فكّر بأيامك القليلة الماضية، كيف كانت طاقتك؟ هل كنت في أعلى مستوى من الإنجاز، وهل كان فكرك صافيًا وتركيزك واضحًا؟ هل كنت في أفضل حالة من صحّتك الجسدية؟ وهل كانت مشاعرك منضبطة؟ وهل كان وضعك الفكري والنفسي في حال جيّد؟ هذه كلّها إنما تبدو وتعبّر عن مدى شحن بطارياتنا الداخلية. ولكن السؤال الأهم هو كيف نحافظ على بطاريات مشحونة؟ الأمر غير مرتبط بإنجازاتنا العظيمة أو ثرواتنا الباهضة ولكن الأمر مرتبط بعاداتنا اليومية البسيطة والخطوات المحدّدة التي نسيرها في كل يوم من أيام حياتنا. يبدأ شحن بطارياتنا الداخلية من خلال أن يكون هناك معنى لما نعمله في حياتنا. وهذا المعنى هو معنى نشعر به ونراه في تأثيره ينعكس على غيرنا. هذا المعنى هو عامل هام جدًا في جعل بطاريتنا الداخلية مشحونة. فبداية إيجاد هذا المعنى وشحن البطارية يبدأ ليس من الخارج بل من الداخل، من وجود دافع وحافز وتشجيع من دواخلنا. وهذا يتطلب وعيًا ذاتيًا، وفهمًا وإدراكًا لتلك المحفزّات الداخلية، فلكل منا وصفته الخاصة لما يمنحه طاقة تحفيزية. وعيك هذا يمكنه أن يساهم في تركيب معنى لجهودك البسيطة في الحياة فهذا المعنى لكل فعل صغير يمكنه أن يجتمع م...
الجاهة، الخطوبة، الزفاف، العودة من شهر العسل سلسلة من الاحتفالات التي نبدأ بها حياتنا الزوجية، نشعر بفرحة الكل معنا، ونشعر بفرحتنا مع الكل كذلك. تمر الأيام وندرك أن الفرحة فيها "عجقة"، وهذه "العجقة" تخلق نوعًا آخر من الفرحة. فمع ولادة أول طفل وقدوم المباركين، والتجهيزات البسيطة التي تبدأ باختيار نوع وطعم وشكل الشوكلاتة نجد أنها تأخذ منا وقتًا وجهدًا. ثم تأتي حفلة عيد ميلاده الأول والثاني، وحفلة بروز أول سن، وحفلة تخرّجه من الروضة، وهكذا سلسلة الاحتفالات الطويلة المتسلسلة………… نشعر مع كل احتفال بالعجقة. ليس الأمر المهم فقط هو بالترتيبات والعجقة و"المراكضة"، ولكن ما يحدث في أعماقنا. فلنسأل أنفسنا: هل هناك قدرة أن نستمتع بتلك اللحظات؟ فعيد ميلاد ابننا الأول هو حدث لن يتكرّر، وإن ظننا أن الترتيب له هو مهمة صعبة، فتعالوا نتذكّر ذلك عندما يتخرّج من المدرسة، كما يقال: القادم أصعب، فلنستمتع بكل لحظة. لنسحق التحديات والصعوبات وكل ما لا يعجبنا في هذه "العجقات" ولا نسمح لها أن تسحقنا وتخطف فرحتنا. إن كنت أمام عجقة جديدة، فافرحي في تلك العجقة، ركّ...
يُقال إن هذا المثل جاء بعد أن فقد رجل صقره، مصدر رزقه، والعزيز الغالي عليه. فقد كان يعتمد عليه في الصيد، وبالتالي الحصول على قوت يومه. ولكنّ ذلك الصقر ذهب في أحد الأيام ولم يرجع كعادته. وعندما انطلق الرجل ليبحث ويسأل عنه، اكتشف إن شخصًا أبلهًا قد رآه يتعارك مع طير آخر ففضّ العراك بينهما وضربهما وقام بشيّهما. جنّ الرجل وصرخ قائلًا وهو مذهول ينظر إلى صقره مشويًا على النار: إنه صقر، والصقر لا يؤكل، إنه صقر، غالي وثمين، إنه صقر، مصدر رزقي. نظر له الأبله وقال: صقر، أم غيره، إنه طير. فجاء قول الرجل "اللي ما يعرف الصقر يشويه" مثلاً دارجًا. نعم، فهذا ما يحدث، نقلّل قيمة الأشياء فنحن لا نقدّر قيمتها. فنعمل كما عمل الأبله ونشوي الصقر. كما وفي بعض الأحيان نبخّس ثمن ما هو ثمين، ونشوي الطير الثمين طعامًا لنا مع إنه لا يؤكَل. ومن هذا المثل "اللي ما يعرف الصقر يشويه" أقدّم النصيحة لنفسي أولاً قبل أن أقدّمها لكم قرّائي الأعزاء: لا تقلّل قيمة الأشياء بل اعرف أولاً قيمتها الحقيقية قبل صنع أي قرار يخصّها. لا تُقحم نفسك في أمور لا تفهم بها وهي خارج اختصاصك، بل دع الاختصاص لأصحاب الاختص...
تعليقات
إرسال تعليق