نحن وأنا
يبهرني ذكاء بعض الأشخاص، وأندهش لسرعة بديهيتهم وقدرتهم الخارقة على التحليل. أتأمّل في إمكانياتهم العالية وقدراتهم في اللقاءات والاجتماعات وحضورهم الواضح القوي أمام الشاشات سواء اليوتيوب أو التلفزيون.
ولكن ما يبهرني أكثر تلك الشخصيات التي تلمع ذكاء ليس أمام صفحات الكتب ولكن في العلاقات البشرية، والتي تمتلك سرعة بديهة وبراعة خارقة في حل المشاكل ومواجهة العقبات والصعوبات، وفوق كل هذا تتصف بمهارة فهم الذات وفهم الآخر. تظهر تعاطفًا ولطفًا، وتدرك معنى الإنسانية قبل أن أن تدرك ما تعنيه الكلمة "أنا".
أميل للنوع الثاني أكثر من الأول، فهؤلاء الذين يمكنك أن تسندهم ويساندوك وتشعر معهم ويشعرون معك. هؤلاء الذين مهما ارتفع مقامهم وعلا شأنهم ومهما نجحوا وحققوا من إنجازات تبقى لهم تلك القلوب البيضاء والفكر البسيط والروح المتواضعة.
لا يعرفون النرجسية ولا يستمتعون بالتفوق على الآخرين ولا يسعون للاستحواذ على المنصب أو المركز، ولا يسعون لجذب الأنظار ولا ينظرون بفوقية. لا يقللون من قيمة الآخر ولا يرفعون من قيمتهم. مع هؤلاء يمكنك أن تستمتع بلمعانهم وتفوقهم وتصفق لهم وهم سيسندوك ويصفقون لك ومعك، فالحياة معهم تتلخص في "نحن" وليس "أنا".
ما أجمل هؤلاء! وما أروع أن أسعى أن أكون واحدة منهم! ونلتقي أنا وأنتِ وأنتِ هناك!
Add caption |
تعليقات
إرسال تعليق