أشجع "برشا"


لست من متابعي المباريات الرياضية ولا من المشجعين وحاملي أعلام الفرق الرياضية. لم أعلّق على سيارتي أي من أعلام الدول المشاركة في كأس العالم، ولم ألبس لفحة أو قبعة لأحد الفرق. إلا أنني قرّرت أن أشجع برشا. وما إن نطقت تلك الكلمات أمام ابني حتى لمعت عيناه ودبّ الحماس فيه وبدأ يقفز فرحاً. أنا من مشجعي برشا الآن.

وعندما جاء موعد المباراة دعاني للحضور ولكنني أقنعته أنني أتابع النتيجة على تويتر. نظر إلي ولم يقتنع كثيراً. لا يكفي أن أشجّع برشا بل لا بد أن أعلن انتمائي بحضور مبارياته وإطلاق صرخات عالية مع كل هدف. لا يكفي أن أقول بل لا بد أن أعمل، يجب أن ألبس لفحة برشا وأعلّق علم برشا على سيارتي. 

لا بد أنه شعور جميل أن تعلن انتماءك. جميل أن تجعل انتماءك معروفاً أمام الجميع، ممتع لك ولغيرك. قد يكون هذا الشعور هو ما يحرّكنا جميعاً. فتجد الكثيرون قد تفننوا في إعلان انتمائهم للفرق الرياضية، وأكثر ما أعجبني تلك الفتاة التي كان طلاء أظافرها علم الفريق الذي تشجعه. 

أما أنت فهل تعلن انتماءك؟ إننا نحتاج لا لتعليق الشعارات ورفع الصور. نحتاج لخطوات عملية حقيقية. فانتمائي لبلدي ببساطة يظهر في حرصي على أصغر الأمور، فهل أرمي القمامة قرب الحاوية؟ وهل أرسل ما لدي من أوراق وبلاستيك لإعادة التدوير؟ وهل أحافظ على الممتلكات العامة؟ وهل أزرع في نفوس أولادي حب الوطن؟ وهل أقدّم أفضل ما عندي في وظيفتي؟ 

كلنا يبحث عن انتماء وما قيمة الانتماء إن لم يرافقه خطوات عملية تعلن هذا الانتماء.

Football arena

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع