المشاركات

عرض المشاركات من 2012

أمهات بدوام كامل، أم دوام كامل وأمهات

صورة
  هذا ما تشكو منه الكثير من الأمهات، الشعور بالذنب. فما أن تنتهي إجازة الأمومة وتعود الأم إلى عملها ووظيفتها بدوام كامل حتى يبدأ ذلك الشعور "الشعور بالذنب" يسيطر عليها بل ويخنقها في كل يوم، في كل مرة تخرج من منزلها والمطر ينهمر لتوصل طفلها الرضيع إلى الحضانة، ومع كل مرة تسلّم الشنطة وما بها من حليب وحفاظات وملابس للمربية في الحضانة، وعندما تسمع صوت بكاء ابنها بينما تخرج من الحضانة، وعندما تقف لمدة خمس دقائق أو أكثر في الخارج منتظرة أن يتوقف عن البكاء. ولا تعفى الأم التي تمكنت من أن يكون لديها مساعدة "فلبينية مثلاً" في المنزل من هذا الشعور. فينتابها هذا الشعور "الشعور بالذنب" بينما تخرج من المنزل وطفلها ما زال نائماً، وتشعر بالذنب كذلك وهي تشرح للمساعدة كمية الحليب ومقدار الماء الذي يجب أن تضعه في زجاجة الحليب. أما تلك الأم "المحظوظة" التي تسكن بالقرب من أمها وحماتها والتي أصرّت الواحدة منهن أو كلتاهما أن تهتم بحفيدها المدلّل. فالطفل عند "الماما" و"الماما" تهتم به، نظافة مضمونة ورعاية كاملة وفوق ذلك طعام ساخن لها ولزوجها، هل

على الجانب وعلى الجانب الآخر.....

صورة
دخّن آخر سيجارة في علبة السجائر، سار بضع خطوات نحو حاوية قريبة وألقى هناك علبة السجائر الفارغة. يقف في طابور لإنجاز معاملة رسمية، يرفع رأسه، يمدّ يده إلى جيبه ويخرج باكيت سجائره. لحظات تجده محاطاً بضباب رفيق دربه الذي معه ينسى كل من وما حوله. قهوة أمريكية بنكهة البندق من ستاربكس.............. قهوة مغلية سادة على الفحم من على الطريق. سيارات تصطف بشكل لائق، لا اصطفاف مزدوج، نظام ليس له مثيل، وهناك على الجانب الآخر دراجة نارية وشرطي ودفتر أوراقه زهرية. موزة وبعض الفراولة، تمر وزبيب ولوز، قطعة من التوست مع لبنة....... وهناك على الجانب الآخر باكيت شبس وعلبة بيبسي وبعض القضامة والفستق. سكرتيرة "مكّشرة" وتجيب بطريقة فضّة، تبدو وكأنها قنبلة على وشك الانفجار، وفي المقابل أخرى تمنع الزبائن المستائين من الانفجار غضبًا بابتسامتها الرقيقة. 

حدث في يوم ما...

صورة
غيّرت صورتها في الوقت الذي فيه كان أون لاين، تمنّت أن يكون أول من يضع لايك لها، ولكن حرارته المرتفعة أنسته أن يغلق كمبيوتره. وقفت تحت المطر تنتظر تكسي بعد أن تعطّلت سيارتها، كادت أن تندب حظها، إلا أنها رأت ابتسامة التراب ولهفة جذور الأشجار وضحكات أوراق الشجر فقالت: الحمدلله. مرّت سنوات عديدة، رأته فنظرت في عيونه وهُيأ لها أنها تعرفه، وعندما قرأت الاسم تذكّرته، آه كم تغيّرنا الأيام دون أن ندرك ذلك. إنه صاحب هذه المبادرة الرائعة، آه كم تتكدّس في دواخلنا من إمكانيات وقدرات لا تفجّرها إلا الأيام.  أخذ بعض ألواح الخشب، غاب بضعة أيام، وعاد ومعه مكتب خشبي. على المكتب كتبت رواية، والرواية نقلت في سيارة ووزعت على عدّة محلات. اشترت الرواية. قدّمتها لوالدها في عيد ميلاده. وضع الرواية في منجرته علّه يجد الوقت لقراءتها. 

