أنا أتكلّم… هل تسمعني؟



أستمع لتلك الصرخة التي من حولي، صرخة طفل، ومراهق، وشاب يافع، وحتى كبير السن أسمعه يصرخ…. في صرختهم تلك يقولون: "اسمعني". فمع أن لكل الناس آذان للسمع إلا أنهم ربما لا يسمعون ما يقوله الآخرون، وإن سمعوا فربما لا يستمعون أو يصغون، أو ربما يفسّرون ما يسمعونه كما يريدون، أو يفهمونه من وجهة نظرهم وليس من وجهة نظر القائل.

كثرت مشاكل الناس وكثرت المشاكل بين الناس، والكثير من تلك المشاكل سببها أن الناس لا تسمع الناس. لذا علينا أن نسمع ونتعلّم كيف نسمع، نسمع الناس من كل الأعمار والشخصيات، نسمع ونتجرّد من ذواتنا. نسمع ونضع أنفسنا مكان من نسمع لهم، نسمع والأهم أن نستمع ونصغي باهتمام.

قال أحدهم: "أعلم أنك تصدّق أنك فهمت ما تعتقد أني قلته، لكني غير متأكّد من أنك أدركت أن ما سمعته أنت مختلف عما قلته أنا."


ما هو الاستماع؟

الاستماع هو مسؤولية مشتركة بين المتكلّم والمستمع. وهو الذي يجعل للكلام قيمة، فما قيمة الكلام إن لم يوجد من يستمع له. 


8 نصائح للاستماع:
  • تجنب التشتيت: يتحدّث الناس بسرعة تصل إلى 125 كلمة في الدقيقة، إلا أن قدرة المخ في الاستماع هي 800 كلمة في الدقيقة. لذا فإنه من الطبيعي أن يجول الفكر أثناء الحديث. الاستماع فعل إرادي لا يحدث بالصدفة، فنحن نستمع للآخرين لأننا نريد ذلك.
  • تجنب الإجابة بردود متسرعة.
  • تجنب الأفكار المسبقة مثل إحساسك بأن الموضوع ممل أو أن زوجتك متأثرة برأي والدتها، فالاستماع يحتاج إلى أن تتعلم الصمت. فالكتاب المقدس يقول: كن سريعًا في الاستماع بطيئًا في التكلّم.
  • لا تحضّر الإجابات وأنت تستمع، ولا تنشغل بما تود أن تقوله وكيف ستقوله.
  • لا تستمع استماع تصيّد الأخطاء.
  • لا تمنع الآخر من الحديث عن نفسه.
  • انسَ نفسك وعش مع الشخص الذي أمامك، وضع نفسك مكان من يتحدّث إليك.
  • استمع ليس إلى الكلام فقط بل إلى الكلام غير المحكي والمشاعر.
  • افهم كلمات الآخر كما تخرج من كيانه وليس كما تودّ أن تفهمها.
فوائد الاستماع:

الاستماع هو هدية تقدّمها للآخر، وهدية يسعى الجميع للحصول عليها في كل يوم.

  • يجعل الآخرين يشعرون بأهميتهم.
  • يساعد في التنفيس عن المشاعر القوية.
  • يساعد المتكلم في المزيد من الحديث والمزيد من المشاركة.
  • يساعد الإنسان في اكتشاف نفسه، حيث يمكنك أن تكون أداة تعبير للآخرين من خلال منحهم فرصة ليعبّروا عن أنفسهم.
  • يوفر الوقت لأنه يساعد في حل المشاكل ويمنع سوء الفهم.
  • يساعد في الترابط بين الناس.
قالت: وجدت من يسمعني ويفهم مشاعري، وجدت من يسمعني بقلبه وفكره. فكنت أمامه كالشرنقة التي تتحول إلى فراشة وتطير سعيدة.

رأيت في صمته آذانًا صاغية، فخرج الكلام مني متدفقًا، وبدأ الحديث سمفونية نعزفها نحن الاثنان.




Add caption

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع