المشاركات

عرض المشاركات من 2022

رسالة إلى رجل شرقيّ

صورة
  رامي، عزيزي، مرّت سنوات عديدة ولكنّ ذكرياتها ما زالت محفورة في فكري وقلبي. ما زلت أتذكّر اليوم الذي انتقلنا فيه إلى بلدتكم وسكنّا بالقرب من منزلكم. سمعت أنك الابن الوحيد، وسمعت عن أبيك وأمك أبو رامي وأم رامي، وكم كنت محبوبًا على قلبيهما، وما جعلني أتحمّس للانتقال عندما علمت أن لديك أخوات ستة منهن مَن أعمارهن قريبة من عمري. كنتَ أنتَ الأصغر فينا جميعًا. وما زالت أتذكّر ضحكة أمي عندما سألتها: "كيف وحيد؟ عنده ست أخوات؟" كنت الصغير المدلّل المحبوب محور الاهتمام للجميع. كم كانت طفولتي مميّزة بسبب كوننا جيرانًا! لم أشعر أنب طفلة وحيدة فكان لي أخوات عدّة، وهنّ أخواتك. تعلّمت الكثير منهنّ، وبشكل أخص نشاطهن في الأعمال المنزلية. حتى والدتي التي نشأت في بلاد الغربة كان يُدهشها المهارات التي تعلمتها بسبب عائلتك، فرأتني أقوم بلفّ ورق العنب وأحشو الكوسا وأنظف السجّاد وغيرها الكثير. ليس ذلك فقط ولكنّني كنت أقدّم لوالدي كوب الشاي وأقول له: "اجلس لا تتحرّك، أنت ملك البيت!" هكذا كما كانت أمّك وأخواتك تقولان لك. كنت في أعماقي "أحسدك" على هذا الدلال، ولكنّني أُسكِت هذا ال

تبدّل

صورة
  هالمرة رح أكتب بطريقة مختلفة، رح أكتب زي ما بحكي. رح أكتب غير عن العادة، فعادة بكتب بلغة عربية بدافع شغفي وحبّي للغتي، وانطلاقًا من رسالتي في الحياة إنه أقدّم للعالم من قلبي وبقلمي محتوى عربي. رح أحكيلكم عن رحلة حلوة مشيتها، وهالرحلة بدأت في أصعب وقت مرّ عالبشرية، حظر الكورونا. الوقت اللي عشنا ساعات طويلة على الزوم، ومن ضمن هالساعات بالنسبة الي كانت ساعة في لقاء مع ثنك بارتر. أول ما سمعت كلمة بارتر، عقلي ترجمها للعربي بالمقايضة. وهيك رجع فيّ الزمن لأيام المدرسة لما حكولنا كيف كان الناس في القديم بستخدموا مبدأ المقايضة، فالشخص اللي عنده قمح كان ببدّله عند الشخص اللي بربّي جاج، واللي عنده جاج لما يحتاج جلود أو أقمشة ممكن يبدّلها من عند التاجر. وهيك الكلّ بحصل على اللي بحتاجه، والكل بنفّق بضاعته زي ما بنحكا.  عجبتني الفكرة كتير، وحسّيت إنه بقدر أقدّم أكتر من أي وقت تاني، وبقدر أتعامل مع عدد أكبر من الناس، وبقدر أوصل لعملاء أكثر. انضميت لثنك بارتر، وانضمت أفكاري لفكرهم، وهدفي لهدفهم وصرنا بنشتغل مع بعض، كل واحد بهمّه مصلحة التاني، هم مبسوطين ييجيني شغل وأنا مبسوطة إنه أستفيد منهم وأفيدهم

