المشاركات

عرض المشاركات من 2013

هيا نتلاقى

صورة
في كثير من الأحيان نتناقش ونصل في نقاشنا إلى طريق مسدود، هو يريد الذهاب شرقًا وهي تريد الذهاب غربًا، هو يريد النعم وآخر يريد اللا، هي تريد السلام وتلك مستعدة لإعلان الحرب. هكذا تنتهي النقاشات ونصل إلى طريق مسدود. أما عندما نفكّر خارج الصندوق ونضع أنفسنا مكان الآخر وننظر إلى الصورة الكلية وعندما نتسلّح بالشفافية والمرونة فإننا نصل إلى نقطة الالتقاء، إلى طريق يجمعنا معًا ليس في اتفاق تام ولكن في طريق يمكننا معه العمل معًا والنقاش والحديث مجدّدًا. 

الشخابيط

صورة
في بعض الأحيان أحتاج أن أشخبط تلك الشخابيط قبل أن أبدأ بالكتابة، الشخابيط التي تدخلني في عالم الكلمات والحروف، عالم المشاعر والأحاسيس الصادقة، العالم الذي فيه تكون على حقيقتك، العالم الذي لا تحتاج إلى قناع كي يقبلك الآخر، أو إلى عرض إمكانياتك المادية أو العلمية كي تجد لك مكانًا في الزحام مع بني البشر الذين ينظرون لأنفسهم كعظماء. تلك الشخابيط تنقلني إلى الكلمات التي تقول الحقيقية، العبارات التي تصف الواقع، والفقرات التي لا تخجل في أن تعلن الحق..... وماذا أقول أنا إنسانة، أستمتع بالرمل الذي يلامس أطراف أصابعي على الشط الواسع، وأفرح في كل مرة أجد صدفة جميلة أو حجرة ملونة. أضحك لنكتة قد تبدو سخيفة، وأتذكّرها مرة أخرى فقط لأضحك مجدّدًا. أحب الورود البرية والفراشات والعشب الأخضر قبل أن تلفحه الشمس الحارقة. أحب الاستماع لأحاديث الأطفال، ولسواليف الشيوخ الكبار، فمع الصغار أجد البراءة والنظرات المتفائلة للحياة، ومع الكبار أجد الحكمة والمنظور الواقعي للحياة. وأستمتع في كل يوم أن أعود وأشخبط سعيًا لاكتشاف جديد ينعش بداية يومي. 

ازدحام

صورة
إنه ليس ازدحامًا في إحدى شوارع عمّان، مع أننا نواجهه كل يوم، إنما هو ازدحام في أفكاري، فكرة تسير في اتجاه وتقابلها أخرى من الجانب الآخر، تلتقيان وتقف فكرة أخرى من جهة جانبية، تعلو الأصوات. أعلن الحاجة إلى الهدوء، فتصمت جميعًا، وأسمع موسيقى هادئة وأحياناً أسمع الصمت، فما أجمل صوت الصمت في مثل هذه الحالات! ويعود الازدحام مجدّداً لمجرد أنني قرّرت أنني بحاجة إلى بعض العصف الذهني للبحث عن البدائل، يبدو أنه ليس مجرد عصفًا إنما هي عاصفة ذهنية. بدأت أشعر بصداع. فقرّرت الهدوء. فسكنت الأفكار وبدأ السير في ذهني هادئًا منظمًا. وهنا بدأ الملل، الجمود، لم يعد للإبداع مكانًا فيما أعمله. فعلمت عندها أنه لا بد من الازدحام. فالازدحام في ذهني إنما هو دليل على حياة فعّالة تجري هناك، وأني سأجني قريبًا ما هو جديد. فأهلاً بالازدحام! 

على ناصية بيتي وعلى الناصية الأخرى

صورة
أراه في كل صباح. مهما خرجت باكرًا من منزلي، فهو هناك قبلي. يقف ويشتم رائحة الكعك الساخن، يشكر الله على هذه النعمة، يستمتع ببعض الدفء الخارج منه، ينتظر زبائنه المعتادين، ويأمل ببعض الجدد منهم. يرحّب بهم وينظر إليهم بابتسامة مع "صحتين" متأملاً أن يكون هذا الطعام قوة لهم في هذا اليوم الجديد، يضع نقوده القليلة ويشكر الله على النعمة، ومع الزعتر يقدّم لزبونه المعتاد "طبشة البيّاع" أي القليل الإضافي تعبيرًا عن كرمه. وهناك على الناصية الأخرى، لم أره ولكنني رأيت الكثيرين العاملين عنده بل وله ولخدمته، لم أزره ولكنني شممت رائحة أمواله النتنة، سمعت تذمره على كل صغيرة وكبيرة، سمعت عن حساباته البنكية واستثماراته ومدى الرفاهية التي عاش ويعيش بها، وكذلك سمعت صراخ العاملين معه، رأيت تعبهم مقابل القليل، سمعت عن حقوقهم المهدورة. رأيته يدفع أجور العاملين عنده، وهو يتألم مع كل قرش يخرج من جيبه! وما زال يحاول بشتى الطرق أن يزيد من حساباته البنكية واستثماراته ومع كل استثمار يكون هناك ضحايا ومتضرّرون. وما زال ذاك على الناصية الأخرى يستمتع ببعض الدفء الخارج من كعكه الساخن.  

