تكلّم معه عن شوق قلبه وانظر ماذا يحدث في عيونه
نتواصل
ونتحدّث كثيراً، فمثلا ًنحن النساء نتحدّث عن وصفات الطعام، وأنواع مواد التنظيف،
ومشاكل الخادمات، وأسعار التنزيلات، وأحدث الموديلات، ومشاكل الزوج، ودراسة
الأولاد، وآخر أنشطة الأطفال. عندما نجلس معاً فالحديث يجر الحديث الآخر، أحياناً
نبتدىء بالملوخية وننتهي بمشاكل الدراسة في الخارج. نتواصل بسهولة فهنك الكثير ما
يجمعنا، تسألني عن تسريحة شعري فيمتدّ الحديث، أسألها عن اسم ابنها الذي تعرّف على
ابني ويمتدّ الحديث، نلتقي صدفة عند محل الخضار ويبدأ تواصل آخر. إننا النساء لا
يصعب علينا الحديث، والأمهات لديهن الكثير ليقولونه.
أما هذا فهو
حديث من نوع آخر، على مستوى مختلف، إنه حديث عن شغف القلب، عن حلم الحياة، عن الرغبة
الغامرة التي تلتهب في أعماقنا ليل نهار. هذا هو الحديث المختلف، المميز.
هي من النوع
الهادىء ولكن عندما أتحدّث معها أجد لديها الكثير فهي تتكلّم عن حلمها الموسيقي،
وأخرى عن رغبتها في العمل التطوعي مع الأطفال، وأخرى عن حلمها في متابعة دراستها. لم
يشارك في الحديث في تلك السهرة ولكن ما إن سأله أحدهم عن ابنه، فتجده انخرط
بالحديث فهذا ما كان يشغله، ابنه ووضعه الصحي. أما أخرى فهي مشغولة بوالدتها
المريضة، وآخر برغبته في الحصول على الوظيفة، وأخرى بالطفل المنتظر.
أحياناً
تنهال الأسئلة ذاتها على الشخص، فالحامل عن موعد ولادتها، والمخطوبة عن موعد
الزواج، و...... إلا أن الذكاء في التواصل هو ان تسأل السؤال الذي يخاطب القلب من
الداخل، ويتواصل مع مشاعر الشخص وما يشغله بالفعل، مخاوفه وتحدياته وأفكاره
وأحلامه وليس مجرد كلاشيهات.
راقب من
تتحدّث إليهم، ولاحظ عيونهم، فعندما تجد اللمعة الخاصة في عيونهم فاعلم أنك تتحدّث
معهم عن شغفهم. فابدأ حديثاً قلبياً وراقب العيون، فإن قلبك سيلمع مع عيونهم لأنك خرجت
خارج صندوق الكلاشيهات التقليدية.
تعليقات
إرسال تعليق