لماذا ماتوا؟
شاب صغير في عمر الزهور، أحبّه الجميع، وأحبّ الحياة، نجح وتفوّق، تميّز وتألّق. ولكن الموت خطفه، وخطف معه كل أحلامه وطموحاته. وسرق الفرحة بنجاحه، وزرع مكان ذلك كلّه الحسرة في قلب أمه وأخوانه، وحطّم أحلام فريقه الرياضي ومدرسته ومعلّميه وزملائه.
هذه قصّة واحدة من قصص كثيرة حيّرتني.
دخل المستشفى لاشتباه في مشكلة صحّية بسيطة وانتقل بعد أيام قليلة من المستشفى إلى المقبرة بسبب جرثومة دخلت دمه، وبعد أيام قليلة أُصيبت زوجته بسرطان أنهى حياتها بعد بضعة أشهر تاركة عائلتها وأحلامهم معًا ضائعة.
سقطت فجأة وهي تلعب في مخيّم خاص للشباب، فقد أُصيبت بجلطة قلبية حادّة أنهت حياتها، تاركة آلتها الموسيقية صامته ومكانها في فريقها الرياضي وفي الصف الدراسي كذلك فارغًا.
ركب دراجته ولكن رحلته انتهت به في المستشفى التي عجزت عن عمل أي شيء سوى إعلان وفاته فسقوطه كان مميتًا.
بعد أن احتفل الأهل والأحباء والأصدقاء بتخرّجه من الجامعة ورقصوا وصنعوا أجمل الذكريات، اجتمعوا مرة أخرى ليستجمعوا الذكريات أمام تابوته الذي حمله بعد حادث سيارة مروّع.
لم أعد أسأل لماذا ماتوا، رغم الألم والحزن على الفراق، فالموت حتمي في حياة مثل حياتنا وعلى أرض مثل أرضنا. فالحياة ناقصة يجمعها الألم والمرض والموت، الأرض التي نحيا عليها أرض شريرة فاسدة.
ولكن أقول إن كل يوم من أيام حياتنا، كل يوم تعيشه هو هدّية من واهب الحياة، ما علينا إلا أن نعيشها شاكرين ممتنين فرحين، عالمين أن أيامنا القادمة ليست حتمية، وإننا لم نخُلق لنعيش إلى الأبد. فهذه الحياة ما هي إلا بخار يظهر قليلًا ويضمحل. ولكن تلك الروح التي وضعها فينا خالقنا لها أبدية وحياة لا تضمحل ولا تعرف الموت.
تعليقات
إرسال تعليق