فصول حياتي

صورة
  يأتي فصل ويرحل معه آخر، تتساقط الأوراق ثم تنبت من جديد، تبتل الأرض ثم تجف وتحرقها حرارة الشمس المرتفعة، تكتسي الأرض ببساط أخضر ثم تصبح جرداء فارغة. وما بين فصل وآخر نجد أننا نعيش معه ونستمتع بكافة تفاصيله، عالمين أنها ستنتهي كلّها وسيأتي فصل آخر بتفاصيل أخرى جديدة. قد نحنّ لتلك القديمة وقد نجد صعوبة في تقبل والتأقلم مع الجديدة، ولكنه واقع نقبله ونعجز أن نتواجه معه بالرفض. نقبله ونتأقلم معه ونحاول أن نستمتع بلحظاته. هكذا هي فصول حياتي، منها فصول جرداء خاوية وأخرى مبهجة مفرحة وأخرى مبشّرة بالخير..... فصل يتبعه آخر، مع كل فصل شيء جديد أتعلّمه وتحدّ جديد أواجهه ومخاوف وأحلام وطموحات والكثير الكثير. إنها فصول حياتي التي أخطّ البعض منها في صفحات كتاباتي.   

أعيش اليوم في انتظار الغد

صورة
ليست هذه حكمة، ولا مقولة، ولا شعار، إنما واقع حال الكثير منّا. نعيش اليوم في انتظار الغد. نذهب إلى العمل كل يوم منتظرين عطلة نهاية الأسبوع، ونبدأ يوم العمل منتظرين نهايته، نخرج من المنزل منتظرين العودة إليه، ونجلس في منازلنا منتظرين الخروج في إجازة، وفي الإجازة ننتظر إنجاز ما يجب علينا إنجازه، ندرس منتظرين الوظيفة، ونتوظف منتظرين العمل الخاص، نحصل على عمل خاص منتظرين المزيد من الدخل، نحصل على الكثير من المال فننشغل في استثماره، نستثمر فننشغل في المزيد من النجاح والثروة..... نخرج من دوامة لندخل في دوامة أخرى. نفقد متعة اللحظة، نفقد متعة العلاقات مع غيرنا. نستيقظ فجأة وكأننا كنا في سبات، فنجد التجاعيد والشعر الأبيض والتعب الجسدي، نجد الأولاد قد كبروا، والعش قد أوشك على أن يخلو.... كل هذا وما زلنا بانتظار الغد.

على فنجان قهوة مع نفسي

صورة
نجري من بداية اليوم، نركض من مهمّة إلى أخرى، نقفز من أمر واجب إنجازه لآخر، نجيب على مكالمات هاتفية لا تنتهي، نعيش في دوامة من التواصل والاتصال مع الجميع، بعمق أو بسطحية، فترات طويلة أو قصيرة، بانتظام أو على فترات متباعدة. كل هذا إنما يجعلنا نشعر في النهاية أننا نعيش في دوّامة. ينتهي اليوم ونغط في نوم عميق، ونستيقظ مرة أخرى في دوامة مشغوليتنا. تمر الأيام وأحيانًا السنوات، ونكتشف أن كل ما حولنا قد تغيّر، تعرّفنا عليه، تلامسنا معه، وكل مَن حولنا قد تغيّروا، تعرّفنا عليهم تلامسنا معهم، على درجات متفاوتة من العمق والتكرار. ولكننا وسط تلك الدوامة نسينا أن نتقابل مع أنفسنا، نكتشف أن ما زال في داخلنا ذلك الطفل الصغير الذي يحزن لأنه أوقع البوظة، والذي يشعر بالغيرة من أخيه الصغير، والذي يخاف من الحشرات، والذي ما زال يفتقد للأمان، نكبر ويكبر كل ما حولنا، وذلك الطفل الصغير ما زال في داخلنا. أفلا ندعو أنفسنا على فنجان من القهوة، ونتقابل معها لنعرفها أكثر، لتكبر وتنضج وتتغيّر، لتواجه الحياة كما يجب! 

الثابت والمتغيّر

صورة
أدركنا تلك المفاهيم في الرياضيات وقمنا بحلّ العديد من المسائل السهلة والمعقدة، وكانت نتائج العلامات النهائية إنما هي الدليل على ذلك. أما في الحياة، فقد أغفلنا تلك المفاهيم، ظننا أن الحياة ثابتة لا تتغيّر. الصحة يجب أن تدوم، والجديد يجب أن يبقى جديدًا، والعلاقات يجب أن تبقى كما هي. نقف متأملين الحياة ونظن أننا المسيطرون، أننا المتحكّمون، أننا صنّاع القرار. كل هذه إنما ينقلنا من ألم إلى ألم آخر أقوى منه، من خيبة أمل إلى أخرى. ليست هناك من ثابت، فالكرة التي تحوينا جميعًا نحن البشر ليست ثابتة في مكانها، تدور حول نفسها، تدور حول الشمس، كل ما فيها يتغّير، ونحن كذلك نتغيّر، فلنقبل هذا التغيير ولنتعرّف على الثابت الذي لا يتغيّر كي نتحرّر من كل تلك الآلامات والإحباطات وخيبات الأمل.   

عندما نعمل معًا

صورة
في كثير من الأحيان يكون عمل فريق معًا هي المهمّة الأصعب. وتكون هي العملية التي تواجه الكثير من التحدّيات والصعوبات والمشاكل. ولكنها رغم ذلك تبقى الطريقة الأفضل والأكثر فعالية لإنجاز الأمور، فعدّة أشخاص معًا أفضل من واحد وحده، العمل يكون أغنى وأمتن وأقوى، والأشخاص معًا يكونون أكثر تفاعلاً وانسجامًا وتعلّمًا من بعضهم البعض. لكي تتمكّن من أن تعمل مع الآخرين بانسجام، اعلم أن العالم لا يتمحور حولك، وأنك هناك يمكن أن تؤثر في الآخرين وتتغيّر وتتعلّم ممن هم حولك، واعلم أنك بحاجة لمهارات تواصل كي تتمكّن من فهم الآخرين والتعامل معهم وتقليل الصراع الذي هو أمر لا بد من تواجده في العلاقات، تحتاج أن تتعلّم أنه حتى الصراعات يمكنها أن تقرّب الآخرين من بعض وتجعلهم في انسجام وتواصل أفضل. 

شذراتي

صورة
· عندما أرى شعور الآخرين بالامتنان فإننى أرى معه أملاً جديداً بحياة أفضل. · أحب الليل عندما ترافقي أحلامه الجميلة. · كم هو رائع أن تحاط بأشخاص حكماء. · هناك من يعيشون من أجل الأموات وهناك من يعيشون وكأنهم أموات. · العمل في فريق تحدّ كبير، قد يقودك لعلاقات تدوم أو لخلافات ليس لها لزوم. · أنظر إلى إمكانيات ومواهب وقدرات الآخرين من حولي.  وأقول: بالفعل الحياة غير عادلة. وأقول: الرجل المناسب ليس في المكان المناسب. وأقول: الرجل المناسب في المكان غير المناسب. وأقول: الفرص تجري خلف البعض، ويجرى خلفها البعض الآخر فتهرب منهم.

الفرح ترياق الشيخوخة

صورة
تمضي أوقات قليلة فقط منذ آخر مرّة التقيت بهم، ولكنني أصاب بدهشة كبيرة من التغيير السريع الذي جرى، ومع القليل من الأحاديث أكتشف السبب: إنه حزن عميق في القلب. يبدو لي أن الحزن يكسر القلب، ويسحق الروح، ليس ذلك فقط ولكن يبدو أنه يزيد من التجاعيد ويضعف العظام والعضلات. تُفاجئنا الحياة بمفاجآت غير سارّة، وتدفعنا نحو أمور غير متوقعة، وتلقي علينا بسهام المصاعب والمتاعب، تُفقدنا أعزاء وتحرمنا مما نحب. المرض، الموت، الخسارة، العلاقات المحطمة، الانفصال،..... الكثير والكثير، ولكل منا البعض أو الكثير منها. أما هناك على الجانب الآخر فإنني أرى المتفائلين، المبتسمين، المقبلين على الحياة...... وأشعر وكأن فرحهم هذا ترياق للشيخوخة.  

احذر أن تحبس نفسك داخل نفسك

صورة
لا تحصر نفسك في دوامة ما يقلقك، وما يخيفك، وما يشغل بالك. ولا تظن أن السعادة هناك في الخارج، ولا تحصر فكرك فقط في أعماقك، ولا تجعل مشاعرك تتحرّك فقط لما يختصّ بك. كل هذا إنما يحبسك في داخل نفسك. إنه نوع من السجن الذي لا يمكنك أن تخرج منه بسهولة، لا يمكنك التحرّر منه. وكلّما مضى الوقت فإن الحصول على إفراج يصبح أكثر صعوبة. لذا ابدأ الآن، انطلق، تحرّر، اشعر بالامتنان، بادر بالعطاء، قل لا للسلبية، رحّب بالإيجابية في حياتك، استمتع باللحظة، عبّر عن مشاعرك، ارفع عيونك نحو خالقك، كن شاكرًا في كل حين. 

مع الأطفال ومع الشيوخ

صورة
نميل لقضاء الوقت مع مَن هم من عمرنا، مع أصدقائنا وزملائنا وجيراننا، نشعر إنهم يفهموننا ونفهمهم، ليس ذلك فقط بل نشعر بالراحة معهم ونشعر إننا نسمع ما نحبّ أن نسمعه منهم. ولكن إن حصرنا علاقاتنا مع هؤلاء فقط، فإننا نخسر جزءًا هامًا من المتعة والفائدة التي نجنيها في علاقاتنا. فإن أردت نوعًا ممتعًا مثيرًا من العلاقات فادعُ الأطفال والشيوخ إلى دائرة معارفك. فمع الأطفال تجد العفوية والبراءة والمتعة والاستمتاع، معهم تبدو الحياة بحال أفضل، ومعهم تبدو أنت مستمتعًا ومتحمسًا. أما مع الشيوخ فتجد الحكمة والهدوء والصبر والاحتمال، ترى التغيير على مدى السنين ومنهم يمكنك تعلّم الكثير. اغتنم الفرصة واستمع لهم واقض وقتًا معهم. ولا تستهن بالشيب الذي يعلو شعرهم والتجاعيد التي تغزو بشرتهم.  اقض وقتاً مع الشيوخ، ولا تنسَ كذلك أن تقضي وقتًا مع الأطفال. فمع الأطفال المتعة والحماس، ومع الشيوخ الحكمة والسكون. 