بكفّي تدافع

صورة
في المدرسة: "ابني يا مس مش فاهم الدرس."  ابنك اللي ما بنتبه. في السوبرماركت: "خبطت بالباب مش مبيّن إنه باب."  الشباب ركبوه غلط هون.   في لجنة الحي الاجتماعية: "يا ريت لو تزيدوا الأنشطة الرياضية في الحيّ."  أكثر من هيك أنشطة، هذا أفضل حيّ في هذا المجال .   نواجه كلّ يوم مثل هذه الحوارات، وبالمقابل تنهال علينا بل ترتشق في وجوهنا مثل تلك الإجابات بل وأكثر. ردود فعل وإجابات مثل هذه أصبحت أمرًا معتادًا بل وكما يُقال "تريندينج"، وقد واجهت وأواجه الكثير منها، وبالأخص مع ذلك العشق الكبير بيني وبين صندوق الاقتراحات، وعقليتي تلك التي دائمًا تفكّر بالتطوير والتحسين والبحث عن طرق توفير الوقت والجهد، وشغفي بالإنتاجية أو ما يُقال عنها البرودكتيفيتي. لذا فقد أسميتها "متلازمة الدفاعية".  بدأت مؤخّرًا أفكر كثيرًا في الموضوع، وبالأخص عندما لاحظت أن الأمر شائع كثيرًا. وهنا سأقوم بتحليل الأسباب والتعمّق في تلك المتلازمة.  تسود هذه المتلازمة العلاقات بكافة أنواعها وبيئاتها فقد تكون ضمن الأسرة أو بين الأصدقاء أو في بيئة العمل أو بين الأهل والمدرسة وغيرها.  ي

لولا جارتي كان فقعت مرارتي

صورة
من ذكرياتي الجميلة، تلك اللقاءات التي كانت تجمعني مع مجموعة من الأمهات ممن كان لدينا أطفال من عمر ما قبل المدرسة. شهدنا معًا أوقاتًا مليئة بالضحك والكثير من الدموع، ومشاركة أنات القلوب والمواقف المضحكة، احتفلنا بالنجاح في خلع الحفاظ وناقشنا معًا أفضل الكتب التي تقدّم نصائح في التربة. ومنّا من كان لديها بعض الأسرار في اختصار وقت الطبخ وجمع الألعاب، وكانت تلك الأفكار البسيطة لنا كمركب نجاة وسط غمرة المسؤوليات.  ومن ذكرياتي الأخرى، تلك الأوقات التي كنت أقضيها في السيارة مع صديقتي، لا أعلم لماذا كانت السيارة هي مكاننا المفضّل، فحتى لو ذهبنا إلى مطعم أو مقهي فكانت السيارة تأخذ النصيب الأكبر من الوقت. تلك اللحظات من المشاركات القلبية والضحك والدموع كانت منعشة للغاية.  ومن ذكرياتي كذلك في سنوات الكورونا وتلك الأوقات التي كنت أسير بها مع صديقة لي لاستنشاق الهواء وممارسة بعض الرياضة أو لشراء بعض الحاجيات الخفيفة من المحلات المجاورة. تلك الأوقات كانت منعشة وبالأخص وسط الضغوطات ومحدّدات الحركة والانتقال بسبب انتشار الوباء. كل تلك اللقاءات وغيرها مما أذكر أو لا أتذكّر كانت مثل نفس عميق مريح أو ماء

زي اللي رقصت عالسلم لا ياللي فوق سمعوها ولا اللي تحت شافوها

صورة
  هذا المثل يذكّرني بقصة لشخص كان يعيش على حدود بلدتين وكل بلدة كان لها لون محدد، أما هو فقد احتار أي لون يختار، فقرّر أن يلبس البنطال بلون بلد والقميص بلون البلد الأخرى. وفي أحد الأيام حدثت حرب بين البلدتين، فصديقنا هذا شعر بالأمان والارتياح فهو صديق للبلدتين. ولكنّ توقعاته خابت. فالبلد الأولى رأت لون قميصه وبدأت بالتصويب عليه، أما البلد الثانية فرأت بنطاله وبدأ بالتصويب عليه كذلك. وهكذا غدا مهاجَم لا في أمان.  هكذا نحن ففي كثير من الأحيان لا يكون لنا موقف ثابت، ولا قرار محدّد، فنعرج بين فرقتين. نتلوّن حسب الموقف، ونقدّم الرأي المناسب لمن هو أمامنا، ونغيّر هذا الرأي في موقف آخر ليتناسب هناك. هذا إنما يجعلنا مهمشين ويضعنا في زاوية الحاضرين الغائبين، أي الموجودين لكن بلا تأثير.  فكيف لا نرقص على السلم، فنغدو لا مع القمة ولا في القاع! قد نظن أن خير الأمور الوسط، ونبحث عن الاتجاه المحايد. لكن قد نصل لمرحلة فيها نفقد من نحن، وننسى ما هي مهمتنا ورسالتنا في الأرض.   فلنكن أشخاصًا واضحين عارفين اتجاهنا، وفاهمين ومدركين أفكارنا ومشاعرنا، فلا نعرج بين فرقتين، ولا نرقص على السلم، بل نعرف من نحن،

تحدّي جمع الريش

صورة
قال الرجل لصديقه وفي يده سلّة من الريش الملوّن: احمل هذه السلّة وضع ريشة على باب كل بيت من بيوت القرية. انطلق الرجل وجرى بين بيوت القرية واضعًا ريشة ملوّنة أمام كل باب. جاء المساء فدعا الرجل صديقه مرّة أخرى، وقال له: اذهب واجمع القشّ مرّة أخرى.  كيف يمكنه عمل ذلك! فقد هبّت عاصفة قوية، جعلت الريش يتناثر في اتجاهات عدّة. كما أن البيوت متباعدة والريش كثير العدد.  تلك هي قصّة رمزية لما يجري معنا ربمّا كل يوم. فعندما نتحدّث عن شخص أمام شخص آخر، وينقل الشخص الآخر كلامنا لآخر ومنه لآخرين، يغدو الكلام كالريش المتطاير الذي لا تعرف مصدره ومن أين أتى وإلى أين يتجّه. بينما ينتقل الكلام إلى العقول وينغرس في القلوب، فإنه يمرّ في مراحل من التحوّر والتطوّر والتشكيل التي ربما تجعله قضية أو مشكلة ومعضلة تحتاج إلى حلّ. ليس ذلك فقط فبينما ينتقل الكلام فإنه يغيّر في منظور الأشخاص من نحو غيرهم من الأشخاص، فتبنى الحواجز، وتتغيّر ديناميكية العلاقات. وفي أحيان كثيرة تذوب الدوافع النقية في دوامة النميمة فيغدو الشخص متهمًا في قفص الاتهام، كما ويتحوّل أصدقاؤه وزملاؤه وأحباؤه إلى مناهضين له.   يُقال أن "الاغت

عمية بتحفف لمجنونة، وطرشة على الباب بتتنصت.

صورة
هذا المثل يصف امرأة تعمل على تزيين امرأة مجنونة، وامرأة أخرى فاقدة لحاسة السمع أي طرشاء تحاول أن تتنصت على الباب وتستمع إلى الأحاديث.  إنه مثل مضحك للغاية، ولو تمكّنت من تخيّله ستشعر بروح الفكاهة فيه. ولكنّه واقع. فماذا يعني؟  إنه يعني أن العمياء لا ترى فكيف تعمل في تزيين امرأة أخرى، ليس ذلك فقط بل هي تزيّن امرأة مجنونة أي غير مؤهلة لاستقبال ما يقدّم لها. أما المرأة الثالثة فهي لا تسمع فكيف لها أن تحاول أن تتنصت!  هكذا حالنا نحن البشر، نقحم أنفسنا في أمور لا نفقه بها. فعند الحديث عن الأمراض تجدنا كالطبيب المحترف، وعندما يأخذ الحديث مجرى الاستثمار نصبح من خبراء الاستثمار، وإن شاركت إحداهن مشكلة زوجية تجدنا نعمل كعمل المشيرين، أما في أمور التربية فلو كان لنا طفل صغير تجدنا نفقه في أمور المراهقين ومشاكل الأنساب والأحفاد.  أما إن رأينا أحدهم يواجه مشكلة، نعتقد بل يبدو أننا متأكّدون أن الحلّ لدينا. وإن واجهنا سوء تفاهم نقدّم كل الحلول ونبتكر كل التحليلات المنطقية، فنحن أصحاب المعرفة التي لا مثيل لها.  فكي لا أكون مثل تلك العمياء التي تحفف وتلك الطرشاء التي تتنصت، أحتاج أن:  أسأل لأعرف أكثر.