احتياجاتي واحتياجاته

صورة
العلاقات، تلك لا يمكننا أن نحيا بدونها، فنحن بشر خلقنا الله لا لنكون وحدنا بل لنكون معاً، لا لنكون "أنا" فقط بل لنكون "نحن" معاً. نفقد إنسانيتنا ونفقد معنى وجودنا ونفقد قيمة الحياة إن بقينا هناك وحدنا كجزيرة في وسط البحر، لا تصلح أن تكون الأمور هكذا، بل لا بد من أن نتواصل ونتحدّث ونشعر ونكون معاً. وفي علاقاتنا معاً يجمعنا أمر واحد وهو "الحاجات" فكل واحد منا لديه حاجات. لا أحد يمكن أن يقول أن ليس له حاجات، صحيح أنها تتفاوت من شخص لآخر، لكنها موجودة، وهي لدى الجميع.  كلنا يحتاج الاحترام، ولكن منا من يحتاجه أكثر من غيره، يحتاج أن تسأله وتأخذ برأيه، تعتبره موجوداً ولا تستثنيه، وتلتفت له قبل أن تتصرف أي تصرف قد يؤثر عليه. فأمور صغيرة تعبر عن احترامك له ترفعه وتشّجعه بل وتقرّبه منك وتجعله في علاقة منسجمة أكثر معك، وعدم احترامك له قد يجرحه ويؤذيه فيبني حاجزه العاطفي الخاص الذي يحميه ويفصلك عنه. ومن منا لا يحتاج المواساة، فلكل منا آلامنا، فالصغير الذي فقَد لعبته المفضلة، والمراهق الذي أخفق في أن يرضي أصدقاءه، والفتاة التي تألمت للون شعرها الجديد، والشاب ا

أفكاري في عباراتي

صورة
يعجبني من يحوّل ما يراه الآخرون مصيبة إلى فرصةً لجعل العالم أفضل لا تستهن بالصغير، غدًا سيكبر لا تستهن بقليل الخبرة، فما زاله أمامه الكثير من الوقت لا تستهن بالخجول، فأنت لا تعلم ما في داخله أحزن عندما أرى المكتبة التي اشتريت منها أقلام طفولتي تتحوّل إلى مطعم وجبات سريعة من الصعب أن تكون مختلفاً عن الآخرين وأحياناً  يكون من الأصعب أن تتفق معهم كلٌ يعمل ما يريد وينسى أن هناك آخرين في العالم الذي يعيش فيه لا تظن أن العالم يدور وهدفه أن تكون راضيًا مرتاحًا أنت لست وحدك، هناك آخرون غيرك بعض الفرص تأتي مرة واحدة فقط كل يوم هو يوم مميز ليس له مثيل مع كل شروق للشمس تذكّر أن هناك يدًا قوية صنعت كل ما قبل هذا الشروق وما بعده إن فشلت مرّة ونهضت من جديد، فلا تسجّل هذا فشلاً في دفتر مذكراتك هناك عدّة طرق لعمل أمر ما، ولكن هناك طريقة ذكيّة لا تعمل بجد فقط بل اعمل بذكاء ابحث عمّا يلهمك، قد يكون كتابًا أو شخصًا أو مكانًا أو نشاطًا مختلفًا

مشغول ومش فاضي

صورة
"مشغول"، "مش فاضي"، "ما عنديش وقت أحك راسي"، "معجوق"،...... تلك هي الكلمات التي نقولها في كثير من المواقف تعبيراً عن عدم تمكننا من القيام ببعض الأمور، وهي الكلمات التي من خلالها نعتذر عن بعض المهمات التي توكل لنا. ولكن هل المشغولية هي السبب الحقيقي أم ماذا؟ نكون في كثير من الأحيان في قمة انشغالنا، ونكون مغموسين في العديد من المسؤوليات، ولكننا نجد وقتًا لأمر ما، فلماذا نجد الوقت لذلك الأمر بالذات ولا نجد الوقت لأمر آخر؟ هذا أولوية في حياتنا وأما ذاك فهو مجرد أمر عابر، وهذا مهم وذاك أقل أهمية، ذاك في أول جدول أعمالنا وذلك مجرد أمر غير مدرج هناك. قال أحدهم لآخر: لقد كنت مشغولاً للغاية، أو دعني أقولها بكلمات أخرى: كان هناك أولويات أخرى. فلنفكّر ونتأمل بما هي أولوياتنا، وما هي الأمور التي لا نقول عنها أننا "مشغولين ومعجوقين ومش فاضين". لنضع قائمة بهذه الأمور، وإنني أرجو ان تكون هذه الأمور من ضمنها:              -   وقت في التأمل والتفكّر بالله الخالق المحبّ.         - وقت  مع الزوج، ووقت مع الأولاد.                 - وقت خاص لي في

