لولا جارتي كان فقعت مرارتي


من ذكرياتي الجميلة، تلك اللقاءات التي كانت تجمعني مع مجموعة من الأمهات ممن كان لدينا أطفال من عمر ما قبل المدرسة. شهدنا معًا أوقاتًا مليئة بالضحك والكثير من الدموع، ومشاركة أنات القلوب والمواقف المضحكة، احتفلنا بالنجاح في خلع الحفاظ وناقشنا معًا أفضل الكتب التي تقدّم نصائح في التربة. ومنّا من كان لديها بعض الأسرار في اختصار وقت الطبخ وجمع الألعاب، وكانت تلك الأفكار البسيطة لنا كمركب نجاة وسط غمرة المسؤوليات. 


ومن ذكرياتي الأخرى، تلك الأوقات التي كنت أقضيها في السيارة مع صديقتي، لا أعلم لماذا كانت السيارة هي مكاننا المفضّل، فحتى لو ذهبنا إلى مطعم أو مقهي فكانت السيارة تأخذ النصيب الأكبر من الوقت. تلك اللحظات من المشاركات القلبية والضحك والدموع كانت منعشة للغاية. 


ومن ذكرياتي كذلك في سنوات الكورونا وتلك الأوقات التي كنت أسير بها مع صديقة لي لاستنشاق الهواء وممارسة بعض الرياضة أو لشراء بعض الحاجيات الخفيفة من المحلات المجاورة. تلك الأوقات كانت منعشة وبالأخص وسط الضغوطات ومحدّدات الحركة والانتقال بسبب انتشار الوباء.


كل تلك اللقاءات وغيرها مما أذكر أو لا أتذكّر كانت مثل نفس عميق مريح أو ماء بارد بعد إحساس بجفاف شديد، كانت لحظات منعشة ترفع مستوى السعادة وتقلل التوتر. كانت لحظات من التنفيس، كانت لحظات شحن من جديد.  


كل تلك الذكريات تنطبق على المثل الذي سمعته وأعجبني: لولا جارتي كان فقعت مرارتي. لذا شكرًا لكل وقت قضيناه معًا في مطعم أو مقهى أو على الدرج أو في الشارع أو حتى على إشارة ضوئية، أو ربما على باب المنزل أو المصعد. كلّها أوقات منعشة تستحق الشعور بالشكر والامتنان. 


شكرًا من أجل كل تلك العلاقات العابرة والصداقات العميقة وكل الذكريات التي لي كنز ثمين أحتضنه في قلبي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع