المشاكل التي لا تنتهي
من منا لا يواجه المشاكل؟ إنها جزء من الحياة، وهي في
بعض الأحيان كظل يلاحقنا أو مثل فكرة تحوم في رأسنا.
تتنوع المشاكل وتأخذ أشكاًلا متعدّدة، منها ما هي
داخلية، في أعماق نفوسنا، في فكرنا، بينننا وبين ذاتنا. وأخرى في علاقاتنا مع
الآخرين، سوء فهم، غياب التواصل، سلوكيات لها تأثير مدمّر، وهناك مشاكل مرتبطة
بحياتنا الروحية وأسئلتنا عن معنى الوجود وحقيقة من نحن وماذا نعمل. وتأتي المشاكل
كذلك مع القرارات، فهناك قرارات تسبب لنا المشاكل لأنها قرارات خاطئة، أو لأنها
صائبة ولكنها لم تلق الاستحسان من الآخرين. وسيطول الحديث كثيرًا إن أردنا تعداد كل ما نواجه من مشاكل. هي هنا
موجودة معنا وفينا، ترافقنا وتقلق راحتنا، تدفعنا للمزيد من التفكير، تقودنا
لاتخاذ خطوات عملية، تجعلنا ننضج، تجعلنا أفضل، تغيّرنا وتغيّر من حولنا، تزيد من
حدود الإبداع في فكرنا، وتخرجنا في كثير من الأحيان من الصوامع التي نحبس أنفسنا
فيها.
لذا فإنني أتلذذ بتسمية المشاكل بالتحدّيات، فأشعر مع
كلمة "مشكلة" بثقل في صدري، وأشعر برغبة في نفس عميق، أما مع
"التحدّيات" فأشعر بحماس، بسلسلة من الأمور الواجب عملها. أشعر بأن
القادم أفضل وأكثر إشراقًا، أشعر بأنني أطرد الخوف. هذه الخطوة الأولى نحو حل
المشكلات، وهي كيف ننظر إلى المشكلة، عندما ننظر إليها كتحدّ فنحن قد اتخذنا الخطوة
الأولى الصحيحة في رحلتنا. فماذا أفعل عندما تواجهني المشاكل؟
-
اعلم أولاً أنه مهما كانت المشكلة كبيرة فهناك إله عظيم،
ومهما كان الوقت مريرًا وصعبًا فهناك من له السلطان والقدرة غير المحدودة لا بمكان
ولا بزمان. وتذكّر أنك وسط كل هذا أنت لست وحدك.
-
فكّر خارج الصندوق، لا تفكّر بالحل الوحيد الذي تقوم
بصياغته بنفسك وتتمسك به وتنتظره، وتشعر أثناء ذلك أن الحياة ظالمة وأنك الضحية.
تذكّر أن كل شيء يحتاج إلى وقت، وأن الحل قد يكون أمراً مختلفًا في وقت مختلف ومن
قبل أشخاص مختلفين وفي مكان مختلف عن كل ما فكّرت به وتوقّعته.
-
انظر إلى نهاية الرحلة بتفاؤل وإيجابية، ولا تفكّر بيأس
بكل خطة صعبة أو انتظار أو باب مسدود في الوقت الحالي، ولكن فكّر في قطع الأحجية
المبعثرة تحتاج لوقت لتركيبها، وكل واحدة منها وحدها لا تعني شيئًا ولكن القطع
معًا في مكانها الصحيح تشكّل لوحة يتمتع بها الناظرون.
-
فكّر بمشكلة تواجهها الآن، وأطلق عليها اسم التحدّي، ثق
بالله القادر على كل شيء، وفكّر خارج الصندوق، ودع نظرتك إيجابية.
تعليقات
إرسال تعليق