كنافة جدّتي

صورة
ما أشهى تلك الكنافة التي كانت تعدّها جدّتي! وما أجمل القصة التي كان يسردها جدي لنا في كل مرة كنا نجتمع حوله، القصة ذاتها كانت تتكرّر، ولكننا في كل مرة كنا نستمع لها كانت تبدو لنا جديدة، فنضحك ونتفاجأ مع أحداثها! لا أسميهم جدّ وجدّة فقط، ولكنهم آباء وأمهات من نوع آخر، فيبدو لي أنهم قد افتقدوا لبعض المتعة والإثارة في علاقاتهم مع أبنائهم وبناتهم بسبب الضغوطات المادية وشبكة العلاقات العائلية الممتدّة والعمل والمتطلبات المتزايدة وتعب الجسد، أما الآن فهم يشعرون بالهدوء ويستمتعون بعلاقتهم مع أحفادهم أكثر وأكثر.   عندما نسرد لأبنائنا قصص طفولتنا مع أجدادنا وجداتنا فإنها تجعلهم يشعرون بمدى تميّز تلك العلاقة بين الأجداد والأحفاد، ويشعرون بالتقدير أكثر لكبار السن، والاحترام للشيب الذي هو وقار. كما أن قصص طفولتنا مع والدينا ومدى اهتمامهم بنا ومحبتهم لنا تجعل أبناءنا يقدّرون آباءنا أكثر، فتتقوى العلاقة بينهما. الجدّة ماهرة في الخياطة، تعلّم حفيدتها كيف تخيط ملابس لدميتها. الجدّ لاعب شطرنج، يعلّم حفيده بعض الخطط للفوز. طعام الجدّة لذيذ يستمتع به الأحفاد ثم يعاونونها في غسيل الأطباق، الجدّ لدي

تكلّم معه عن شوق قلبه وانظر ماذا يحدث في عيونه

صورة
نتواصل ونتحدّث كثيراً، فمثلا ًنحن النساء نتحدّث عن وصفات الطعام، وأنواع مواد التنظيف، ومشاكل الخادمات، وأسعار التنزيلات، وأحدث الموديلات، ومشاكل الزوج، ودراسة الأولاد، وآخر أنشطة الأطفال. عندما نجلس معاً فالحديث يجر الحديث الآخر، أحياناً نبتدىء بالملوخية وننتهي بمشاكل الدراسة في الخارج. نتواصل بسهولة فهنك الكثير ما يجمعنا، تسألني عن تسريحة شعري فيمتدّ الحديث، أسألها عن اسم ابنها الذي تعرّف على ابني ويمتدّ الحديث، نلتقي صدفة عند محل الخضار ويبدأ تواصل آخر. إننا النساء لا يصعب علينا الحديث، والأمهات لديهن الكثير ليقولونه. أما هذا فهو حديث من نوع آخر، على مستوى مختلف، إنه حديث عن شغف القلب، عن حلم الحياة، عن الرغبة الغامرة التي تلتهب في أعماقنا ليل نهار. هذا هو الحديث المختلف، المميز. هي من النوع الهادىء ولكن عندما أتحدّث معها أجد لديها الكثير فهي تتكلّم عن حلمها الموسيقي، وأخرى عن رغبتها في العمل التطوعي مع الأطفال، وأخرى عن حلمها في متابعة دراستها. لم يشارك في الحديث في تلك السهرة ولكن ما إن سأله أحدهم عن ابنه، فتجده انخرط بالحديث فهذا ما كان يشغله، ابنه ووضعه الصحي. أما أخرى ف

تعلّم من النملة

صورة
إنها الحيوان المفضل بالنسبة لي، مع أننا نعتقد أن كلمة حيوان كبيرة عليها، فهي مجرد حشرة صغيرة، أوليست الحشرات من الحيوانات. على أي حال أحب النملة لصغر حجمها، فهناك أشياء كثيرة في حياتنا صغيرة ولكنها مهمة، الابتسامة، كلمة شكراً، كلمة تشجيع، دمعة، صغيرة تلك الأشياء ولكنها مهمة. أحب النملة لأنها نشيطة لا تعرف الملل ولا تعرف الكسل، فهي تعمل ولا تعمل فقط ولكنها تستعد، تجمع طعامها في الصيف ليكون جاهزاً لها في الشتاء. لا تتوقف ولا تتذمر ولا تفشل، تعمل معاً كفريق، بسهولة تجتمع الكثير من النملات حول الفريسة، تعاون ومشاركة تحدث بسرعة ودون حاجة لمسؤول يوجه ويرشد. دافعها كبير وحماسها كذلك. فإن دب فينا الكسل، فلنتأمل النمل ولننظر إلى نشاطهم واجتهادهم. ولنتعلّم منهم أن لا نفقد الحماس. ولنتعلّم أن الحمل وإن زاد فهناك من يمكنه أن يحمله معنا. ولنتعلّم أن لا نفشل ونتوقف. ولنتعلّم أن نستعد ونجهز أنفسنا لما هو قادم.

بين المسلسلات التركية والفيسبوك

صورة
تجلس أمام شاشة الكمبيوتر وترفع يديها للأعلى وتبدأ بالنقر على الأزرار بحركة مدروسة ومنظمة، وبطريقة تتشابه مع لف الورق دوالي وحفر الكوسا ولكن بسرعة أقل. تراها مستمتعة وهي تقرأ الجريدة ويمكنك أن ترى الدهشة على وجهها بينما تقرأ الأخبار اليومية بعيدًا عن الكنبة الطويلة والتكويع على الوسادة، وترى المتعة وهي تسمع الطرطقة على أزرار المحمول والتي حلّت مكان صوت خرخشة الجريدة. وماذا عن الفيسبوك فتلك متعة لها نكهة خاصة بدأت تستمتع بها والدتي حديثاً. فتلك صور زفاف فلان وخطوبة فلانة، أسرع بكثير من انتظار زيارة المباركة والاجتماع حول ألبوم الصور ممسكين بكأس العصير في يد ومقلّبين صفحاته باليد الأخرى. لم يتوقع أي منا أن تصل والدتي إلى هذه المرحلة مع كل تلك المسلسلات التركية، وكل ذلك التشويق الذي فيها، ولهفة الانتظار لزواج فلان وطلاق فلانة، وولادة الطفل، وقرار المحكمة، وغيرها الكثير. ولكنها وقفت وتقدّمت بخطى ثابتة لتدخل عالم التكنولوجيا، وقد أدهشتني في آخر مرة وهي تقول لي: "لم أجد تويتر!" لقد تعرّفت على تويتر بهذه السرعة، لا بد أن الموضوع أعجبها كثيراً.  أحببنا الكمبيوتر، وارتبطن

المحبة هي التي لا تعرف الشروط

صورة
تقول الحبيبة لحبيبها: أحبك.... ولكن. ويقول لها: أحبك .... ولكن. تقول الأم لابنها: أحبك عندما..... أو أحبك أكثر عندما... تلك هي المحبة التي تلوثت ففقدت رونقها، ونُزعت منها رائحتها الذكية، واختفت منها أصالتها ومصداقيتها. أين ذهبت تلك المحبة! أين ضاعت في زحمة هذه الحياة! الحياة التي فيها الكل يركض لإرضاء "الأنا"، والكل يسعى نحو أن تكون "الأنا" فوق الكل، ولا يقبل بأي انتقاص أو إهانة للـ"الأنا". هذا ما يجعل الكثيرون يشعرون بألم كبير في أعماقهم بل وإحباط في مشاعرهم وانكسار في عواطفهم. يريدون الحصول على محبة بدون "لكن" أو "إذا" أو "عندما". يريدون الحصول على القبول لشخصهم وليس لما يقومون به أو لما ينجزونه. أطفالنا هم الأهم في هذا الموضوع، نحتاج أن نحبهم وفقط. لا نفرض عليهم فروضاً ولا نضعهم تحت شروط بل نقبلهم كما هم ونحبهم بالرغم من، ولا ننتظر إنجازاتهم المميزة كي نغمرهم بفيض محبتنا بل تكون محبتنا لهم في كل الظروف ومهما كانت الأحوال. لتكن محبتنا لهم أصيلة بلا شروط.