ذم الواحد مدح الآخر، ومدح الواحد ذم الآخر

صورة
هل تشعر بالغيرة عندما ينال أحدهم المديح أو عندما نرى الأنوار مسلّطة والأنظار موجّهة نحو شخص ما؟ هل هذا يجعلك تشعر أنك أقلّ منه، أو أنك فاشل، أو أن الحياة ليست عادلة معك؟  هل تسعى لذمّ غيرك أو تسليط الضوء على نقائصه وضعفاته أو التنقيب عن أخطائه أو ربما التقليل من قيمة إنجازاته؟ هل تشعر بأن هذه الطريقة تجعلك تشعر أنك أهم وأفضل، أو أنك قد تفوّقت على الآخرين؟  كثيرًا ما نشعر بمثل هذه المشاعر، أو نفكّر هذه الأفكار. ليس ذلك فقط ولكن التربية ونظرة المجتمع والأحاديث الاجتماعية العادية تعزّز هذه المفاهيم. المقارنة تقتل، المقارنة تدمّر. اعلم أنه إن نجحت فأنت ناجح بنفسك ولنفسك، ونجاحك له معيار ومقياس أنت تضعه، نجاحك ليس حسب معايير الآخرين ولا حسب نظرة المجتمع. وهكذا إن فشلت. إن أردت أن تستخدم المقارنة، فقارن نفسك اليوم مع الأمس، وقارن ما عملته اليوم مع ما ستعمله في الغد.  لكل منا رحلة نجاح خاصة فلنسيرها بثبات، ولنقاوم سم المقارنة الذي يفسد نكهة نجاحنا. 

نظارات جديدة

صورة
حتى من لا تتمتّع بالجمال، حتى تلك البدينة وصاحبة الشعر المنكوش والأنف الكبير أو العيون الغائرة في وجهها، قادرة أن تجذب الانتباه. قادرة أن تلفت انتباه الآخرين لها. هي قادرة أن ترقص على أنغام الموسيقى وتغني أغنية بصوتها الحنون. الأمر متاح لها أن تجلس أمام البحر وتستمتع بمنظر الغروب، والمسرح جاهز لاستقبالها كي تلقي بعض أبيات الشعر أو تقود حفلًا موسيقيًا أو تقرأ أسماء الخريجين لاستلام شهاداتهم.  لماذا عندما نختار، نختار الجميلات، ونبحث عن الأجساد الممشوقة، والعيون الجذابة؟ هل هذا هو ما يهمّنا؟ أليس للبدينات أو لمتوسطات الجمال نصيبًا معنا؟ ما المعايير التي نختار بها؟ هل الجمال وشكل الجسم هو المعيار الأول والوحيد والأخير؟  أتمنّى لو بإمكاني أن أنظر للآخرين بطريقة مجرّدة دون مراعاة الانتباه للشكل أو الطول أو الوزن أو ملامح الجسم، أتمنّى لو أن هناك فلترًا يمكّننا من رؤية حقيقة الأشخاص وصفاتهم وشخصياتهم. أعلم أن مثل هذا الأمر غير متاح وغير ممكن، ولكن ما هو ممكن أن نتخلّص من تلك الأفكار والأحكام المسبقة والمعايير التي وضعناها لقبول الآخرين. ولننظر إلى أن كل من نقابل كإنسان، ولنقبله ونحترمه كإنسا

الناس تتغيّر

صورة
  هكذا أسميتها الحقيقة الذهبية، ذهبية لأنها ثمينة تلخّص الواقع، مع أنها مرّة قاسية ومحزنة. تلك الحقيقة التي تقول: الناس تتغيّر.  كم من أشخاص عرفناهم وقضينا معهم أجمل الأوقات، ومَن شاركنا وتشاركنا معهم الحياة، ولكنّهم اعتلوا منصبًا أو ارتفعت أرصدتهم في البنوك أو تزينوا بالألماس، فتغيّروا. نعم، الناس تتغيّر!   كم من صداقات استثمرنا فيها الكثير، ووضعنا فيها القلب والفكر، ولكنّ مع مرور الأيام وتغيّر الظروف وبالأخص مع تشابك علاقات أخرى وانحسار علاقات وارتفاع مستوى أخرى، حدث التغيير، فنعم، الناس تتغيّر! وكم من شراكات وأعمال وأنشطة مشتركة جمعتنا مع أشخاص ولكن مع تغيّر الظروف، واختلاف الأماكن والأنشطة، نجد تلك الحقيقة المرّة الذهبية وهي أن الناس تتغيّر!  وكم من أصحاب أعمال ومبادرات وأنشطة كانوا مصدر تشجيع لنا، وقدوة ومثال. ولكن لمعان المال وجمال الشهرة والسلطة جعلنا نرى فيهم تلك الحقيقة جلية وهي، نعم، الناس تتغيّر!   نحن كذلك نتغيّر وفي تغييرنا علينا أن نسعى نحو ما يرفعنا نحو الأعلى ونتجنّب ما يجذبنا للأسفل. نحتاج أن نجد ما يلهمنا ويشجّعنا ونضع جانبًا ما يفسد صفاء حياتنا.  فإن كانت "الناس

