيوت" وأكلت من الطعام الذي أعددته في الصحون البلاستيكية الصغيرة. أم هي بنت خالك الأكبر التي صنعت لك خيمة من الشراشف والتي استخدمت "القشاطة" لتسند فيها الخيمة وجلستم في الخيمة تتخيلون السماء والنجوم والقمر فوقكم، أم هي والدتك التي حكت لك قصة كنت أنت البطل فيها عشت مع سردها كل لحظة بحماس وشغف.
ماذا تفكر من نحو من دخل عالمك؟ ألا تشعر شعوراً رائعاً من نحوهم؟ ألا تشعر بأن تلك اللحظات كانت مميزة ورائعة ولها نكهة خاصة؟ أما زلت تتذكر تلك اللحظات بالذات؟
هذا ما يريده أطفالنا، يريدوننا أن ندخل عالمهم ويريدوننا أن نلعب معهم "بيت بيوت" ونأكل في صحونهم البلاستيكية. يريدوننا أن نتفاعل معهم وليس فقط أن "نسايرهم".
فمن دخل عالمك؟ وهل تدخل عالم أطفالك؟ أطفالك بحاجة لك ولهم طريقتهم الخاصة في إظهار حاجتهم تلك. ادخل عالمهم ولا تبق بعيداً متفرجاً فقط. عالمهم جميل وفيه ما يمكنك أن تتعلمه وتكتشفه. لا تفوت هذه الفرصة أو تؤجلها حتى يمر العمر بك ويأتي أحفادك الذين يفرحون وتفرح بأن تدخل عالمهم.
تعليقات
إرسال تعليق