"حياتي رجيم"
قالت عنها صديقتها: "من يوم ما عرفتها وهي بتعمل رجيم". وآخر عن زوجته: "يمكنني عمل مجلدات من برامج الرجيم التي تجمعها زوجتي". وهي عن هو: "أمور لا تصدّق سمعتها عن أنواع الرجيم التي جرّبها، من أعشاب وأنواع شوربات وبطاطا كل اليوم وموز لأسبوع وأنظمة غريبة عجيبة."
لا بد أن الكثير منا قد جرّب أحد أنواع "الرجيم" تلك. ولكن منا من يعيش حياته كلها وموضوع "الرجيم" مسيطر على ذهنه، وأنواع الأنظمة الغذائية تشغل فكره. ولكن السؤال: هل تمكّن في النهاية من الوصول إلى النظام المناسب له، النظام الذي يساعده في الحفاظ على رشاقته أو الأصح على صحته؟
استمع لمجموعة من الصبايا والسيدات وهن يتحدثن عن الرجيم، هذا طبعاً في جمعتهم التي يتخللها مائدة كبيرة من المشهيات، من حلويات غنية بالدسم والسعرات الحرارية، والموالح والمعجنات والتبولة وغيرها الكثير الكثير، وما إن ينتهي الحديث حتى تمتلىء الصحون وتبدأ عملية الأكل التي تحتاج في النهاية إلى بعض من أقراص النفخة والحرقة أو مجرد كأس من الأعشاب المهضّمة. أما الشباب فلهم نفس الحكاية يقررون ممارسة الرياضة، فبعد أن تسير الشلة بضعة كيلومترات لا يمكنهم مقاومة رائحة الشاورما فيتناولون "ساندويش على الماشي" ويتابعون السير.
نحتاج إلى تغيير في أذهاننا أولاً قبل أن نقوم بمحاولة تجربة تغيير أنظمتنا الغذائية، ونحتاج إلى تركيز اهتماماتنا في الحياة على ما هو مهم، فالطعام مهم ولكن ليس هو الأهم، ونحتاج إلى أن نستمتع بما خلقه الله من فواكه وخضار أكثر مما يصنعه الإنسان من معلبات ومواد مصنعة. ونهتم بالحديث مع الناس وقضاء وقت معهم أكثر من الاهتمام بما نتناوله من طعام معهم. هذا لا يعني غياب الطعام فالطعام له متعة خاصة، وشركة الطعام معاً لها طعم مميز، ولكن علينا أن لا نجعل المهم يطغى على الأهم.
تعليقات
إرسال تعليق