رسائل تحذيرية

احذر طحن الماء 

في كثير من الأحيان نبدو فيما نعمله وكأننا نطحن الماء. نبذل الجهد الكبير الذي تظهره قطرات عرقنا، ونتعب، ونجاهد ونكافح ونذرف دموع الإرهاق، ولكن يبقى الماء ماء، ولا تزال الطاحونة تدور غير مدركة أن جهدها جهد مهدور، أن المطحون لم ولن يطحَن، والطاحن أخطأ فيما حاول أن يطحن. 

فاحذر طحن الماء، واعلم أين توجد الحبوب التي تحتاج إلى طحن، وهناك دع قطرات التعب تنزل ودموع الإرهاق تذرَف. 

احذر اللوم 

اللوم وسيلة دفاع نستخدمها كثيرًا في حياتنا، نلقي اللوم على الظروف، الطقس. ما قاله فلان، وما صدر عن علنتان. نلوم كل شيء وأي شيء. نلوم أي شخص، نلوم البعض، وأحيانًا نلوم الجميع. نلوم من حولنا، والبعيدين عنا، نلوم ظروفنا وظروفهم، نلوم ونلوم إلا أنفسنا. 

نظن أننا بلومنا لغيرنا نتمكّن من إعلان براءة أنفسنا وإظهار صلاحنا وصدقنا. فما اللوم إلا حجة واهية، وما اللوم إلا وسيلة فاشلة ومحاولة لم تنجح للتهرب من المسؤولية والتخلي عن الواجبات والهروب من المطلوب. 

احذر اللوم وإن لمت فلا تلم إلا نفسك لتغدو شخصًا أفضل وتتحرّر من كل ما يعيقك من تحقيق حلمك. 

احذر النظر في عيونها 

في عيونها ترى توقعًا، انتظاراًا لكلمة ما، للمسة ما، لمبادرة ما، وفي عيونه رأت انشغالًا، انشغالًا بعمل، بصفقة، بأصدقاء، بمشغوليات. 

حاول أن يبعد عيونه عنها كي لا تكشفه، فهي ذكية، وكل حواء ذكية في قراءة لغة العيون، يمكنها بسهولة وبنظرة خاطفة أن تعلم ماذا هناك، وإن لم تعلم تمامًا فقد يكون عندها بعض الاحتمالات والتي واحد منها على الأغلب صحيح. 

أما هي فحاولت أن تنظر في عيونه كي يقرأ ما تقول، فهناك في عيونها الكثير من الكلام. أما هو فمسكين يجهل لغة العيون، لم يتعلّمها ولا يعلم إن كان يدرك ولو القليل منها. نظرت إليه مجدّدًا نظرات أخرى وهو ابتسم وهزّ رأسه، ظننته تجاهلاً فحزنت، رأى حزنها ولم يفهم، فابتسم وهزّ رأسه وتابع مسيرته وما بها من انشغالات، أما هي فما زالت عيونها تنظر في عيونه، وهو ما زال يبتسم ويهز رأسه. 

هو لا يعرف لغة العيون وهي فائقة الاحتراف بتلك اللغة. 

لكنها نطقت، تكلّمت وقالت وسكبت كل شيء، وما كان أمامه إلا أن يستمع وينظر في عيونها. فكلماتها شرحتها نظراتها، ففهم وطار الانشغال من عيونه، فابتسم وهز رأسه ونظر في عيونها، ولم يكن أمامه أن يهرب هذه المرة، فإن تمكّنت عيونه أن تهرب فأذناه موجودتان. التقت العيون واستمعت القلوب فهزت رأسها. هذه المرة هي ابتسمت. 

احذر أن تقّرر عني 

حقّي أن أقرّر، حقّي أن لا يقرّر أحدهم عني فيما يخصّني، حقي أن أرتب جدولي ومواعيدي، حقي أن أقرر أولوياتي، وأعترف جليًا بقيمي. 

ليس من حقّك أن تقرّر عني، وكأنك تضعني جانبًا كما تضع كتابًا على الرف، ليس من حقك أن تعيش كما تريد ما دمت جزءًا من هذه الحياة التي أنت وأنا نحياها. أنا هنا، أنا موجودة! 

ليس من حقك أن تشرب القهوة وترحل، فأنا رفيقة القهوة، ولي معها أحاديث، من حقي أن أشرب القهوة معك ونرحل معًا. فنحن رفقاء الدرب، والدرب دربنا نحن. 

yellow and black sharpie pen

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع