"إعادة التدوير" أم "التدوير"؟
لست أدري لماذا أشعر بالذنب في كل مرة ألقي فيها أوراقاً أو كرتوناً أو مواد بلاستيكية في سلة المهملات، أعلم أن هذه النفايات تتجمع وتلوث البيئة، مسكينة تلك البيئة كم تتحمل، وكم تتحمل أكثر مع ازدياد كل تلك النفايات. فقد كثرت وجبات المطاعم ووجد الناس راحتهم في استخدام الأطباق والأكواب والمواد التي تستخدم لمرة واحدة، وماذا عن الجرائد والمواد الدعائية التي تعددت وتنوعت وكثرت إلى حد كبير.
قررت.... نعم قررت، لن أقوم بإلقاء النفايات مجدداً، الحل هو إعادة التدوير، نعم الأمور الصغيرة يمكن أن تحدث فرقاً، هذا ما كنت أفكر به. سأجمع كل الأوراق والأكياس والكرتون وسألقيها في الأماكن المخصصة لإعادة التدوير، فقد اكتشف مكاناً قريباً من منزلي، وآخر قريب من مدرسة ابني. لمَ لا؟ لم لا أقوم بعمل فيه أحدِث فرقاً! فهذا ما كنت أذكّر نفسي به: الأمور الصغيرة تحدث فرقاً.
وبدأت بالعمل بالفعل، وخلال بضعة أيام أصبح لدي كمية معقولة من المواد التي جمعتها وتوجهت لألقيها في الحاوية، شعرت بالراحة بعدها. وأصبح هذا ضمن برنامجي، وكنت أنوّع في الأماكن التي كنت ألقي فيها المواد، ولكن في إحدى حاويات إعادة التدوير تفاجأت بأنها ممتلئة ورائحتها مزعجة، يبدو أن الناس يظنونها حاوية عادية ويلقون بأي نوع من القمامة فيها، ومما قد يربكهم أيضاً وجود حاوية أخرى عادية قربها. تلك الحاويات التي عندما تمر بالقرب منها لا بد أن ترى "بكب" وبعض الشباب الذين "يدوّرون" أي يبحثون عن مواد يمكنهم الاستفادة منها، من بلاستيك وكرتون وأوراق فهم يبيعونها ويسترزقون منها.
فعندما رأيت تلك الحاوية وشممت الرائحة المنبعثة منها أصبت في حيرة وتساءلت: هل أستمر بإرسال النفايات التي تخرج من منزلي إلى "إعادة التدوير"، أم ألقيها في القمامة فهناك من سيمر بها ويقوم "بالتدوير" وحتماً سيجد ما يفيده منها؟
تعليقات
إرسال تعليق