الفرحة بالشارع الرئيسي

في قيادة السيارات، هناك نوعان من الناس: النوع الأول هو من يعرف الطرق بدقة متناهية، فهي مرسومة في ذهنه، يتخيّلها ويتوقّعها، ويتمكّن من معرفتها بسهولة حتى لو كان يرتادها للمرة الأولى، والنوع الآخر هو الذي يرتاد تلك الطرق عدّة مرات ولكنه في كل مرّة يحتاج أن يفكّر ويركّز وربما يخطىء قليلًا. 

أنا من النوع الثاني، فالسواقة بالنسبة لي فرصة للتفكير، وقت للسرحان، وقت للراحة والاستجمام، أحيانًا أعتقد أن السيارة هي التي تقودني أكثر مما أنا أقودها. ولكن للـGPS في هذه الأيام أقدّم الشكر الجزيل، فقد ساعدني في توفير الكثير من الوقت والوقود كذلك. ولكنه ما يزال في بعض الأحيان يعاني معي عندما يعود لعمل إعادة توجيه الطريق. 

في لحظات البحث عن الطريق المختصرة والتي بها "أتشاطر" في كثير من الأحيان، اختصارًا للوقت أو تجنّبًا للأزمة أو فقط لمجرّد الفضول واستكشاف الطرق. أجد نفسي في شوارع صغيرة، ضيقة، غريبة، مكتظة، وأحيانًا مسدودة، أعود وأرجع في محاولة لربط الطرق والاتجاهات في ذهني مستخدمة الرياضيات والفيزياء التي تعلّمتها منذ أيام المدرسة. والفرحة لا تسعني عندما أجد نفسي أمام شارع رئيسي، عندها أعرف أنني لست تائهة ولا ضائعة، وأن هناك مخرج ووسيلة للوصول. 


أفرح فرحة كبيرة، عندما أكون في تيهان الشوارع الضيقة المزدحمة المسدودة، أفرح عندما أجد نفسي أمام شارع رئيسي.

gray road between grass field at daytime

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل بطاريتك مشحونة؟ جزء 1

همّ البنات للممات

عالسريع