عيون الحب

صورة
  عندما ننظر إلى العالم من خلال الحبّ، نراه جميلاً.  عندما نرى الآخرين بعيون الحبّ، يكونون في عيوننا أجمل.  عندما يغمرنا الحبّ، فسنغمر العالم ومن في العالم بمنظور الجمال وعيون الحبّ.  عندما أعمل ما أعمل بدافع الحبّ، وعندما يكون ما أفعله معجونًا بالحب فإنني أكون في وفاق مع نفسي، وفي تواصل أفضل مع الآخرين، وأكثر قربًا من إلهي.  الحبّ قادر أن يظهر على شكل عمل على أرض الواقع.  الحبّ هو حالة قلبية تعبّر عمّا فيّ، وهي أهم مما أنا فيه أو ما يحدث من حولي.

طب الطنجرة على تمها بتطلع البنت لأمّها

صورة
  في طفولتي كانت تزعجني فكرة ترتيب السرير يوميًا! فما الفائدة من ذلك ما دمنا سننام على ذلك السرير ليلًا! كما وكنت أحاول بشتّى الطرق التهرّب من هذه المهمة! ومع طبيعة والدتي المنظمة، وبالأخص أنها كانت تعمل كممرضة، فقد كانت مهمة ترتيب السرير هامة جدًا، ليس ترتيب السرير بشكل عادي ولكن بتلك الطريقة المتّبعة في المستشفيات. فقد كانت أمي تقفز لنا وتسأل: "شدّيتو الشرشف"! وبالطبع كنّا في كثير من الأحيان نعتبر هذا غير مهم فما دام هناك غطاء فوق تلك الملاءة فلماذا نشدّها! كانت المعايير عالية في ترتيب السرير بشكل خاص. وها قد مرّت السنوات بعد زواجي، وما زلت أحاول التمرّد وترك السرير غير مرتّب، ولكنّني أفشل في كل مرّة، وإن كان زوجي أو ابني هما من يرتّبا الأسرة فيجداني أقفز لأتأكّد أن الشرشف مشدود. ما زلت في كل مرّة أضحك وأتذكّر المثل الذي يقول: طبّ الطنجرة على ثمها بتطلع البنت لأمّها.  في أعماقي، وفي أعماق حتى زوجي وابني أمنية أن أكون "طالعة لأمي"، فأمي:  * لا تعرف الأحقاد، ولا تقدر إلا على الغفران، قلبها كبير يتسّع الكثيرين. المحبة شعارنا وكل ما تعمل معجون بالمحبة بدءًا من ترتيب ا

مقالي رقم 130 في مدونة حياة عيلتنا للسنة السابعة على التوالي

صورة
https://ourfamilylife.net/2022/06/%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8/

هيك الطُلبة ولا بلاش - جاهة العريس لطلب العروس

صورة
  بدأ بقوله: خير الكلام ما قلّ ودلّ. نعم فأبي قليل الكلام ولكنّه إن تكلّم فكلماته قوية. عبارة واحدة تكفي لإنهاء جدال طويل، وجملة قصيرة تكفي لإضحاكنا جميعًا سقوطًا على الأرض، وأحيانًا تأتي كلماته كالسيف لمن أخطأ وخرج عن التقاليد العائلية والقيم الأخلاقية وتقدير الآخرين وخاصة أنه معروف كونه كبير العائلة والشيخ الذي بالنسبة له: الغلط غلط والصح صح.  ثم اقتبس من أغنية نغنّيها في الأعراس والمناسبات، وكان اختياره موفّقًا. فهي تلك الأغنية "عيناكم نسايبنا، الصايبكم صايبنا". كم هي عميقة تلك العبارات! فهي بدأت ببناء جسر قوي بين العائلتين، فنحن لسنا بعد عائلتين نتنافس من هو الأفضل أو نشير لأخطاء الآخرين ولكننا فريق واحد فما يصيبكم هو يصيبنا وكأننا أعضاء في نفس الجسم.  وعندما طلب العروس قال: صاحب الوديعة جاي يأخذ وديعته. إنها قمة الرومانسية، فالعروس للعريس منذ القدم، وهي معدّة له وهو معدّ لها. هي أمانة عند أهلها إلى أن يأتي الحبيب ليستعيد ما له. أه ما أجمل هذا الحب!  ليس حب العريس لعروسه فقط ولكن حب العائلة واحتواؤها للعروس حيث قال: عروستنا وهي بنتنا.  لو كنت أب أو أم العروس فتلك الكلمات

عبارات عابرة

صورة
  الجيّد والسيء:  أنظر حولي أجد أمورًا جيّدة، بركات، خيرات، هذه جعلتني أشعر بالسعادة.  وهناك أمور سيئة حدثت، أنظر لتلك، ومنها أجد أنني تعلّمت الكثير من الدروس. القيم وقيمي:  ما هي قيمي؟ إنها الأمور الأساسية التي تشكّل حياتي، وتقود قراراتي، ليس ذلك فقط ولكنّها تؤثر في كيف أنفق مالي وأين أستثمر وقتي وجهدي. قيمي أنا هي البساطة والتأثير والتعاطف والعلاقة المقرّبة والعمل الجاد والتعلّم والمسؤولية والدعم والإنجاز والإنتاجية.  العرق والدم:  كلما بذلت الكثير من الجهد ونزل عرقك في زرع السلام وبناء العلاقات، سيكون بالمقابل دماء نازفة أقل في معارك الصراعات والخلافات.  الوقت والمال:  الوقت ثمين، ولكنّه لا يثمّن بالمال. في الوقت الذي فيه نثمّن الوقت بالمال فإننا نغدو أقل سعادة وأكثر جشعًا.  كذبة وحقيقة:  الكذبة الكبيرة التي نصدّقها أحياناً هي "ليس لديّ الوقت" ولكن الحقيقة هناك وقت، ولكن الأمر متعلّق بالأولوية.  نعيش في زمن كثرت فيه الخيارات وازدادت الحرية وبرزت المرونة في استخدام الوقت. والحرية لنا في الخيارات وبالطبع تحمّل نتائج الخيارات.  عندما يكون مطلوبًا منّا عمل أمر ما، ولكنّ الوقت

ابني العزيز

صورة
  أرسل لك رسالتي بعد أن حضرت احتفالات تخرّجك ورأيتك بروب التخريج وأنت تسير مع الموكب نحو المنصة، وهذا ما أودّ أن أقوله لك.  لا تضحك عليّ، ولكنّي في جميع الاحتفالات كنت بعيوني أبحث عنك، وأنتظر أن أسمع صوتك، وبكاميرتي أحاول التقاط صور لك، ومن الصور الملتقطة أقوم بتكبير الجزء الذي تظهر فيه وأخزّن هذا المشهد وحده. أعلم أن هذا مضحك فالاحتفال لا يرتكز عليك، والتخريج ليس لك وحدك، ولكن هذا ما كنت أراه. وددت في مخيّلتي تسريع أسماء جميع الحروف التي تسبق حرف اسمك والذي هو للأسف من الحروف الأخيرة في الأحرف الهجائية، لأصل لاسمك وأصفّق وأصرخ وأزعج كل من حولي بصوتي الحاد وزغرودتي الخالية من أي حس موسيقي. مللت من جميع الكلمات والخطابات والأغاني ما دمت أنت ليس محورها. تمنّيت لو قلت كلمة الأهل وتحدّثت عنك، وأخبرت الجميع عن أمانتك والتزامك وحماسك واجتهادك وسط الحجر والمرض والظروف الصعبة المتنوّعة التي مررت بها، وددت أن أقول للجميع أنني تعلّمت منك كيف أحببت الحياة وتأقلمت معها رغم صعوبتها، ركضت حول المنزل لأنك لم تتمكّن من الوصول إلى تمرينات كرة القدم، ولعبت الشطرنج على الموبايل لأن المراكز مغلقة، وأنهيت