المرونة النفسية
أنا أعيش فأنا أواجه معاناة. ليس هذه عبارة هدفها التسبّب في إزعاجك أو رغبة بتجرّعك بعض السلبية والسوداوية. إنما هي حقيقة علينا أن ندركها.
نتساءل في كثير من الأحيان لماذا الصعوبات؟ لماذا المشاكل؟ لماذا التحديات؟ وفي بعض الأحيان نزداد تساؤلاً قائلين: لماذا أنا؟
لا تقلق يوجد إجابة: إنها الحياة، الصعوبات والمشاكل والتحدّيات هي جزء من الحياة، فما دمنا في الحياة، فلا بد من وجود هذه الصعوبات والتحدّيات.
هناك صعوبات نواجهها نحن وتتعلّق بنا وحدنا، سواء كانت مرض أو عجز أو ضعف أو مشكلة خاصة، وهناك تلك المتعلّقة بالآخرين من حولنا سواء تسبّبوا هم بها أم نحن من تسبّبنا بها، وأخرى بسبب البيئة التي تحيط بنا التي قد تفاجئنا بأمراض أو كوارث طبيعية أو صعوبات وتحديات بيئية.
أنت لست المقصود والأمر ليس شخصيًا موجّهًا ضدك، ولست أنت الضحية. لا تلعب هذا الدور ولا تشعر بالرثاء من نحو نفسك. اعلم أنك في حياة ناقصة، حياة المعاناة والألم والمشاكل حتمية فيها. تأتي عليك وعلى غيرك. تلقي بك وتلتقي أنت بها.
واقع…. اقبله
ما عليك إلا أن تقبل ذلك الواقع، وتلك الحقيقة بأن المعاناة هي جزء من البشرية، وتتخلّى عن سؤال الضحية: لماذا أنا؟
واعلم أنك ربما ستلقي في بحر عميق وما عليك إلا أن تحاول أن لا تغرق وتستمر بالسباحة، لا يفيدك سؤال: كيف وقعت؟ لماذا كل هذا الماء؟ ركّز على السباحة، قاوم الغرق، واطرح تلك الأسئلة بعيدًا، فما هي إلا أن تأخذ من طاقتك التي تحتاجها للسباحة والنجاة.
تركيز… وجّهه
اعرف أن توجّه اهتماماتك أين تضع تركيزك. فهناك أمور لا يمكن تغييرها وأمور من الممكن تغييرها. فما عليك إلا أن تتقبل ما لا يمكن تغييره وتسعى جاهدًا لتغيير ما يمكن تغييره. وفي وسط هذا تحتاج أن تركز تفكيرك على ما هو إيجابي بحيث توجّه عيونك باحثًا عن قوس قزح المنشور في السماء، وتغض نظرك عن ما هو سلبي.
ابحث عن ما يجعلك تشعر بالامتنان، وعدّد بركات حياتك كل يوم، وتغنّى بالأمور الجيّدة التي في حياتك، هناك الكثير، إن لم تجد، أقولها لك ببساطة: خذ نفسًا! هذا النفس من أبسط النعم والبركات.
تقييم… هل ما أعمله مفيدًا أم مؤذيًا؟
امسك زمام الأمور، وقيّم ما تعمل، إن كان مفيدًا لك فاستمر، وإن كان غير مفيد فتوقّف عنه.
قد تجد نفسك في مكان وموقف لا خيار لك، وفي ظرف أنت مرغم عليه، قد تجد في حياتك معاناة.
تعيش فلا بد أن تعاني، ولكن هناك ما يدعوك للامتنان، فترى الإيجابي والمشرق وتنسى السلبي.. وبهذا تكون بحال أفضل.
تعليقات
إرسال تعليق