أشجع "برشا"

صورة
لست من متابعي المباريات الرياضية ولا من المشجعين وحاملي أعلام الفرق الرياضية. لم أعلّق على سيارتي أي من أعلام الدول المشاركة في كأس العالم، ولم ألبس لفحة أو قبعة لأحد الفرق. إلا أنني قرّرت أن أشجع برشا. وما إن نطقت تلك الكلمات أمام ابني حتى لمعت عيناه ودبّ الحماس فيه وبدأ يقفز فرحاً. أنا من مشجعي برشا الآن. وعندما جاء موعد المباراة دعاني للحضور ولكنني أقنعته أنني أتابع النتيجة على تويتر. نظر إلي ولم يقتنع كثيراً. لا يكفي أن أشجّع برشا بل لا بد أن أعلن انتمائي بحضور مبارياته وإطلاق صرخات عالية مع كل هدف. لا يكفي أن أقول بل لا بد أن أعمل، يجب أن ألبس لفحة برشا وأعلّق علم برشا على سيارتي.  لا بد أنه شعور جميل أن تعلن انتماءك. جميل أن تجعل انتماءك معروفاً أمام الجميع، ممتع لك ولغيرك. قد يكون هذا الشعور هو ما يحرّكنا جميعاً. فتجد الكثيرون قد تفننوا في إعلان انتمائهم للفرق الرياضية، وأكثر ما أعجبني تلك الفتاة التي كان طلاء أظافرها علم الفريق الذي تشجعه.  أما أنت فهل تعلن انتماءك؟ إننا نحتاج لا لتعليق الشعارات ورفع الصور. نحتاج لخطوات عملية حقيقية. فانتمائي لبلدي ببساطة يظهر ف

"وصلة الكهرباء" المفقودة

صورة
كل شيء رائع، كل شيء في مكانه، كمبيوتر وشاشة كبيرة وفأرة من النوع الجيد. كرسي مريح ومكتب أمامه منظر جميل. كوب من القهوة المعدّة جيداً، أفكار صافية وذهن متفتح، يدان متأهبتان للعمل. لكن للأسف شيء صغير ناقص، إنه مجرد وصلة كهرباء صغيرة. بسبب غيابها، تجمدت الأفكار وتوقفت اليدان المتأهبتان وبقي الكمبيوتر وتوابعه في مكانه. حتى الكرسي المريح والاستمتاع بالمنظر الرائع عكّره ذلك الغياب. هكذا حال عائلاتنا هذه الأيام، أفضل تعليم، وأنشطة متعددة متنوعة، وألعاب مبتكرة، وبرامج ترفيهية وتعليمية وتطبيقات من كافة الأنواع والأشكال. كثيرة تلك هي الأمور التي بين أيديهم، ومتنوعة تلك الأمور المهيأة لهم، ولكن ينقص كل هذا شيء بسيط، ليس وصلة كهربائية صغيرة ولكن وصلة تجمعهم. فمائدة طعام تجمع أفراد العائلة معاً، أو رحلة في الطبيعة لجمع الزهور البرية، أو زيارة الأقارب معاً. لقد فقدت تلك "الوصلة"، فكلٌّ يأكل ما يحب، وكلٌّ يأكل متى يحب، وأصبحت المطاعم مطبخنا الثاني. وكلُّ له برنامجه الخاص، وأصدقاؤه المختلفون، وكلٌّ يدخل ويخرج كما يهوى. فمن مكان إلى مكان حتى أصبحت السيارة بيتنا الثاني. كل شيء موجود وكل