إخفاء الحق مغناطيس للإشاعات

صورة
نميل في كثير من الأحيان لإخفاء الحقيقة، ربما خوفًا من المواجهة، أو رغبة في المحافظة على صورة ما أمام الناس، أو عدم الرغبة في الكشف عن الذات أمام الآخرين. نظن أننا في حال أفضل، نعتقد أنا نحمي أنفسنا، ولكننا نكتشف فيما بعد أن هذا إنما يضعنا في دائرة، في دوامة يصعب الخروج منها. فعدم الوضوح، وغياب الحقيقة، والضبابية كلها إنما تعمل كمغناطيس للإشاعات وكحافز لمن يبتكرونها ويتسّلون في توليفها ونشرها وتوزيعها. لذا، لا تقل إلا الحق، ولا شيء إلا الحق، لا تغطّيه ولا تحاول إخفاءه، واعلم أن الصراحة والشفافية هي جوهر العلاقات الصحيحة. اجذب الإشاعات بعيدًا عنك بالصدق وعدم إخفاء الحق.  

ما بين الدافعية والاستسلام

صورة
أتساءل لماذا في كثير من الأحيان ننطلق بحماس لإنجاز الأمور العالقة، ونندفع لتحقيق أحلامنا، ونسعى بجد لإتمام الأمور الواجب إنجازها. ولكننا في أحيان أخرى نستسلم لحالة من الجمود والكسل والفشل واللا إنجاز.... فلماذا في حالات لا نرى العقبات والصعوبات بل نرى ما نريد تحقيقه والوصول له، وفي أحيان أخرى نرى العقبات نصب عيوننا ونتجاهل وننسى أحلامنا وطموحاتنا. ولماذا في أحيان لا نرى إلا الغيوم الملبدة في السماء، وفي أحيان أخرى نرى الشمس خلف الغيوم. إننا نتذبذب بين حالة من الدافعية وحالة من الاستسلام، فماذا نفعل كي لا نصل إلى حالة الانحدار هذه؟ -        تعامل مع نفسك برفق، حدّد أهدافًا معقولة، وكافىء نفسك على تحقيقها. -        اقض وقتًا مع الأشخاص الذين تعتبرهم مصدر إلهام لك، حارب من أجل قضاء هذا الوقت معهم. لا تجعل الحياة تأسرك في برنامجها وتنسيك أولئك المميزين في حياتك. -          ابدأ بالأمور البسيطة، واصعد السلّم خطوة خطوة، لا تحاول القفز سريعًا، بل تأنّى واعمل في هدوء. لا تجهد نفسك في العمل بل اجهد نفسك في التفكير والتخطيط قبل البدء بالعمل، وليكن عملك بذكاء وليس مجرد عمل بجد واجتهاد.  

جميلة أمام المرآة؟

صورة
وقفت تتزيّن أمام المرآة لساعات، انتقت ألوان ملابسها بعناية، اختارت ارتفاعًا مناسبًا لحذائها، رفعت شعرها وسرّحته بما يتلاءم مع ملامح وجهها، أضافت بعض الخطوط الملونة على عيونها وشفتيها لتكتمل أناقتها. قامت بهذا كل يوم، وليس فقط مع بداية اليوم ولكنها أجرت بعض التغييرات وقامت ببعض التحديثات في تسريحة شعرها ومكياجها خلال اليوم بما يتلاءم مع المكان والزمان والأشخاص في اللقاء. كان ذلك هو ما تقوم به ولسنوات عديدة، وقد أصبح جزءًا اعتياديًا في حياتها، أمرًا مفروغًا منه. ولكنّها في كل مرّة كان يراودها ذلك السؤال: هل أنا جميلة؟ مع كل قطعة كانت تشتريها أو تختارها من دولاب ملابسها، ومع حذاء تلبسه، ومع كل تسريحة ومع كل موضة جديدة تضيفها إلى أناقتها ينشغل بالها بكيف تكون جميلة، وأكثر جمالًا بل والأجمل. وقبل أن تنطلق كانت تقف أمام مرآتها، وتحصل على التأييد منها، تهز رأسها راضية وتنطلق. ولكنها نسيت أن ما يراه الناس ليس هو ما تراه هي في مرآتها، الناس يرون كلماتها، اهتمامها، ردود أفعالها، مواقفها، تصرّفاتها، كل هذا إنما هو يغلّف جمالها بغلاف آخر، فإما أن يظهره فاتنًا جذابًا أو يظهره منّفرًا متكّبرًا.

الضغوطات التي تجعلنا خلّاقين أكثر

صورة
نواجه صعوبات، ضغوطات، مشاكل، وإن أردنا أن نكون أكثر إيجابية فلنسمّيها تحدّيات. كل هذه إنما تجعلنا خلّاقين ومبدعين أكثر. فمع التحدّيات تحدث عملية ما في أذهاننا تدفعنا للمزيد من التأمل، والبحث عن البدائل، والتفكير خارج الصندوق، والتخلّص من النمطية والروتين الذي اعتدنا عليه. كما ويحدث تغيير ما في مشاعرنا لنكون أكثر إيجابية وتفاؤل وليكون لدينا أمل متجدّد بمستقبل أفضل. كما وتشتد عضلاتنا وتزداد قوتنا الجسدية لإنجاز المزيد وتحقيق ما كنا نصنفه من المستحيل. كل هذا إنما يحدث عندما نثق إننا لسنا وحدنا، وأن هناك من يعتني بنا، ويهتم لأمرنا. كل هذا إنما يحدث إن قرّرنا أن نعيش اليوم ولا نخشى الغد ولا نندم على أمس. كل هذا إنما يحدث إن سرنا للأمام دون أن ننظر إلى الخلف.  

الضحك الذي يتعالى

صورة
نستمتع بأن نضحك، نضحك ثم نضحك أكثر على صوت ضحكنا. نبحث عن فيلم كوميدي، ونسترجع بعض النكات، ونجلس مع أشخاص "خفيفي دم" فقط لكي نضحك، وقد سمعت مؤخًرا أنه تم تأسيس مكان ما يأتي إليه الناس فقط للضحك. يقولون أنه يريح الإنسان ويقلل التوتر ويخفف من المتاعب والأمراض، يحرّك العضلات ويحسّن التنفس ويقلّل من علامات الشيخوخة. فلماذا نستمتع بالكشرة لدرجة أنها أصبحت علامة تجارية تميّزنا؟ ولماذا نخشى الضحك قائلين "الله يستر" لدرجة أننا نتشائم من كثرة الضحك ظانين أنه مكروهًا ما في طريقه إلينا؟ لماذا لا نمرّن عضلات وجوهنا، ونفك التجاعيد من جبيننا، ونستمتع ببعض المرح فلا ضرر منه، فالحياة صعبة وقاسية والظروف والمشاكل حولنا فلماذا نزيدها قساوة على أنفسنا؟ ابدأ بابتسامة ولا تتردّد في أن تضحك واسمح لنفسك ببعض القهقهة.  

ابحث عمّا يلهمك

صورة
بعد أن حضر حفلًا موسيقيًا كبيرًا، عاد إلى آلته في حماس، حماس جديد ورغبة في التقدّم والتطوّر وتقديم ما هو جديد. بعد أن قرأت آخر كتاب لكاتبتها المحببة إلى قلبها، عادت إلى مدوّنتها بحماس وفكر جديد، كلمات تنعش قلوب قرائها المتابعين لها. بعد أن ذهبت لزيارة صديقتها وتناولت عندها أشهى الحلويات، عادت إلى مطبخها بوصفات جديدة وأنواع مختلفة على المائدة، والتي جرّبها أفراد العائلة بشهية واستمتاع. بعد أن تحدّثت معه وهما يحتسيان القهوة، عاد إلى من تقابلهم بأحاديث فيها أبعاد جديدة، أحاديث تتسم بالتفهم والاستماع القلبي. كل منا ما يلهمه، ما يدفعه بحماس جديد. ابحث عمّا يلهمك في هذا اليوم، ربما كتاب أو مقطوعة موسيقية أو كوب من القهوة مع أحد الأصدقاء أو مسيرة بين الحقول أو تأمل للغروب أو فيلم من أحد الأفلام..... واعمل بما يمليه عليك شغف قلبك. أتمنى أن ما تقرأه الآن يلهمك بما هو جديد. فإلى الأمام نحو مسيرة النجاح في رحلة الدرب الطويل.

الطريق إلى...

صورة
قالت وهي بالكاد تمشي، أمي كانت تتمتع بصحّة أفضل مني في مثل عمري، كانت تنجز أصعب المهمّات وقاومت أشدّ الصعوبات. قالت بعد أن أنجبت طفلها الثالث، وهي في قمة التعب، أمي أنجبت ستة أطفال وكانت تقوم في اليوم التالي بكل نشاط. قال: كان أبي وعمّي في وفاق واتفاق، مشاركة واشتراك، ما لأبي لعمي وما لعمي لأبي. قال: كنا في اتفاق مع الجيران، لم نختلف على فاتورة أو بسبب مشاكل بين الأولاد. قالت: كنا نأكل الطعام الصحي اللذيذ، ولم تكن نفاياتنا بهذا القدر الكبير. قال: كنا نلعب ونجري ونضحك وتتسخ ملابسنا بالتراب.... كنا نعرف بعضنا بعضًا، نتنافس في حفظ أرقام هواتف وأعياد ميلاد الأصدقاء، كنا نتبادل الطوابع والعملات، كنا نتحدّث نختلف ونتصالح، ننظر في عيون الناس ونحن نكلّمهم، كنا ننتظر ونطيل الانتظار لنحصل على ما هو جديد. والآن فعلى الطريق إلى التعب والإجهاد مع الكثير من التسهيلات والمساعدات، الألم والمرض مع الكثير من التطورات الطبية والأدوية والعلاجات، الخلافات والنزاعات رغم الوفرة والخيرات، الانفصال والعزلة والوحدة رغم الكثير من وسائل التواصل والاتصالات، الملل والحزن رغم الكثير من الترفيه والمس

في ماضيهم مستقبلك

صورة
ربما فوّتت فرصة ذهبية لتحصيل شهادة جامعية عليا، بمنحة في بلد أجنبي، في وقت لم يجرؤ أحد على أن يفكّر أو حتى يحلم بها.... لأن هذا تزامن مع تكوّنك في داخل رحمها، فأنت كان لك الأولوية الأولى في ذلك الوقت، قدومك للحياة كان الهدف والمهمّة. ربما تنازلت عن وظيفة مرموقة، لأن ذلك كان يعني ترك أطفال في منزل مع أحد أفراد العائلة أو مع جليسة أطفال لا يمكن الوثوق بإمكانياتها بشكل كامل. أخذت القرار الصعب واختارت الخيار الأصعب. ربما قالت "لا" لبعض الأنشطة الترفيهية أو التعليمية أو الثقافية، كل هذا لأن هناك نداء أقوى، أهم، أولوية بالنسبة لها، أنت. ربما لا تعلم ما هو الماضي، ولكن عليك أن تدرك أن في ذلك الماضي مستقبلك. ربما لو لم تفوّت تلك الفرصة، لانحدر مستواك الأكاديمي، وكنت في مكان آخر غير ما أنت عليه الآن. وربما لو لم تتنازل، لنزل راتبك الذي تحصّله الآن لانخفاض مؤهلاتك. وربما لو قالت نعم، لقلت أنت "نعم" لكثير من الأمور التي كان من الممكن أن تجعل مستقبلك أحلك. فاعلم أن في ماضيهم مستقبلك، فارفع تحية للماضي وقل لهم شكرًا على المستقبل.  

ليس كل ما يلمع ذهبًا

صورة
تذكّرني هذه العبارة في كل مرّة أتحدّث مع أحدهم! فوراء كبرياء ذاك وعجرفته وظنه أن العالم يتمحور حوله وأنه هناك على الكرة الأرضية متربعًا وحده، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. ووراء انتقاداته المتكرّرة وكلامه السلبي وهجومه على الآخرين بلا سبب، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. ووراء رغبتها المتكرّرة في السيطرة وإتمام الأمور بحسب طريقتها فقط واعتمادها على ذاتها المبالغ به، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. ووراء خجله وعدم مشاركته في الحديث ووراء انسحابه واعتذاره المتكرّر بدون سبب، هناك ألم ما، هناك في الداخل في الأعماق. فلا تحكم حسب الظاهر "فليس كل ما يلمع ذهبًا." استمع بقلبك قبل أن تستمع بشفتيك، فالقلب ينطق ما تعجز الشفتين عن النطق به. 

اجتماعي افتراضي

صورة
لطيفة، لا تفارقها الابتسامة، عندما تتكلّم تخلق شعورًا طيبًا حولها، في لحظات تبني صداقة، وبعد بضعة لقاءات تجدها تحتسي القهوة مع إحدى الصديقات، حياتها مليئة بالدعوات واللقاءات وعلى هاتفها تستقبل العديد من الاتصالات. هي اجتماعية، تسمتع لفلان وتهنيء فلانة، مشغولة بالآخرين، ودائمًا تجد لهم الوقت، لديها الكثير من الأمور غير المنجزة لأنها تستمتع بقضاء وقت مع غيرها، هي تخشى الوحدة ولا تستمتع بالبقاء بدون حوار وكلام وحديث مع الأصدقاء وحتى الغرباء. وهناك على الجانب الآخر، لطيفة نشيطة، ترحّب بالجميع وتبدي إعجابها بالكل، وتعبر عن رأيها وتتفاعل مع ما يقوله الآخرون، تتابع أخبار الجميع وتعبّر عن فرحتها ومحبتها لهم، بقوة وجرأة وحماس وعاطفة جياشة.... أما الفرق بين هذه وتلك، هذه اجتماعية في عالم حقيقي، وتلك في عالم افتراضي. عالم من السهل السيطرة عليه، تشعر بالأمان في العلاقات فيه لأنك تنتقي من ترغب في تعميق العلاقة، وتتجنب من يزعجك أو لا يروق لك. عالم مريح فأنت تختار متى تتواصل ومتى تسكت، ومتى تجيب ومتى تمتنع عن الإجابة، يمكنك التجاوب السريع أو المماطلة والتأجيل. تشعر بالراحة فالأمور تحت سيطرتك. أن

يا "فاشل" ويا "سكّرة"

صورة
سمعها عدّة مرات "أنت فاشل"، فكان الفشل يلاحقه في كل ما يعمل. وقيل لها: "يا ريتك كنتي ولد، هو احنا ناقصنا بنات" فكرهت أنوثتها، وحقدت على الرجال، وعاشت في تمرّد مدى أعوام. قيل له: "نكد أبوك طالع فيك" فعاش في نكد، ونكّد على زوجته وأولاده في المستقبل. أما تلك فقيل لها: "يا سكّرة" فكبرت جميلة وخلّفت أبناء غاية في الجمال، كلامها كالسكر، وعيونها كالسكر، وتجلس معها فتشعر أن الحياة حلوة. وهو قيل له: "بطل، ما أشطرك" فعاش حياته كالبطل، بطل في حياة زوجته وبطل لأبنائه، لا يخشى الفشل فهو البطل. عزيزي، عزيزتي... ما تقوله لأبنائك يغدو في حياتهم معياراً يسلكون بحسبه، وخلفية لتصرفاتهم وأعمارهم. فاملأ جعبتهم بالتشجيع والكلام اللطيف، ركّز على نقاط قوتهم وقم بإبرازها، انظر لهم بأمل، وانتق كلامك بعناية فالكلام ليس مجرد موجات صوتية تطير في الهواء إنما هي سهام تخترق القلب وتبقى قابعة في التفكير. 

مواقفنا تصبغ حياة أبنائنا

صورة
سمعتها تتحدّث بحماس، تهتم بمن حولها وتقدّم لهم الطعام، صغيرة لم يتجاوز عمرها السبع سنوات..... وأخرى محبطة لا تقو على الكلام، تنتقد كل ما حولها بكلام أقوى من السهام..... لم أعلم لما هذا الفرق ولكن عندما تعرّفت على والديهما، حصلت على بعض الفهم والاستنتاج. لا أقصد هنا تعميم، وصورة نمطية بأن الأولاد هم نسخة من الآباء, ولكن ما شعرت به أن مواقف الآباء تصبغ حياة الأبناء وتظهر جليًا في سلوكياتهم. فالطفل الذي غمره الحنان، ينبع حناناً لمن حوله من الأصدقاء، ويتعامل بلطف مع الكبار والصغار، أما الطفل الذي رضع الانتقاد والسلبية مع الحليب فسيغدو شاباً "لا يعجبه العجب". فأحيانًا نبذل جهودًا في تربية أبنائنا، ونقرأ كتبًا، ونحضر دورات، و..... نستفيد منها بالطبع ونحصل على بعض الدعم والأفكار الجديدة. ولكن الأهم فوق كل هذا هو أن نكون نحن كآباء صورة ومثال حي، ونجعل مواقفنا الإيجابية هي التي تصبغ حياة أطفالنا. 

همّ البنات للممات

صورة
لم أدرك أنني همّ، هل أنا همّ لأنني وصلت إلى هذه الحياة، هل أنا همّ لمجرد أني فتاة، أنثى، امرأة؟ همّ على من؟ همّ على أهلي؟ همّ على زوجي؟ همّ على أبنائي؟ همّ على المجتمع؟ آه كم هو مؤلم أن ينظّر لي هكذا! أن أختصَر كلّي بجملتي إلى صفة واحدة! "لو كان عنّا كمان بنت زيك"، "لو في زيك عشرة في الصف"،...... جمل سمعتها في بيتي والمدرسة، كلمات أشعرتني أنني مقبولة، محبوبة، مرحّب بي في هذا العالم الشاسع الواسع، وأنني موجودة.  لكن في المقابل تدمع عيني، ويتألم قلبي عندما...... بكت أمها لحظة ولادتها وقيل لزوجها: الله يعينك أبو البنات ويعوّض عليك بالصبي، ظنت أن المهمة قد تنتهي مع الطفل الخامس، ولكن مع البنت الخامسة لا بد من حمل من جديد وتجربة إلى أن يأتي الصبي. قرّر الأب نقل البنت إلى مدرسة أخرى "أرخص" كي يستثمر المال في دراسة "ابنه الذكر" الجامعية. زوجوها وعمرها 16 سنة، ودعا الجميع لأخواتها بالنصيب، رفعت الأم رأسها للسماء وشكرت الله لأن "همّ" واحد في حياتها "انزاح". قال لها: "اقعدي في الدار أحسنلك، ما في عنا نسوان تشتغل"

زوجي صديقي

صورة
هذا ما تحلم به كل فتاة، زوج صديق، زوج تشارك قلبها معه. زوج تضحك أمامه وتقهقه، أمامه تكون "هي" على طبيعتها دون تصنّع، تحكي له دون   أن تخشى سوء فهمه، ودون أن تتوقّع حكمه عليها، لا تفكّر بأنه سيعاتبها أو يحاسبها على ما قالته في المستقبل، ولن يحفظ كلماتها في سجل محاسبته الخاصة، هو الصديق الذي يحب ويقبل بلا شروط. معه تنسى الماضي وكل ما به من جروح ومتاعب ومصاعب، فمعه تعلم أن هناك مستقبل، ولأن الله هو الذي جمعهما، فلا بد أنه مستقبل أفضل. لا تخشى ملاحقة الماضي فمعه لا تنظر إلا إلى الأمام فهما معًا يسيران الدرب، الدرب الطويل الذي لا يخشيان ما به من عثرات وسقطات لأنه هو من جمعهما. معه تعيش اللحظة ومتعتها، وهي تعلم أن اللحظة التي تأتي لا تعود مرّة أخرى، هي تعلم أن الحياة معه مختلفة، فهما معًا حتى يفرق بينهما الموت. فلحظات مسك الأيدي ونظرات العيون وكلمات الغزل ولهفة اللقاء، ولحظات الوقوف أمام المدعويين والزفة والزغرودة، ولحظات تجهيزات البيت الجديد، ولحظات خلافات العروسين، ولحظات الحياة فقط كاثنين، ولحظات الحمل وانتفاخ البطن، ولحظات عدم النوم مع المولود الصغير، ولحظات تعزيل البيت

على عجلة من أمري

صورة
أريد أن أكتب، أسطر سطرًا واحدًا فقط،  فأنا كالجائع الذي يريد التهام لقمة سريعة من مائدة شهية، فهو على عجلة من أمره، هو يريد اللحاق بالحافلة، هو يريد الوصول إلى وجهته بالسرعة والوقت اللازم. وأنا كذلك، تغرقني المسؤوليات الكثيرة، وتخنقني المشاريع العديدة، تبعدني عن شغف قلبي. أنتظر ذلك اليوم الذي فيه أجلس معك أنت وحدك يا قلمي لنسطر سطورًا طويلة لكل متألم بائس، فيها نقدّم له كلمة تشجيع، شفاء، دفعة وحماس للأمام، ونكتب عبارات قصيرة يأخذها القارىء كما يأخذ الطالب ساندويشته ليتناولها وقت الاستراحة. إلى أن يأتي ذلك اليوم سأسطر معك يا عزيزي سطوري القليلة. 

المشاكل التي لا تنتهي

صورة
من منا لا يواجه المشاكل؟ إنها جزء من الحياة، وهي في بعض الأحيان كظل يلاحقنا أو مثل فكرة تحوم في رأسنا. تتنوع المشاكل وتأخذ أشكاًلا متعدّدة، منها ما هي داخلية، في أعماق نفوسنا، في فكرنا، بينننا وبين ذاتنا. وأخرى في علاقاتنا مع الآخرين، سوء فهم، غياب التواصل، سلوكيات لها تأثير مدمّر، وهناك مشاكل مرتبطة بحياتنا الروحية وأسئلتنا عن معنى الوجود وحقيقة من نحن وماذا نعمل. وتأتي المشاكل كذلك مع القرارات، فهناك قرارات تسبب لنا المشاكل لأنها قرارات خاطئة، أو لأنها صائبة ولكنها لم تلق الاستحسان من الآخرين. وسيطول الحديث كثيرًا  إن أردنا تعداد كل ما نواجه من مشاكل. هي هنا موجودة معنا وفينا، ترافقنا وتقلق راحتنا، تدفعنا للمزيد من التفكير، تقودنا لاتخاذ خطوات عملية، تجعلنا ننضج، تجعلنا أفضل، تغيّرنا وتغيّر من حولنا، تزيد من حدود الإبداع في فكرنا، وتخرجنا في كثير من الأحيان من الصوامع التي نحبس أنفسنا فيها. لذا فإنني أتلذذ بتسمية المشاكل بالتحدّيات، فأشعر مع كلمة "مشكلة" بثقل في صدري، وأشعر برغبة في نفس عميق، أما مع "التحدّيات" فأشعر بحماس، بسلسلة من الأمور الواجب عملها. أش

مائدة شهية

صورة
الشوربة ثم السلطة فالطبق الرئيس ومن ثم الحلويات، هكذا كانا يتناولا الطعام معًا، بعض الورود والشموع أضافت جوًا لطيفًا على لقائهما. بعض الأحاديث اللطيفة الهادئة، والتعليقات والتي تخللها بعض اللحظات من الصمت. جودة الطعام ودرجة حرارته وتعليقات أخرى كانت مواضيع جانبية. كان تناول الطعام بالنسبة لهما لحظات من المتعة، وقضاء الوقت، ولحظات من الهدوء والاسترخاء. هناك على الطاولة المقابلة لهما صحن فيه تشكيلة من الفواكه والخضار والحلوى والخبز والفطائر واللحم، حاول ترتيبها كي لا تختلط معًا، ولكن أثناء تناوله الطعام بدت المهمة صعبة بعض الشيء فكان هناك بعض نقاط التقاء الطعام معًا والتي حاول تجنبها كي لا يفسد استمتاعه بتلك الوجبة الغنية المتنوعة. دخلت تلك النحيلة للغاية، وضعت في صحنها بعض الخضار، موزة، وكوبًا من الماء. جلست واستغرقت وقتًا يعادل وقت الآخر الذي ملأ صحنه لثلاث مرات، وأطفاله الصغار يختارون ما يريدون، يستكشفون الطعم ليجدوا ما هو حار، وما لم يحبونه، وما هو شهي للغاية. وهناك في الخارج اكتفى آخر بكوب من العصير الطبيعي، وأمامه زوجته التي تجلس على كرسي متحرّك وفي صحنها بعض الخضار المسلوقة، رب