رسالة إلى رجل شرقيّ
رامي، عزيزي، مرّت سنوات عديدة ولكنّ ذكرياتها ما زالت محفورة في فكري وقلبي. ما زلت أتذكّر اليوم الذي انتقلنا فيه إلى بلدتكم وسكنّا بالقرب من منزلكم. سمعت أنك الابن الوحيد، وسمعت عن أبيك وأمك أبو رامي وأم رامي، وكم كنت محبوبًا على قلبيهما، وما جعلني أتحمّس للانتقال عندما علمت أن لديك أخوات ستة منهن مَن أعمارهن قريبة من عمري. كنتَ أنتَ الأصغر فينا جميعًا. وما زالت أتذكّر ضحكة أمي عندما سألتها: "كيف وحيد؟ عنده ست أخوات؟" كنت الصغير المدلّل المحبوب محور الاهتمام للجميع. كم كانت طفولتي مميّزة بسبب كوننا جيرانًا! لم أشعر أنب طفلة وحيدة فكان لي أخوات عدّة، وهنّ أخواتك. تعلّمت الكثير منهنّ، وبشكل أخص نشاطهن في الأعمال المنزلية. حتى والدتي التي نشأت في بلاد الغربة كان يُدهشها المهارات التي تعلمتها بسبب عائلتك، فرأتني أقوم بلفّ ورق العنب وأحشو الكوسا وأنظف السجّاد وغيرها الكثير. ليس ذلك فقط ولكنّني كنت أقدّم لوالدي كوب الشاي وأقول له: "اجلس لا تتحرّك، أنت ملك البيت!" هكذا كما كانت أمّك وأخواتك تقولان لك. كنت في أعماقي "أحسدك" على هذا الدلال، ولكنّني أُسكِت هذا ال