من دخل عالمك؟

صورة
اسأل نفسك هذا السؤال، وعد بذاكرتك إلى الوراء واسترجع أيام طفولتك وتوقف هنا، في تلك اللحظة بالذات؛ اللحظة التي فيها دخل أحدهم عالمك. دخل عالمك ولعب معك ليس فقط ليشغلك ويخفف من "نكدك" بل تفاعل معك ونزل إلى مستوى تفكيرك وقوتك العضلية ومزاجك وأفكارك. تذكر من هو هذا الشخص؟ هل أختك الكبرى التي كانت تقرأ لك كل يوم قصة، كل يوم ولم تفوت أي يوم. أم هي خالتك التي جلست معك على السجادة ولعبت معك "بيت بيوت" وأكلت من الطعام الذي أعددته في الصحون البلاستيكية الصغيرة. أم هي بنت خالك الأكبر التي صنعت لك خيمة من الشراشف والتي استخدمت "القشاطة" لتسند فيها الخيمة وجلستم في الخيمة تتخيلون السماء والنجوم والقمر فوقكم، أم هي والدتك التي حكت لك قصة كنت أنت البطل فيها عشت مع سردها كل لحظة بحماس وشغف. ماذا تفكر من نحو من دخل عالمك؟ ألا تشعر شعوراً رائعاً من نحوهم؟ ألا تشعر بأن تلك اللحظات كانت مميزة ورائعة ولها نكهة خاصة؟ أما زلت تتذكر تلك اللحظات بالذات؟ هذا ما يريده أطفالنا، يريدوننا أن ندخل عالمهم ويريدوننا أن نلعب معهم "بيت بيوت" ونأكل في صحونهم البلاستيكية. يري

الإشارة الضوئية... مشروع تسوق ناجح

صورة
على الإشارة الضوئية يمكنك أن تبدأ يومك بشراء جريدة الصباح، فهذا ما تريده في الصباح الباكر، أن تعرف ماذا يدور حولك، فتلك الأخبار المثيرة في كل بلاد العالم توقظك وتنشط عظامك، ومن خلال تلك الصفحة المعروفة تطمئن عن الكثير ممن تعرفهم أنهم ما زالوا أحياء وتعرف عن سفر البعض منهم عن هذه الحياة إلى حياة أخرى. وعلى الإشارة الضوئية يمكنك الحصول على بعض اللبان لتسلية فمك بدل السيجارة أو للتخلص من رائحة الثوم من صحن الفول الذي تناولته للتو. وعلى تلك الإشارة يمكن أن تحصل على تنظيف سريع لسيارتك مقابل بعض القروش كحسنة لبعض الأطفال. أدرك الكثيرون أن على الإشارة الضوئية يكمن مشروع تسوق ناجح، فمع اقتراب رمضان تجد البعض يبعون القناديل الملونة، ومع عيد الميلاد المجيد تجد الورود الحمراء تباع على معظم الإشارات. في كل مرة هناك سلعة جديدة تباع فتارة دفاتر ملونة ومن ثم بعض الألعاب للأطفال، تعرض البضاعة بطريقة ملفتة فتلك الكلاب البلاستيكية التي يهتز رأسها وتلك الألعاب التي تصدر أصواتاً، وتلك اللعبة التي ينبعث منها فقاعات هوائية. في كل مرة أقف على إشارة ضوئية أتلفت بشغف لأرى ما البضاعة المعروضة اليوم، فبع

عزيزي المدخن، يؤسفني أنني لا أدخن

صورة
لست أدري كيف أشرح لكل مدخن أن سيجارته تزعجني، وأن رائحتها تضايقني، وأن ملابسي النظيفة لا ترحب برائحة سيجارته بين خيوطها، ولا يرحب شعري بها كذلك. هو يستمتع بإشعال سيجارة وأخرى، هو لا يفكر بما يجري حوله ومن يجلس قربه، هي مجرد رغبة تسيطر على عقله وبحركات لا إرادية تمتد يده إلى باكيت السجائر ويسرع بإشعالها. أينما كان أو كانت فتلك الرغبة لا يمنعها أي شيء. في مطعم بانتظار الوجبة، أو بعد الانتهاء منها، في صالون الشعر كتسلية بدل المجلات، في أماكن التسوق، في أماكن شرب القهوة، في انتظار الأولاد عند باب المدرسة (ونتساءل لماذا يبدأ أبناؤنا التدخين في سن مبكرة!!). في أي مكان وفي أي زمان سواء في الصباح الباكر مع الندى المتقاطر أو عند غروب الشمس أو بالليل وعلى أضواء النجوم المتلألئة، لا مكان ولا زمان يمنعانه من تلك المتعة. سواء كان وحده أو في حافلة تعج بالركاب أو مع البعض منهم إن كان هو سائق سيارة الأجرة. يؤسفني عزيزي أن أقول لك أنني أنزعج من سيجارتك، يؤسفني أن أقول لك عزيزتي أنني هنا لأصفف شعري وأنا أدفع بعض المال لذلك فلماذا تجلعني أخرج برائحة دخان تفوح من شعري؟ ويؤسفني عزيزي أنني أتيت هنا لأ