بين المسلسلات التركية والفيسبوك



تجلس أمام شاشة الكمبيوتر وترفع يديها للأعلى وتبدأ بالنقر على الأزرار بحركة مدروسة ومنظمة، وبطريقة تتشابه مع لف الورق دوالي وحفر الكوسا ولكن بسرعة أقل. تراها مستمتعة وهي تقرأ الجريدة ويمكنك أن ترى الدهشة على وجهها بينما تقرأ الأخبار اليومية بعيدًا عن الكنبة الطويلة والتكويع على الوسادة، وترى المتعة وهي تسمع الطرطقة على أزرار المحمول والتي حلّت مكان صوت خرخشة الجريدة. وماذا عن الفيسبوك فتلك متعة لها نكهة خاصة بدأت تستمتع بها والدتي حديثاً. فتلك صور زفاف فلان وخطوبة فلانة، أسرع بكثير من انتظار زيارة المباركة والاجتماع حول ألبوم الصور ممسكين بكأس العصير في يد ومقلّبين صفحاته باليد الأخرى.

لم يتوقع أي منا أن تصل والدتي إلى هذه المرحلة مع كل تلك المسلسلات التركية، وكل ذلك التشويق الذي فيها، ولهفة الانتظار لزواج فلان وطلاق فلانة، وولادة الطفل، وقرار المحكمة، وغيرها الكثير. ولكنها وقفت وتقدّمت بخطى ثابتة لتدخل عالم التكنولوجيا، وقد أدهشتني في آخر مرة وهي تقول لي: "لم أجد تويتر!" لقد تعرّفت على تويتر بهذه السرعة، لا بد أن الموضوع أعجبها كثيراً. 

أحببنا الكمبيوتر، وارتبطنا عاطفياً بالفيسبوك، وأصبحنا بريدنا الإلكتروني كصندوق مجوهراتنا، ودخلنا في هذا العالم الكبير. ولكننا ما زلنا نحب المسلسلات التركية فهي تحاكي مشاعرنا وتدخلنا في عالم افتراضي كعالم التكنولوجيا ولكنه مليء بالمشاعر والأحاسيس التي نحتاجها ولا يمكننا أن نحيا بدونها، نحن النساء. 

دخلت أمي عالم التكنولوجيا، ككثير منا نحن النساء، فقد أدهشنا التطور السريع، وانبهرنا بكل تلك التطبيقات. ولكننا ما زلنا بانتظار ذلك التطبيق الذي يمكن أن يلف الورق ويحفر الكوسا ويشارك ببعض الأعمال المنزلية!

man sitting on seashore


تعليقات

  1. Good job aunti , tab3an bdha tat3alam 3ndha akbar qodwah b al bait :)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع